أشكو من حالة من الهرع ومن قسوة وإهانة شديدة من أمي... فما توجيهكم؟
2011-11-15 09:52:11 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باختصار مشكلتي مع والدتي فأنا منذ ولادتي كنت متعلقة بجدتي، ولكن والدتي وجدتي لأبي لم تكونا على وفاق، وبدأت بعض النساء يتكلمن لوالدتي أن تبعدني عنها، وأنه لا يجب أن أكون عندها، وعندما كان عمري 6 سنوات خرجت جدتي لبيت آخر فاستخدمت أمي معي أسلوب الضرب والتهديد حتى لا أخرج معها.
ومنذ ذلك وهي تضربني بقسوة شديدة حتى جسدي يتلون من شدة الضرب دون أن ترحمني، لم تضمني لصدرها إضافة إلى ذلك فهي تجرحني بكلامها تستهزئ بي مع أني كنت متفوقة بدراستي، لكنها تنعتني بالفاشلة، مع أني أكبر بناتها، إلا أنها تحترم أختي الأصغر مني أكثر، بصراحة أصبحت أكرهها كرها شديدا، ولكن أشعر بتأنيب الضمير على ذلك. بسب قسوتها أصابتني نوبة هلع شديدة تأتي من فترة وفترة وأنا لا أستطيع مصارحتها خوفا أن تشمت بي، وتتهمني بالجنون.
فهي تلومني على أن الله أتى بي إليها، وبسبب تأخر زواجي تعايريني كل يوم، وتسخر بي عند الناس، وأنا أراهن أن العدو لا يفعل ذلك، تصور أني إلى الآن وهي تهددني بالضرب فأبقى خائفة منها حتى تنام.
مع أني أفعل كل شيء لإرضائها، ولكن تعبت لم أستطع التحمل لذلك أرد عليها، ولا أسكت لأني أشعر بالظلم، أحيانا أتمنى أن أموت فهي لم ترفع يديها لتدعو لي بل لتدعو علي.
أبي أكثر حنانا منها فأنا أحبه كثيرا، وهو يرى ما تفعله بي ولكنه يوصيني بالصبر، تشعر بالقهر عندما تراني جالسة تتمنى لو أني أعمل بالمنزل طوال الوقت حتى لو فعلت هذا لا تشجعني، فأنا لا زواج ولا عمل، مع أني أحمل درجة امتياز بتخصصي.
جوي الأسري قاهر، ونفسيتي مضطربة وخائفة من المجهول، وكلما شعرت بالأمل حطمتني، ماذا أفعل؟ أرجوكم فأنا لا أستطيع أن أحتمل ليس لي بعد الله سواكم.
منذ 13 سنة وأنا أعاني من نوبة هلع أي منذ كان عمري 14 سنة، وكانت تأتيني في السيارة وفي الفصل أي في الأماكن التي أشعر أني لا أستطيع الخروج منها، وهي غير مستمرة أي تأتي وتختفي أحيانا تختفي لأشهر، ولكن تعود إذا فكرت بها.
تعلمت أساليب استرخاء وتقنية تدعى الحرية النفسية، بالإضافة إلى اللجوء إلى الله بالصلاة والدعاء وأشعر بالتحسن عندها.
أرغب حفظكم الله بإرشادي عن كيفية التخلص منها دون اللجوء للأدوية، وبشكل جذري؛ لأني لم أصارح أحدا بحالتي، وأرغب بتخطيها بإرادتي، خاصة الأفكار السلبية التي تأتيني فأحيانا لا أستطيع الخروج خوفا من تأتيني الحالة.
والسؤال الآخر ما رأيكم بتقنية الحرية النفسية، هل هي علاج لمشكلتي؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ع-ر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأعتقد أنه من الأفضل أن نبدأ بالجزء الأخير في رسالتك وهي الإضافة التي تحدثت فيها من أنك تعانين من نوبات هلع، وهذا دليل على أنك تعانين من قلق نفسي، والقلق النفسي هو أكبر سبب لعدم الاستقرار النفسي بصفة عامة، وربما يكون هذا الأمر قد ساهم في صعوبة العلاقة ما بينك وبين والدتك.
فما تعانينه من ضغوطات نفسية يعتبر عاملاً مرسبًا ومهيئًا لأن يقل صبرك، ولا تستطيعين أن تتحملي ما تقوم به والدتك حيالك.
