هل أتزوجها؟ أم أتركها وأبر أمي؟
2011-08-22 10:21:24 | إسلام ويب
السؤال:
أنا أعيش في بلد خليجي وتعرفت على فتاة مسلمة تكبرني بأربع سنوات، وأنا جداً متعلق بها، وأريد أن أتزوجها، ولكن والدتي تعارض الفكرة بشدة، وأخشى أيضاً في حال تزوجتها أن أندم، لأنها تكبرني بالعمر من ناحية الفوارق الجسمانية التي ستحصل، وأتزوج عليها وتصبح مشاكل، ولكنني الآن متعلق بها ولا أستطيع مفارقتها، وأريدها بالحلال وأخشى الوقوع بالحرام معها.
أرجوكم أفيدوني، وأريد أيضاً حلاً لموضوع الغيرة إذا سمحتم، والله ولي التوفيق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
مما يعينك أيها الحبيب في تخفيف التعلق بهذه الفتاة أن تتذكر ما فيها من المعايب والنقائص، وهي وصية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه، حين قال: (إذا أعجبتك امرأة فتذكر مناتنها) ومما لا شك فيه أنك لو وقفت مع عقلك - لا مع قلبك - متفكرًا في ما في هذه المرأة من نقائص ستجد ما يصرفك عن التعلق بها، وإذا قدرت على ذلك فذلك خير لك برًّا بأمك، ولعل الله سبحانه وتعالى أن يجعل لك في برك لأمك وطاعتك لأمرها خيرًا كثيرًا، أما إذا بلغ بك التعلق مبلغه وكنت تخشى على نفسك من الوقوع في الحرام بسبب هذه المرأة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أرشد المتحابين إلى النكاح، بقوله صلى الله عليه وسلم: (لم يُر للمتحابين مثل النكاح).
وما ذكرته من الفارق في السن بينك وبينها لا ينبغي أن يكون مانعًا من الزواج بها إذا كنت محبًّا لها، ولن يؤثر ذلك على الحياة في المستقبل، ولن يمنع من إنشاء حياة زوجية سعيدة بين الزوجين، فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة بنت خويلد – رضي الله عنها – وكانت تكبره بخمسة عشر سنة، وكانت أحب زوجاته إليه، وأعظمهنَّ بركة في حياته، فرزقه الله عز وجل منها الأولاد والبنات، فهذا الفارق في السن ليس عائقًا من إنشاء حياة زوجية سعيدة، بل ربما يكون باعثًا للزوجة على مزيد من المبالغة في الإحسان إلى زوجها، والحرص على إرضائه، فلا ينبغي أن يكون مانعًا دون ذلك، ولكن هذا كما قلنا إذا كان التعلق بها بلغ بك إلى حد أن تخشى على نفسك من الوقوع في الحرام بسببه، وفي هذه الحالة لا يجب عليك أن تطيع أمك، لأنه لا طاعة للمخلوق في معصية الخالق.
وأما الغيرة فإن كلامك فيها مُجمل، لا ندري ما مقصودك بها، فإن الغيرة منها الممدوح ومنها المذموم، فغيرة الإنسان على نسائه ومحارمه غيرة يُحبها الله سبحانه وتعالى ما دامت معتدلة، بمعنى أنه يجنب أهله ونساءه تعدي حدود الله أو الاعتداء عليهنَّ، فهذه غيرة يحبها الله ورسوله، وينبغي للمؤمن أن يُشجع عليها.
أما إذا كانت الغيرة تدعو إلى الريبة والشك لغير سبب موجب، فهذه غيرة يبغضها الله سبحانه وتعالى، وعلاجها هو أن يحسن الإنسان الظن بالمسلمين، وأن لا يحمل تصرفاتهم على محامل سيئة بغير برهان ولا بيّنة، وأن يعرف أن الأصل في المسلم السلامة والبراءة من الإثم والعيب، وبهذا يعالج - إن شاء الله - هذا الشعور في نفسه رويدًا رويدًا.
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان.