أخي حساس وعصبي وضعيف الشخصية ..فكيف أساعده؟
2011-11-30 10:24:57 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أشكر لكم جهودكم, وجزاكم الله ألف خير, وأسأله سبحانه أن يجعل أعمالكم في ميزان حسناتكم، وبارك الله فيكم.
ثانياً: لثقتي الكبيرة بكم وفي موقعكم أحببت أن أستشيركم في مشكلة مع أخي الأقرب إلي.
نحن 6 أفراد بالأسرة مع الوالدين، أنا البكر، ويصغرني 3 أولاد أعمارهم (19-16-13) أحب أخي الصغير كثيراً، ومشكلته هي (العصبية + الصراخ+ الحساسية).
لقد كان في فترة ما في حياتنا محل السخرية والضحك عليه، ولكن بعد أن نضجنا توقفنا عن ذلك، وبدأت بالاقتراب منه، وأصبحت مثل مدرسة له، فتحسن مستواه الدراسي، وأصبح يشاركنا اللعب، وتوقف عن ترديد كلمة أكرهك لأخي الأكبر، وتحسنت علاقتنا مع بعضنا البعض والحمد لله.
لكن لم يتوقف عن الصراخ والعصبية وإغلاق الباب بقوة, ونحن لا نهتم إذا فعل ذلك معنا، المشكلة التي تؤرقني أنه يفعل ذلك مع أبي، وأبي كبير وطيب، ويسكت أكثر من مرة ولا يرد عليه، ثم ينفجر غاضباً باللعن والسب ويقول: أنا غير راض عنك.
ذكرت أنه حساس ؛ لأنه يكاد يبكي إذا انتقده أحد, وكثيراً ما يقول: لا تقولوا أني خسرت في اللعبة لأولاد خالتي، أو لا تقولوا أني كسرت رجلي بسبب هروبي من الكلب، قولوا وقعت وكفى...والكل يسفهه، وأنا أوعده وأطمئنه، مع أنني أشعر أن الموضوع ليس ذا أهمية!
الكل غير مهتم بما يحدث، ولكن قول أبي لأخي: أنا لست راضياً عنك، أو: الله لا يوفقك، يجزنني جدا ..أريد حلاً.
أخي مؤدب ولطيف، ويحب اللعب، ويخاف الله، ويغض البصر، ولكن إذا غضب أو أساء إليه أحد ينفجر كالقنبلة الموقوتة، ويتحدث بسرعة، ولا يتفاهم، ولا يدافع عن نفسه بطريقة صحيحة، ويتهرب، ويذهب إلى سريره (طبعا تختفي في سريره القوة ويظهر الضعف حيث أنه يبكي) .
جلست معه ووضحت عظم بر الوالدين، فتأثر وأصبح أكثر احتراما لأمي فقط، لكن مع أبي لا.
في إحدى المرات كنت ألعب معه وأسحب منه الكلام –أي أسمع قصصه بالمدرسة وأسأله بطريقة غير مباشرة كيف أصحابه؟ ما طريقته في التعامل؟ فصدمت! فقد اكتشفت أنه بالمدرسة ضعيف الشخصية , وهنالك ولد يربت على كتفه باستمرار وأخي لا يرد عليه، والولد استمر وزاد في القوة وفي النهاية غضب وأسقط أخي على الأرض، والغريب أنه لم يرد عليه!
لماذا أخي لم يرد على الأستاذ الذي ضربه ظلماً؟ ولم يرد على أستاذ آخر اتهمه بالغش واكتفى بالبكاء؟ ولم يرد على اتهامات وإهانات الآخرين ؟!
عجيب أمره، يرد ويرفع صوته على أبي وعلي أحيانا ولا يرد على هؤلاء، والأعجب أنه لاعب تكوندو -أي كان يمارس قديماً لعبة الدفاع عن النفس-.
