الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فبارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
أنا أحس بصفة عامة أنك -إن شاء الله تعالى- تسير على الطريق السليم فيما يخص التعافي، الأعراض التي تعاني منها وإن كانت مزعجة فهي ليست خطيرة أبداً، لا تكن حساساً حيالها، غير نمط حياتك، حرر نفسك بصورة تامة من التفكير فيما مضى، وهو قد انتهى، وأنت -إن شاء الله- مقبل على مستقبل جيد، وحاضر قوي، هذا هو الذي أود أن تعيشه وتدعمه وتفكر فيه دائماً.
إضافة الزويركسات بجرعة صغيرة كما أوضحت لك في المرة السابقة حسبما أوردناه في الاستشارة (
2123024) سيكون أمراً جيداً ومفيداً، الزويركسات بالجرعة التي وصفتها لك, وللمدة القصيرة نعتبره علاجاً تدعيمياً للدوقماتيل، فيا أخي أرجو أن تقدم على هذا الأمر، وأنا على ثقة تامة أنك -بإذن الله تعالى- سوف تنتفع من هذه الرزمة العلاجية الجديدة.
التغير أو الاضطراب الذي يحدث في الموصل العصبي السيرتونين لا أحد يعرف سببه، وهذا مثل أمور كثيرة، لماذا يضطرب إفراز الأونسلين في حالات السكر؟ لا أحد يستطيع أن يحدد السبب بالضبط والدقة، ولكن توجد عوامل، وهذه العوامل أهمها: إعدادات تكوينة وجينية وراثية لدى بعض الناس، وهذا ينطبق أيضا على نظرية السيرتونين، وحين تتهيأ الظروف الملائمة مع وجود الاستعداد الجيني يبدأ هذا الاضطراب في الظهور، والظروف الملائمة أقصد بها شيئا من الضغوط الحياتية البسيطة مثلاً, حتى وإن كانت ليست ذات بال, لكن بعض الناس قد تكون لهم هشاشة نفسية تؤثر عليهم حتى المواضيع البسيطة، فالأمر ليس بخطير أبداً، الأمر بسيط، وبفضل من الله تعالى هنالك من رجعت كيمياء دماغه لوضعها الطبيعي حتى دون علاج، فالأمر ليس دائماً أبداً -إن شاء الله تعالى- والمتغيرات الإيجابية هي الأرجح فكن متفائلاً, والآثار الارتدادية -إن شاء الله تعالى- سوف تنقطع أيضا ما دمت قد أقلعت وتعافيت -إن شاء الله تعالى-.
سؤالك الأخير حول الأصدقاء والمخدرات: إنه لأمر طيب وجميل أن تسعى لإنقاذ الآخرين؛ لأن تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية من وجهة نظري هو الدرك الأسفل في كيفية أن يلجأ الإنسان إلى ظلم نفسه, وإلى تدميرها، فيا أخي المبدأ طيب، وتوجهك وتحركك هو تحرك إيجابي جداً، وأعتقد أن هذا الشاب يجب أن تنصحه بالذهاب إلى مراكز العلاج لمقابلة الأطباء، وأهم شيء في العلاج من الإدمان هو أن يبتعد الإنسان عن المكان, وعن الأشخاص، وعن الأدوات التي تهيئ له التعاطي، وأن يصل إلى قناعة كاملة أنه مريض، وأن يصل إلى قناعة كاملة أن المرض ليس مسئولية الإنسان مسئولية كاملة، لكن الشفاء والتعافي والبحث عن العلاج هو المسئولية التامة، أرجو أن تسانده، وأن تشرح له، وأن تجعله يتخلص من النكران والتبرير؛ لأنها أسوء الدفاعات النفسية التي تجعل المدمن يتمادى في التعاطي، ولابد أن يفضح نفسه لنفسه، وأنا متأكد أن في المغرب توجد جمعيات التعافي، أو ما يسمى بجمعيات المدمن المجهول، هذه الجمعيات الأهلية التي كونها المدمنون المتعافون، والمقلعون التائبون، ذات نفع كبير في علاج الآخرين، فأرجو أن ترشده نحو هذه الجمعيات مع التواصل مع مراكز العلاج النفسية، وأن يغير نمط حياته، وأن يبتعد عن الأماكن والأشخاص والأدوات التي تقوده نحو التعاطي، وأن يتذكر أن أمامه فرصة جيدة لأن ينقذ نفسه.
وأسأل الله تعالى له العافية والشفاء.