ابنتي تسرح بعيدا عندما أتحدث معها . فأفيدونا
2011-10-03 13:49:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أواجه مشكلة مع ابنتي التي تبلغ من العمر 11 عاما، فإذا تحدثت معها أجدها تسرح بتفكيرها بعيدا للحظات حتى أنبهها فتحرج، وتقول أسمعك وتنكر شرودها،
وعندما تتحدث هي يحدث نفس الشيء وتتوقف عن الحديث لحظات، وكأنها تذهب إلى عالم آخر.
ويحدث ذلك بشكل يومي، وبالذات في الصباح قبل الذهاب للمدرسة، علما بأنها قد أخذت كفايتها في النوم الطبيعي.
مشاكل تعاني منها:
- زيادة الوزن.
- الإمساك.
ـ-عدم قبولها في أي مجتمع تنتمي إليه ( تتهم بأنها ثقيلة دم).
- كثرة النسيان.
بعض ما يميزها:
- مجتهدة في الدراسة.
- ذكاؤها متوسط.
- خيالها واسع، وتفكر كالكبار.
- تحب تحليل الأشياء والابتكار.
والله الموفق.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
عندما قرأت القسم الأول من سؤالك قلت في نفسي لابد وأن هذا من الأمور الطبيعية التي تكثر من المراهقين، حيث يسرح المراهق في أفكاره التي يحاول التعرف عليها، وهو في هذه المرحلة الهامة من حياته، حيث يتبدل عنده كل شيء تقريبا في حياته النفسية والجسدية والعاطفية والجنسية، واللغوية والاجتماعية... وغيرها، وكل هذا لأنه على وشك ولادة جديدة، يخرج من خلالها إنسانا جديدا لأسرته والمجتمع.
فهذا أحد الاحتمالات عند ابنتك، فقد لا يكون أكثر من أنها في المراحل الأولى للمراهقة.
ولكن عندما قرأت عبارتك (تتوقف عن الحديث لحظات، وكأنها تذهب إلى عالم آخر) ويحدث هذا بشكل يومي، وبالذات في الصباح، فمباشرة خطر في الذهن ومن خلال التجربة السريرية أنه يجب أن يخطر في ذهننا احتمال وجود حالة خفيفة من الصرع، حيث تخرج شحنات كهربية في الدماغ، وبحيث يشرد الإنسان أو يسرح، وكأنه في مكان وعالم آخر، وأحيانا يقال، وكأن الشخص جالس وراء جدار زجاجي، وبحيث لا يعود ينتبه إلى ما حوله، وخاصة بعد النظر في بعض الصفات أو المشكلات الأخرى التي وردت في سؤالك.
ولابد أن علينا أن نستبعد الأمر الثاني، وهو نوبات الصرع، وهو طبعا مجرد احتمال، وقد لا نتأكد من وجوده، إلا أن علينا أن نستبعده لأنه إن وجد، فله علاجات مؤثرة وفعالة، وإذا لم نجد أي شيء يشير للصرع، فيكون الاحتمال الأول.
فلابد من مراجعة طبيب أطفال عنده اهتمام بالجملة العصبية، أو أخصائي عصبية، والذي يمكن أن يقوم بإجراء تخيطيط كهربي للدماغ، والذي قد يؤكد وجود الصرع، وإلا فلابد من المراقبة الدقيقة لهذه الحالة التي تأتي هذه الطفلة في الصباح، ولقد تقدم الطب كثيرا في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بتشخيص وعلاج الصرع عند الأطفال، والذين كثير منهم يكبر ويتجاوز حالة الصرع هذه، هذا إن وجد أصلا.
ولابد لهذا الطبيب من أخذ القصة كاملة، وبكل التفاصيل، ومنها هل تتعرض الطفلة لبعض الاختلاجات أو فقدان الوعي، والذي قد يحدث في النوم؛ مما ينتج عنه التبول الليلي اللاإرادي، وغيرها من الأعراض.
وأرجو أن تطمئننا عن حالة طفلتك.