الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
من الواضح - كما ورد في سؤالك - أن لديك شخصية جيدة ومحبوبة واجتماعية، إلا أنك تجد حرجاً عند اللقاءات الفجائية التي لم تتوقعها، حيث ترتبك وتحاول إخفاء ارتباكك بكثرة الكلام وطرح الأسئلة, وربما يعود هذا الأمر- وفي سؤالك القليل مما يشير لهذا - إلى أنه عندك ربما صفة النزعة إلى الإتقان والكمال (perfectionism) حيث تحب أن تكون الأمور في حياتك أقرب إلى الكمال والمثالية، والذي عنده مثل هذه الصفة قد يميل للسيطرة على الموقف الذي هو فيه، ولا يرتاح عادة للمفاجأة، لأنه لا يكون قد استعد وجهز نفسه بالشكل الكامل، ولذلك يرتبك، حيث يشعر بأنه في بيئة غريبة لم يحضر نفسه لها.
أنا أرجح هذا التفسير لما ورد في سؤالك من رغبتك في أن تصبح متحدثاً جيداً ولبقاً، وأن تصبح ناجحاً ومجتهداً، وأن تصبح مديراً للحوار، فإن لم يكن هذا ميلاً للإتقان والكمال والسيطرة فماذا يكون؟!
ما يؤكد هذا أيضاً أنك ترغب في تحصيل كل هذا، مع أن آراء الناس فيك جيدة، وأنك تسمع منهم كلاماً جيداً وثناءً، ولكنك تطمح للمزيد والمزيد، وهذه الصفة من الميل للإتقان والكمال ليست مشكلة بحدّ ذاتها، بل هي صفة تقف وراء الكثير من الناس الناجحين في الحياة، يقول المتنبي في هذا المعنى:
ولم أر في عيوب الناس عيباً *** كنقص القادرين على التمامِ
نعم، بشرط ألا نبالغ في هذه الصفة، وما زاد عن حده انقلب إلى ضده - كما يقال - وربما تفرض علينا الحياة أحياناً القبول بما هو أقل من الكمال، وصاحب هذه الصفة قد لا يعاني الكثير بقدر معاناة الذين يعيشون معه، حيث إن ما يريد تحقيقه يفوق بكثير ما يستطيعه الآخرون.
الأمر الآخر: أنك في أمريكا منذ شهرين فقط، ولاشك أنك تشعر الآن بالشوق لأهلك، والوحشة من البعد عن بلدك وأهلك، فارفق بنفسك، وأعط نفسك بعض الوقت لتستقر، وتشعر بالمزيد من الارتياح.
ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات التي تتحدث عن علاج الخجل سلوكيا (
267019 -
1193 -
280445 -
278063) ففيها نفع كبير.
وفقك الله في دراستك، وبالله التوفيق.