الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال، والذي فيه العديد من الأسئلة، والجوانب المختلفة، والتي بعضها متصل ببعضها، وبعضها الآخر لا علاقة له بها.
ومن الواضح أولا أن لديك بعض أعراض الرهاب أو الخوف الاجتماعي. وهي حالات تنتشر في المجتمع، حيث يصعب على الشخص الحديث أمام الناس، بالرغم من عدم وجود آفة لسانية أو كلامية، فهو عندما يكون بمفرده أو مع من يعرف جيدا ويرتاح إليهم كأسرته، فلا تظهر عنده أية أعراض لمشكلة الكلام أمام الناس.
وقد يتجنب الإنسان المجالس التي يتواجد فيها عدد من الناس، والتي يشعر أنه يمكن أن يطلب من الحديث أمام الجمع ولو بكلمات، وكما جرى معك، وخاصة أنك لا تريد أن تخطأ بالكلام، مما يجعلك تصمت فلا تقول إلا القليل القليل.
ويبدأ الشخص يفكر طويلا في هذه المشكلة، وقد يمنعه هذا من حضور بعض الأنشطة التي حقيقة يحبها ويتطلع إليها، وهذا التفكير الدائم والكثيف... يزيد من قلق الشخص بانتظار متى سيجد نفسه مجددا في مثل هذه الصعوبات، فإذا بالمشكلة تصبح مشكلتين، مشكلة قلة الثقة في القدرة على الحديث أمام الناس، ومشكلة القلق الدائم من اللحظات التي سيعيش فيها هذه المشكلة الأولى.
فما هو العلاج؟
ليس هناك علاج دوائي للرهاب أو الخوف من لقاء الناس والحديث أمامهم، فهذه مشكلة سلوكية، وعلاجها بشكل أساسي سلوكي، وأحيانا نقول هو علاج معرفي سلوكي، أي يقوم على تغيير قناعات الشخص وأفكاره، ومن ثم تغيير سلوكه، وذلك من خلال:
• محاولة الحديث بصوت مرتفع وبشيء من التدريب عندما يكون الشخص منفردا.
• ومن ثم يحاول أن يأخذ راحته بالحديث أمام من يعرف ويرتاح إليهم كالأسرة، وأن يعتبر هذا نوعا من التدريب.
• ومن ثم يحاول الدخول في بعض المواقف الاجتماعية والمجالس الصغيرة أولا، ومن ثم الأكبر، وأن يحاول أن يقول أولا كلمات قليلة، وبعد أن يشعر ببعض الثقة بالنفس، يمكن أن يزيد كلامه وبالقدر الذي يرتاح إليه.
• عدم التجنب الكامل للقاءات الناس، فالتجنب لا يزيد المشكلة إلا اشتدادا وعمقا، حتى يجد الشخص نفسه في عزلة كاملة عمن حوله.
• ويمكن أن تستعين بصديق لك، وتصارحه بالمشكلة، لأن السريّة الشديدة تزيد المشكلة أيضا اشتدادا. ويمكن أن تستعين بهذا الصديق لتتدرّب معه بالحديث معه بشكل ثنائي، ومن ثم يمكن أن يرافقك لبعض المجالس، فقد وجد أن وجود من تعرف وتثق به يخفف عنك من هذه الصعوبة.
أما موضوع غيرتك من زوجتك، ومساءلتك لها، بالرغم من ثقتك بها، فهذا قد يحدث عند الأزواج من الرجال، وهو ليس بالضرورة متعلق بمشكلة الرهاب الاجتماعي، إلا إن كان كلاهما مرتبط بضعف الثقة بالنفس.
أنصحك بالعودة للطبيب النفسي أو غيره، لأن الأدوية النفسية كالفافرين تحتاج لمتابعة قريبة من طبيب اختصاصي ليتابع تطور الأمر، ودرجة التحسن.
والطبيب النفسي قد يستعمل مع الدواء بعض العلاجات النفسية المختلفة وبحسب الأعراض.
وما وصفت من جفاف الفم، وغيرها من الأعراض، هي أعراض جانبية معروفة، وربما يقوم الطبيب المعالج بوصف العقار المناسب من الدواء، بحسب تحسن الحالة، وبحسب شدة الأعراض الجانبية.
وللمزيد في منهج السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول: (
272641 -
265121 -
267206 -
265003 ).
والله الموفق.