بالطبع أنا لا أقر أبدًا منهج والدتك، هو منهج مرفوض، وأنا أثق في كل كلمة وردت في رسالتك، لكن الصورة لن تكتمل أبدًا إذا لم نستمع إلى وجهة نظر والدتك، وهذا بالطبع ليس بالإمكان أن يحدث.
الذي أنصحك به بالنسبة لعلاج هذه النوبات: أولاً أن تمارسي تمارين الاسترخاء، وتستمري عليها بجدية وتركيز، فهي مفيدة جدًّا.
ما يسمى بتقنية الحرية النفسية: هي حقيقة وسيلة من الوسائل المعرفية التي استحدثت، ولا أعتقد أنها مفيدة في جميع الحالات، هي أمر يمكن أن يجرب، وتعتمد على الإيحاء لدرجة كبيرة، وأنا حقيقة أرى دائمًا أن يذهب الإنسان إلى الشخص المختص في الطب النفسي أو المختص في العلوم النفسية؛ لأن الشخص المختص يكون جامعًا لمدارس علاجية ومعرفية متعددة ويتخير لك ما يناسبك.
أما الإضافات التي نشاهدها الآن من تقنية الحرية النفسية والبرمجة العصبية وخلافه، لا أقول أنها غير مفيدة، لكن لا يمكن أن نطبقها في جميع الحالات على كل الناس، فمن الأفضل أن تكوني تحت الإرشاد النفسي والعلاج الطبي النفسي الصحيح.
نوبات الهلع تعالج بتحقيرها، وأن تفهمي أنها نوبات قلقية، ومن الوسائل العلاج الأخرى أيضًا أن يكون هنالك نوع من التفريغ النفسي، أنت تواجهين مشكلات مع والدتك، وهذه الاحتقانات النفسية لا شك أنها مرسب ومسبب أساسي لهذه النوبات، فحاولي أن تصلحي ما بينك وما بين والدتك، لا تيأسي، كما قال والدك عليك بالصبر، خذي المبادرات الإيجابية دائمًا حيال والدتك، وحتى إن كنت لا تتوقعين منها استجابة إيجابية هذا يجب أن لا يجعلك تتوقفي عن هذه المبادرات الإيجابية، وتحيني الفرص الطيبة وحاوري والدتك حوارًا ذوقيًا مؤدبًا، واطلبي منها السماح إن كنت قد ارتكبت أي نوع من الأخطاء أو شيء لا يرضيها، وحتى إن لم يحدث ذلك من قلبك حسب وجهة نظرك فاطلبي منها السماح، اطلبي منها أن ترشدك وأن توجهك، وهذا ليس عيبًا أبدًا، وتذكري دائمًا أن برها إن شاء الله تعالى سوف يصب في مصلحتك.
أمك لا تكرهك، أنا أؤكد لك ذلك، وذلك لسبب بسيط، وهو أن حب الآباء لأبنائهم وبناتهم هو حب غريزي جبلي فطرهم الله تعالى عليه، لا يمكن لأي إنسان أن يقول أي شيء خلاف ذلك، لكن في بعض الأحيان تكون التصرفات السطحية التلقائية من جانب الوالدين فيها شيء من المخاشنة، وذلك إما لأساليب تربوية خاطئة، أو مفاهيم غير سليمة، أو يكون الأبناء لديهم أيضًا تصرفات تدفع الوالدين للمعاملة بشيء من الشدة.
وأنت الحمد لله علاقتك جيدة بوالدك، وعليك أن تستغلي هذه العلاقة وتستثمريها من أجل أن تصلحي ما بينك وبين والدتك أيضًا.
أنت الحمد لله الآن في عمر يؤهلك لأن تقومي بالكثير، يمكن أن تذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، هنالك تجدين إن شاء الله الصالحات من الفتيات والنساء، وبناء العلاقات الاجتماعية من هذا النوع فيه سند كبير لك إن شاء الله تعالى، وإدارة وقتك بصورة صحيحة سوف يساعدك أيضًا، والانخراط في الأعمال الخيرية أيضًا له عائد إيجابي جدًّا، وكذلك صلة الرحم.
هذا هو الذي أنصحك به، وبما أنك ذكرت أنك لا تريدين أدوية فأنا أحترم رغبتك، وإن كنت أرى أن الأدوية المضادة للقلق والهرع مفيدة جدًّا في مثل حالتك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.