الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن النوبة التي حدثت لك بعد الكابوس الذي استيقظت منه هي نوبة هرع، والهرع هو نوع من القلق النفسي المفاجئ، وهو مخيف، وكثير ما يربطه الناس بأمراض القلب، وهذا ليس صحيحًا.
أما بالنسبة لارتخاء الصمام فهذا معروف، وهي حالة حميدة، وأكثر هذه الصمامات التي تكون عرضة للارتخاء، فهو الصمام المايترالي، وعشرة بالمائة من الناس يعانون من هذه الحالة، وفي بعض الأحيان قد يحدث شيء من الخفقان لكن الحالة لا تعتبر خطيرة أبدًا، الإشكالية تأتي من أن تشخيص ارتخاء الصمام في حد ذاته يسبب الكثير من القلق والمخاوف للناس.
حالة الهرع التي انتابتك صاحبتها حالة من القلق والتوجس، والقلق التوقعي من هذه الحالة ربما تحدث لك مرة أخرى، ثم بعد ذلك ذكرت أنك كنت عرضة لطقوس وسواسية كثيرة، وإن كنت لا تعرف هذا إلا بعد أن اطلعت على مواقع على الإنترنت.
المخاوف والقلق والتوترات والوسواس كلها متداخلة، فحالتك لا تعتبر حالات متشعبة، إنما هي حالة واحدة وبأعراض مختلفة.
بالنسبة لما تشتكي منه الآن حول بلع اللعاب، فأعتقد أن ذلك أمر وسواسي قلقي، وليس مرضًا عضويًا، فعليه حقّر هذه الفكرة تمامًا، وهذه وسيلة علاجية ممتازة، وسوف نصف لك أيضًا دواءً يفيدك كثيرًا إن شاء الله في هذا السياق.
سؤالك حول: هل دعاء الله تعالى يمكن أن يزيل أي مرض؟
نعم بالطبع، والدعاء دائمًا يجب أن يكون في أول الأمر، بل هو رأس الأمر، ومن يستكبر عن الدعاء هذا من المنكرات، قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، والدعاء هو العبادة، قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} فالدعاء يجب أن يسبق كل شيء، وفي ذات الوقت يجب أن نأخذ بالأسباب والتوكل على الله، والأخذ بالأسباب أن يذهب الإنسان إلى المختصين وإلى الأطباء، وأن يتم فحصه ومعاينته وإعطاؤه العلاج اللازم، ولابد أيضًا أن يتخذ التحوطات الوقائية.
هذا هو الأمر كذلك، لا أحد يستطيع أن يقول أنا أدعو وأجلس وأنتظر، لا، تدعو وتسأل الله تعالى وتتوكل وتأخذ بالأسباب، هذا مهم جدًّا، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، فتداووا عباد الله، يجب أن ننطلق دائمًا من هذا المفهوم أيها الأخ الفاضل الكريم.
أنا أود أن أنصح لك بعلاج دوائي ممتاز جدًّا، يعالج هذه المخاوف والقلق والتوترات، وإن شئت أن تقابل طبيبا نفسيا فهذا أيضًا سوف يكون أمرًا جيدًا، وإن لم تستطع فالدواء الذي نفضله في حالتك هو عقار يعرف تجاريًا في مصر باسم (مودابكس)، ويعرف تجاريًا أيضًا في غير مصر باسم (لسترال) أو (زولفت) لكن يعرف علميًا باسم (سيرترالين).
يمكنك أن تبدأ في تناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي خمسون مليجرامًا، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – تناولها حبة صباحًا وحبة مساءً – ويمكنك أن تتناول الحبتين مع بعضهما البعض في فترة المساء.
المهم هو أن تستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
هو دواء فعال، ويعالج أعراض القلق والتوترات والمخاوف والوسواس، وأنا على ثقة تامة إن شاء الله تعالى أنه سوف يعالج لديك مشكلة بلع اللعاب، وفي نفس الوقت سوف تحس بحالة استرخائية وحسن في مزاجك بإذن الله تعالى.
أما بالنسبة للعادة السرية فاعلم أيها الفاضل الكريم أنها قبيحة، قبيحة في كل شيء، فهي تخل بالصحة النفسية، وكذلك الصحة الجسدية، وكذلك الصحة الجنسية، وفوق ذلك هي منقصة للدين، فأتمنى أن تكون قد توقفت منها، وما ذكرته في رسالتك أعطاني الشعور بأنك -الحمد لله تعالى- قد أقلعت عنها، فأسأل الله تعالى أن يثبتك على ذلك، وأنا أؤكد لك أن كل شيء يمكن أن يعود لطبيعته بعد أن يتوقف الإنسان عن هذه الممارسة الخاطئة.
ولمزيد الفائدة يراجع أضرار هذه العادة السيئة: (
3858 –
24284 –
24312 -
260343 )، وكيفية التخلص منها: (
227041 -
1371 -
24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (
469-
261023 -
24312)
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.