تأخر الكلام وتصرفات طفلي الغريبة تثير مخاوفي، ساعدوني
2011-10-31 12:20:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
ابني عمره الآن ثلاث سنوات وثلاثة أشهر، وهو طفل مرح وكثير الحركة، بدأ بنطق كلمه ماما وبابا ودادا في سنته الأولى، وفي السنة الثانية نطق بعض الكلمات البسيطة بعضها يتقنها لفظيا والأخرى لا يتقنها كثيرا، ولكن توظيفه للكلام صحيح.
وصل عدد الكلمات إلى حوالي خمسين كلمة، ولكن لا يكون جملا، وبعد بلوغه ثلاث سنوات و - الحمد لله- بدأ بتكوين جملة من كلمتين، ولكنها جمل بسيطة، وأيضا رصيده من الكلمات زاد كثيرا وبسرعة، مع العلم أنه -أكرمكم الله- يقضي حاجته بنفسه في الحمام، ولكن مقارنة مع من في عمره يعتبر متأخرا في الكلام عندما أشاهد أطفالا بعمره يتقنون الكلام أكثر منه.
لكن الشيء الذي يقلقني - يا دكتور - أنه عندما دخل في سن الثانية لاحظته يحب تدوير الأشياء بشكل دائري، ولكن عندما أمنعه فإنه يستجيب، وأيضا يحب الأشياء التي تدور مثل المراوح، ينظر إليها ولكن لفترة قصيرة، ويحب أنوار المحلات المتحركة، وعندما تعطيه سيارة ليلعب بها فإنه يمشيها على الأرض قليلا ثم يقلبها ليدور عجلاتها، وأيضا يغلق أذنيه عندما يسمع صوتا عاليا ولكن قليلا جدا.
الذي أقلقني عندما قرأت عن مرض التوحد، ووجدت أن تدوير الأشياء سمه من سمات التوحد، فقلقت كثيرا كثيرا، علما بأن ابني هو الطفل الوحيد في العائلة، ولا يوجد معه أطفال في البيت، وفي الآونة الأخيرة رزقت بطفل ولكن ابني يغار منه كثيرا عندما أهتم به فيقوم بضربه، ولكن عندما أمنعه يأتي ويقبل أخوه الصغير ويحضنه.
للعلم - يا دكتور - أن ابني تواصله البصري طبيعي مع الآخرين، ويحب اللعب مع الأطفال أقارنه والأكبر منه أيضا، ويحب أن يحضنهم ويقبلهم، وعندما نسحبه من وسط الأطفال يبكي بكاء شديد وينادي الأطفال بأسمائهم.
كما أنه متعلق بي كثيرا ويحب معانقتي، ويقبلني كثيرا خاصة عندما أبدي انزعاجي من تصرفاته، فيتفاعل معي ويفهم تعابير وجهي كاملة، ويناديني باسمي أحيانا، وأحيانا أخرى ماما، يستجيب عندما نناديه باسمه، وأيضا يستجيب للأوامر مني ومن أبوه، ويحب مشاهده التلفزيون وأغاني الأطفال، ويحب الفواصل الإعلانية، وأيضا يحب اللعب بالموبايل ويتقن استخدامه، ويحب الخروج بالسيارة كثيرا، ويعشق مدينه الملاهي، وأيضا يحب تسلق الأشياء فهو كثير الحركة جدا وعصبي وعنيد نوع ما.
وعندما نأخذ منه شيء يبكي كثيرا ولكن عندما نتجاهله يسكت، ويحب الألعاب التي تصدر الأصوات والأنوار، ويحب اللعب بالمكعبات.
آسفة على الإطالة، ولكن القلق والوسواس والخوف من مرض التوحد دمرني، والقلق على مستقبل ابني، أفيدوني - جزاكم الله خيرا -.
هل ابني طبيعي وغير مصاب بعلة التوحد؟
علما بأني طبيبة أسنان، والوالد طبيب أيضا، وآسفة على الإطالة، وشكرا على رحابة صدركم وأنتظر الرد بفارغ الصبر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hiba maad حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن متلازمة التوحد (متلازمة اسبرجر) شكلت الهلع للناس؛ وذلك لاختلاط الحقائق بالمبالغات أو المعلومات المشوهة حول تشخيص حالات التوحد.
أنا بالطبع أجد لك العذر وأقدر مخاوفك ودرجة الوساوس التي تعانين منها، لكن بعد تجميعي لكل المعلومات التي ذكرت في رسالتك أستطيع أن أقول لك وبكل قوة ويقين كامل - إن شاء الله تعالى - أن هذا الطفل لا يعاني من متلازمة التوحد، فطفلك مجرد أنه غيور من أخيه، وبمجرد أنه يتفاعل بصورة اجتماعية مقبولة جدًّا، هذا ينفي تمامًا وجود متلازمة التوحد بمعاييرها التشخيصية المعروفة لدى المختصين.
بالنسبة للغة: كثير من الأطفال خاصة الأولاد الذكور يتأخر لديهم تكوين اللغة، ويقال حتى أن آينشتاين العالِم الفيزيائي المعروف لم يتحدث ولم ينطق بكلمة إلا بعد أن بلغ من العمر خمس سنوات، وحين سُئل بعد ذلك لماذا لم تنطق بكلمة قبل هذا العمر؟ قال: (في ذاك الوقت – أي أيام الطفولة – لا يوجد ما أتحدث به).
فأرجو عدم الانزعاج، أرجو أن تطمئني تمامًا أن ابنك لا يعاني من متلازمة التوحد.
أما بالنسبة لتدوير الأشياء، فالمقصود بها كمعيار واحد لتشخيص علة أو متلازمة التوحد هو نوع معين جدًّا من النمط الوسواسي، ولا يمكن أن نشخص التوحد إلا إذا تجمعت الشروط الأخرى.
هذا التدوير الذي يقوم به ابنك هو مجرد نمط وسواسي عادي جدًّا يحدث لكثير من الأطفال.
انظري إلى بعض الأطفال الذين لا ينامون أبدًا إلا إذا كانت لعبته المفضلة أو دميته في حضنه، أو لابد أن يغطي جسده ببطانية معينة.
فهذه التصرفات النمطية الرتيبة ذات الطابع الوسواسي أمر طبيعي جدًّا لدى الأطفال.
اطمئني تمامًا فإن ابنك طبيعي، وسلي الله تعالى أن يحفظه، وعليك أن تتيحي له فرصة أكبر ليختلط بالأطفال، فهذا سيساعده في تطوير مهاراته اللغوية وبقية المقدرات المعرفية.
لا أعتقد أنك في حاجة لعرض ابنك على مختص، حيث جرت العادة أننا من خلال هذه الاستشارات إذا طرأ إلى خلدنا أي شك حول وجود هذه العلة فننصح دائمًا بالذهاب لمقابلة المختصين، لأن علة أو متلازمة التوحد تتطلب التدقيق في التشخيص، لكن في حالة ابنك الأمر واضح وجلي ولا يحتاج حتى لمقابلة المختص.
أسأل الله تعالى أن يحفظ لكم ذريتكم وأن يجعلها قرة عين لكم.