أدير وقتي جيدا ولكن كيف أتخلص من الوساوس والأفكار المسيطرة؟

2011-11-01 13:25:55 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

دكتور محمد أنا حدثتك عن موضوع الفتاة التي قلت إنها تركتني من دون سبب، ولكن قبل أن أبدأ بالنسبة للرسالة التي أرسلتها لي.

أنا أعرف كيف أدير وقتي جيدا، لكن مشكلتي هي الوساوس والأفكار تسطير علي تجعلني أقلق دائما، فهل العلاج يكون بالرياضة مع دواء البروزاك أم الرياضة فقط؟

دكتور أنا مازلت أشعر أني لا أفهم لماذا غير مصدق بعد أن هذه الفتاة تركتني مضى 5 شهور على هذا الموضوع أنا أحاول أن أفهم وأذكر نفسي أني لست المخطئ ولست الخاسر، كل شيء معي والحق معي هي من تركتني ولم تحترمني كنت دائما أحس أن هناك شيئا لا أفهمه، وهو ما السبب فسألت صديقي على السبب قال أنها ظنت أني أحبها، ولكني لا أحبها صداقة، فقط حينها بدأ عقلي يعود إلى رشده، وبدأت أحس بالإهانة، لم أهتم بعدها وارتحت، وقلت سأمر من هذه الحالة بسرعة، ولكن عيبي أني أفكر كثيرا.

عقلي مشتت في سامح من ظلمك، فسرت وناقشت نفسي حتى قرأت نفس حالتي في موقع فاحترت، وعدت كما كنت، حاولت أفهم، ولكني مشتت بدأت أفهم من الأول أنها قالت لي إنها لا تحبني أصلا، وأنا دائما أقول لنفسي هذا عدة مرات حتى أفهم، ولكن أضعف، كل الحق معي، من باعني برخيص أبيعه بأرخص، كل الحق معي، ولكن لماذا لا أحاول أن أفهم؟!

أرجو منك أن ترشدني.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فكل الأسئلة التي طرحتها هي أسئلة معقولة جدًّا بالنسبة لإنسان قلق، بالنسبة لإنسان يحس بأنه قد ظلم، لكن من الضروري جدًّا أن تتكيف مع الوضع، وأن تقول لنفسك: (يجب أن لا أكون هشًّا من الناحية النفسية، فالإنسان عسى أن يكره شيئًا وهو خير له، وعسى أن يحب شيئًا وهو شرٌ له) انطلق من هذا المبدأ، ولا تحاسب نفسك بشدة وبعنف، الأمر كله ظرفي وما حدث قد حدث، ولا أعتقد أنه سيكون من المفيد أن تثقل على نفسك بكثرة الأسئلة وتحلل الأمر وتشرح الأفكار وتحاول أن تقرأ ما وراء الفكرة، وتضع المبررات ثم المبررات، وهكذا، هذا أخي يزيد من قلقك ومن توترك، الأمر أبسط من ذلك كثيرًا، ويجب أن تتعامل معه على هذا النهج.

الإسراف في التحليل للأفكار يؤدي إلى الوساوس، وهذا معروف جدًّا، نحن طبعًا لا نحجر على الناس فكرهم، ولا نطالب بأن نكون مستسلمين ومنغلقين على ذواتنا، يجب أن نفكر، يجب أن نحلل، لكن هذا يجب أن يكون في حدود المعقول.

بالنسبة للعلاج فأنا أقول لك أن البروزاك مهم ومهم جدًّا وضروري جدًّا، الرياضة وحدها لن تفيدك الإفادة التي ننشدها، الرزمة والحزمة العلاجية لابد أن تكون مكتملة، وعلى رأس ذلك كما ذكرنا التفكير الإيجابي والمنطقي وعدم تشريح وتحليل الأفكار التي تدعو إلى القلق.

تناول البروزاك وتناوله بصورة ملتزمة جدًّا، وممارسة الرياضة، الفكر الإيجابي، إدارة الوقت بصورة صحيحة، وأن تعيش حياتك الآن بقوة والمستقبل بأمل ورجاء، وتذكر أنك دائمًا في معية الله تعالى.

هذا هو المطلوب، وأنا متفائل جدًّا، وهذه التجارب في الحياة يمر بها الإنسان، وإن شاء الله تعالى سوف تتخطى هذه المرحلة تمامًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net