ما رأيكم بالافلون لتبييض البشرة؟ وهل ستتأثر البشرة من الكريمات؟

2011-09-19 08:02:14 | إسلام ويب

السؤال:
أنا أعاني من مشكلة لوني الأسمر، وأنا أحب أن يكون لوني أبيض؛ لأن الرجال عندنا يحبون المرأة البيضاء، وسبب تأخر نصيبي من الزواج لوني الأسمر الحنطي وليس الغامق، جربت كريمات كثيرة, ومنها الذي أفادني، ومنها ما ليس له نتائج.

أنا استخدمت (افالون) مرة وكان جيدا جدا, وبيَّض بشرتي بشكل ملحوظ وجميل, ومع الاستخدام الطويل تراجع اللون وتوقفت عنه, ورجعت أستخدمه, وبيَّضني بسرعة, ومع الاستخدام القصير رجع اللون, وبعدها توقفت عنه, ثم استخدمته ولم يأتِ بنتائج لماذا؟

وأريد السؤال عن (الفبلاس لوشن) و(الأفلون) جيد جدا فقد جربته من قبل لكنه غالٍ, وأنا قررت أن أستخدمه, أتمنى رأيك يا دكتورنا العزيز, وأريد أن أعرف: هل بشرتي ستتعب من الكريمات؟ لأني أخاف أن تتعب, ولا تتجاوب مع أي كريم.

وشكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

قبل أن نبدأ ردنا نحب أن نقول: إن الجلد الأسمر ليس مشكلة - كما تذكرين في السؤال - بل هو نعمة؛ لأنه لولا هذا اللون لتعرض الإنسان لحروق الشمس بسهولة, ولتهيأ جلده للإصابة بالسرطانات؛ لأن اللون يقي من أشعة الشمس وأضرارها على المدى القريب (كالحرق) وعلى المدى البعيد (كالتسرطن) وأصحاب البشرة الأكثر بياضاً هم الأكثر عرضة للإصابة بأضرار الشمس.

ونود أن يتضمن جوابنا عدم التشجيع على عمليات التبييض؛ لأنها من العمليات التي قد يكون لها أثر ضار للبشرة, وتقلل من الوقاية من أشعة الشمس, وقد يستطيع الإنسان أن يعيش سعيداً بلونه الطبيعي, ولو كان أسمرا, ويعتبر ذلك من طبيعته أو شكله الخاص, ولكنه بالتأكيد سيعيش حزينا جدا إذا أدى التبييض إلى أذى كتهيئة الجلد للإصابة بالسرطانات نتيجة قلة المادة الملونة للجلد؛ وعندها يتمنى العودة لما كان عليه, وقد لا يستطيع أن يعود.

ننصح كل إنسان أن يعيش على طبيعته, وألا يغير طبيعته؛ لأن تغيير الطبيعة لن يكون دائما، وسيتقلب بين الشخصيتين، وفي النهاية ستغلب طبيعته ما اكتسبه، فالإنسان الأسمر لا ننصحه بالتبييض؛ لأنه مهما كان التبييض فعالا فأثره مؤقت؛ لأنه يغير طبيعة الجلد ظاهريا فقط.

إن الكريمات العديدة التي ذكرتموها في السؤال على كثرتها، وعلى فاعليتها إلا أنها ذات تأثير يدوم باستعمالها، ويزول بعد التوقف عنها، وهذا واضح من خلال تفاصيل السؤال، وكذلك نحن لا ننصح بالمواد الكيماوية، ولا بالتداخلات الفيزيائية التي لا تعالج مرضا، بل الهدف منها فقط التبييض؛ حبا في التبييض، وتغيير طبيعة الجسم والجلد.

وأما الرجل الذي يتزوج المرأة لبياضها فيكون قد أخطأ؛ لأن المرأة ليست صورة، بل هي إنسان يريد أن يتعامل معه، وأن يشاركه حياته,، وأن يربي أولاده، ولنضرب مثالا على ذلك من خلال السؤال التالي: أيهما أفضل زوجة (أو زوج) بيضاء, ولكنها كسولة, قليلة النشاط, كذابة, قليلة الدين، أم زوجة سمراء (أو زوج) ولكنها نشيطة, أمينة، خلوقة، ذات دين؟ والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (إن الله لا ينظر إلى صوركم، ولا إلى أشكالكم, ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

وما يؤثر على لون البشرة هو القدر الذي أودعه الله لكل منا من خلال نظام وراثي معقد لا يتأثر – فقط – بالأبوين، ولكن بالجدود, وبالأقارب لدرجات بعيدة, ويتأثر بالبيئة إلى حد ما, ولكن بشكل مؤقت أيضا.

وقد ظهرت مواد مبيضة عديدة, منها: مادة (الغلوتاثيون), ويمكن مراجعة الاستشارة (433679) المتعلقة باستعمال (الغلوتاثيون) عن طريق الفم, ولكن الأمر يحتاج إلى توثيق.

وتعب البشرة لا يعني عدم تجاوبها مع أي كريم, بل قد يعني ضررها, وتلفها, وتأثرها سلبا بما يطبق عليها من مواد كيماوية، ونختم بالقول: ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس, وقد تكونين كذلك من أسعد الناس.

والله الموفق.

www.islamweb.net