الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mostafa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،
فإن علاج (لسترال) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين)، هو دواء ممتاز وفعال وسليم، وليس هنالك ما يمنع أبدًا بأن يتناوله الإنسان لأي مدة، حتى وإن امتد ذلك لسنوات عديدة، والذي ننصح به في حالة مواصلة العلاج لفترة طويلة أن يراجع الإنسان الطبيب، وذلك من أجل القيام بالفحوصات الدورية العامة مرة واحدة كل ستة أشهر مثلاً، هذا مطلب طبي روتيني، يُقصد به ضبط الجودة والالتزام بالمعايير الطبية الصحيحة.
السيرترالين ليس له أي مخاطر على الكبد أو الكلى، وفي حالات وجود مرض مسبق للكبد أو الكلى يجب أن يتم استعمال الدواء بحذر وتحت الإشراف الطبي، أما الدواء في حد ذاته فليس مسببًا لهذه الأمراض.
بالنسبة لتحديد مدة العلاج فهي تعتمد على عدة أمور:
1) طبيعة الحالة.
2) شدتها.
3) الضوابط التشخيصية.
4) عمر المريض.
5) ظروف المريض الاجتماعية والبيئية.
6) هل هناك تاريخ مرضي في الأسرة.
7) شخصية المريض.
هذه أسس ضرورية ومهمة جدًّا، لأنها هي التي تحدد مآل العلاج، ما الذي سوف يفضي إليه العلاج من تحسن أو شفاء أو مجرد تكيف مع الحالة، هنالك عدة مراحل ودرجات للتحسن كما هو معلوم.
تحديد المدة: الأبحاث العلمية الجيدة والرصينة أشارت في معظمها أن النوبة الأولى للرهاب أو القلق أو الخوف يفضل أن لا تقل مدة العلاج عن ستة أشهر - هذا حسب الأبحاث -، و 40% من الناس سوف ينتكسون بعد هذه المدة، إذن لدينا 60%من الناس سوف يُكتب لهم -إن شاء الله- التحسن أو الشفاء ولن يحتاج للعلاج مرة أخرى، لكن هنالك 40%سوف يحتاجون للدواء لفترة طويلة، وهؤلاء غالبًا يكون لديهم ظروف اجتماعية غير مواتية، أو أن شخصياتهم لا تخلو من الجوانب القلقية، أو لديهم هشاشة نفسية أو تاريخ مرضي في الأسرة، وهكذا.
هؤلاء حين تأتيهم الانتكاسة أو النوبة الثانية لابد أن يستمروا على الدواء لمدة ثلاث سنوات على الأقل، بعد ذلك يتم التوقف عن الدواء، وهؤلاء أنفسهم سوف ينتكس منهم 20%، وهذه النسبة حين يصابون بالنوبة الثالثة هنا يجب أن يتم تناول العلاج لمدة خمس سنوات على الأقل أو لمدة أطول، وهذا متروك لتقدير الطبيب، والموضوع خاضع لبعض المعايير البحثية والعملية، والتي غالبًا ما يسترشد بها الأطباء.
نحن سعداء جدًّا أن الأدوية الحديثة - مثل اللسترال - هي أدوية سليمة جدًّا، ونستطيع أن نقول إن هذه الأدوية ليست أكثر كفاءة من الأدوية السابقة، لكنها أكثر سلامة، وهذه نقطة مهمة جدًّا ومشجعة جدًّا.
من الضروري جدًّا أن لا يهمل الناس الفوائد العلاجية التي يمكن جنيها من تطبيق تمارين تعديل السلوك وتغيير نمط الحياة، ورفع الكفاءة والمهارات الاجتماعية، هذه كلها إضافات إيجابية جدًّا للعلاج، وهي لا تقل أهمية عن العلاج الدوائي.
استمر على الدواء، واطمئن أنه سليم، وعليك أيضًا بالأخذ بالآليات السلوكية كما ذكرنا.
ولمزيد الفائدة يراجع العلاج السلوكي للرهاب: (
269653 -
277592 -
259326 -
264538 -
262637 ) العلاج السلوكي للمخاوف: (
262026 -
262698 -
263579 -
265121 ).
ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على ثقتك في إسلام ويب.