كيف أربي ابني بعد أن أصبح عمره سبع سنوات؟
2011-11-12 14:15:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ابني في السابعة من العمر، عصبي جدا، وعنيد لا يسمع كلامي ولا يحترمني، على الرغم من تلبيتي لجميع طلباته.
علما بأن طلباته لا تنتهي، ومكلفة، وأيضا لا يحترم أهلي، ويتطاول عليهم، ودائم النزاع مع أبناء أخواتي وإخوتي، مما سبب لي متاعب كثيرة عند أهلي.
طفلي ذكي، ولكنه كثير الحركة، وقد زادت نسبة العنف منذ التحق بالمدرسة، أحاول أن أربي فيه الأدب والاحترام، ولكن دون جدوى.
أما بالنسبة لأهل والده فإنه أكثر أدبا معهم, وألطف تعاملا معهم، وقد فكرت أنه يخاف من والده، لذا يحترمهم، ومن فترة وأنا أحاول جاهدة تعليمه الصلاة في وقتها، ولكنه يتهرب: إما بالتعب، وإما بالتمارض، علما أن والده متهاون بالصلاة، ولا حيلة لي بذلك، وأخاف أن يكون أبنائي مثله في قلة الدين، وعدم الاحترام.
أرجوكم أريد خطوات عملية توصلني لأهدافي، وأرجو أن تكون واقعية جدا، سهلة التحقيق.
جزاكم الله كل خير.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الطفل العنيد بصفة عامة هو طفل باحث عن الأمان، أضف إلى ذلك أن طفلك من الواضح أنه قد استأثر بمكاسب كثيرة جدًّا -خاصة من جانبك- ولذا أصبح يطالب ويطالب، والطفل إن لم توضع له حدود يبدأ لا يعرف قيمة الأشياء، ومن ثم يستطيع أن يطالب بالمزيد، مستغلاً بذلك نقاط الضعف التي يكتشفها في الوالدين، فالطفل ذكي، وليس كما نتخيل.
الأمر واضح جدًّا في حالة طفلك، وأنت طلبت خطوات واقعية, وسهلة التحقيق، وسوف نسعى -إن شاء الله تعالى- أن نبسط الأمور، لكن قطعًا الأمر يتطلب منك أولاً: الصبر، هذا مهم جدًّا، الصبر والتحمل هما من المفاتيح المهمة جدًّا للتعامل مع مثل هذه الحالات.
ثانيًا: لا تحسي بالذنب حيال الأخطاء التربوية السابقة، ومحاولة السعي من أجل تصحيحها هو القرار السليم من جانبك، وعفا الله عما سلف، وابدئي خطوات تربوية جديدة.
ثالثًا: أهم خطوة تربوية هي أن تنظري إلى الأمور الإيجابية في طفلك، تجنبي التعميم، تجنبي الشخصنة، لا تلتقطي فقط أخطاءه وعيوبه، لا تكوني انتقائية، لا تكوني صفوية، لا شك أن هذا الابن لديه أشياء إيجابية كثيرة، حاولي دائمًا أن تذكريه بها، وأن تحاولي أن تطوريها.
رابعًا: يجب أن تتجاهلي مطالبه دون الدخول في عراك أو جدال، أو صراخ معه، ولا تلجئي إلى الضرب، فقط كوني حازمة، قولي له: نحن الآن وصلنا معك إلى أننا لن نستطيع أن نلبي طلباتك؛ لأنها طلبات غير معقولة، غير مقبولة، ولن تكون ذات فائدة لك، هذا يتطلب الصبر والصبر الجميل.
خامسًا: حاولي أن تكافئيه حيال أي سلوك إيجابي يقوم به دون أن يتوقع، مثلاً: إذا ذهب ورتب غرفته -وهذا يمكن تدريبه عليه- هنا لا بد من الثناء عليه، الابتسامة، اللطف، ليس من الضروري أن تكون المكافئة مكافئة مادية.
سادسًا: حاولي أن تضعي له جدولا يوميا، وبالطبع لن يلتزم بهذا الجدول، ولكن ابدئي بنفسك، مثلاً في وقت الصلاة قولي له: أنا الآن سوف أصلي، وحاولي أن تفقهيه قليلاً حول صلاة المرأة، وعلاقتها بصلاة الرجل، وادعيه مثلاً للجلوس معك أمام التلفزيون لمشاهدة برنامج معين يكون محببًا له، بعد ذلك راجعي معه دروسه، أو قولي له: (اجلس وادرس، وها أنا أيضًا أود أن أكتب موضوعًا معينًا، أو لديَّ كتاب معين أقرأ فيه)، وقومي بذلك.
بمعنى آخر: لا تصدري للطفل الأوامر، إنما نجعله تابعًا ومصاحبًا ومشاركًا في الأنشطة الحياتية اليومية، وهذه من أفضل الطرق والوسائل.
سابعًا: أعطَه الفرصة؛ لأن يلعب مع الأطفال من عمره.
ثامنًا: تدريبه على المهارات الحياتية البسيطة، كيف ينظف أظافره، كيف ينظف أسنانه، كيف يمشط شعره، يرتب سريره، خزانة ملابسه؟ وهكذا.
تاسعًا: أشعريه بأنه فرد مهم في الأسرة، هذا مهم جدًّا، ويجعل الطفل يرتاح كثيرًا؟ استشريه في بعض الأمور البسيطة.
عاشرًا: دعيه يمارس الرياضة، فالرياضة تمتص الطاقات السلبية -خاصة إذا كان الطفل كثير الحركة-.
الحادي عشر: لا بد لوالده أن يلعب دورًا في تربيته، واجلسي جلسة صادقة مع زوجك الكريم، واشرحي له أنك ربما تكوني قد تسببت في بعض الأخطاء التربوية حيال ابنك دون أن تقصد، والآن الأمر يتطلب منكما التضافر من أجل تعديل سلوكه.
وفي موضوع الصلاة تكلمي مع زوجك، سلي الله له الهداية، اقترحي أن تكون هنالك حلقة للقرآن الكريم في المنزل، مرة أو مرتين في الأسبوع، وهكذا.
هذه هي الأسس الرئيسية، وأسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد، وأن يقر عينكم بابنكم.
وبالله التوفيق.