أرجوكم ما الحل؟ هل أخي يمثل أم مريض أم به ضعف بالشخصية؟ أنا مستعدة أن أفرغ وقتي من أجله , لكن لا يكون ولد نقمة على والدي، أريده نعمة .
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المحبة لله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك على اهتمامك بأمر أسرتك وأمر أخيك خاصة، وأسأل الله تعالى أن يصلح أمره.
الانفعالات النفسية والاحتقانات الداخلية كثيرًا ما يعبر عنها بالصراخ وإبداء الغضب، والأطفال في مثل عمر أخيك كثيرًا ما يكون ليس لديهم نمط أو طريقة واحدة للتعبير عن غضبهم، هذا يُسمى بالغضب التخيّري، أي متى يختار يغضب ويختار متى لا يغضب أو ينفعل، لكن بصفة عامة تكون النواة القلقية لديه عالية، أي أن شخصيته قلقة بطبعها، ويفتقد التأني والرويّة والصبر.
هو يغضب على والدك لأن الوالد – جزاه الله خيرًا – يظهر أنه اتخذ معه أسلوب التساهل لأنه الأصغر، واستأثر بكثير من المعاملة الخاصة، ولذا كُسرت تمامًا الحواجز التي من المفترض أن تُوجد بين الأب وأبنائه خاصة فيما يخص تقدير الأبناء للآباء، ولا أعتقد أن أخاك هذا يتصرف تصرفه هذا كنوع من عدم البر للوالد، ولكن هو نوع من التساهل ونوع من عدم إدراك ماهية تصرفه وما يمكن أن يترتب عنه من غضب من الوالد.
أخوك يفرغ غضبه على من يُسيطر عليهم، وبكل أسف من الواضح أن هذا الغضب يتم تفريغه وتصريفه على الوالد، وهو لا يستطيع أن يواجه المعلم، هذا النوع من التعبير التخيري - كما ذكرت لك - أي أن الإنسان يتخير ويتحين أشخاصاً معينين أو ظروفاً معينة ليعبر عن مشاعره السلبية.
مثل هذه الحالات إن شاء الله تعالى تكون عابرة في معظم الأحيان، وأخوك الآن اعتدل في طريقة تعامله مع الوالدة، وهذا أمر إيجابي جدًّا، وأعتقد أن الوالدة الآن يمكن أن تقوم بدور إيجابي جدًّا، وهو أن تنصح أخاك بصورة ذوقية وفيها شيء من المحبة واللطف بأن يعامل والده بصورة أفضل.
أعتقد أن الرسالة حين تأتي منك وكذلك من والدتك سوف يقدّرها أخوك جدًّا.
ثانيًا: يجب أن نذكر هذا الأخ – هذا الابن – بالأشياء الجميلة والصفات الجيدة فيه، وأنا أثق تمامًا أنه له ميزات وأنت ذكرت ذلك، فينبغي أن نكثر من الثناء عليه وأن نشجعه وأن نحفزه.
ثالثًا: أعتقد من المهم جدًّا لأخيك أن يمارس أي نوع من الرياضة، لأن الرياضة سوف تمكنه من أن يفرغ شحنات الغضب والانفعال هذه، وهذا يجعله أكثر استرخاءً حين يُخاطب الآخرين.
رابعًا: أرجو أن تعطى له الفرصة أيضًا بأن يتفاعل مع زملائه وأقرانه خاصة من الذين لهم علاقة بأسرتكم.
هذه هي الأسس الرئيسية، ولا أعتقد أنه مريض، ولا أعتقد أنه ضعيف الشخصية، هو نوع من التقلبات العاطفية والوجدانية، وربما يكون هنالك شيء من العناد موجود في هذا العمر أيضًا، وهذا إن شاء الله تعالى سوف يختفي بمرور الزمن.
أرجو أن تطبقي النصائح التي ذكرناها لك، وجزاك الله خيرًا على استعدادك لمساعدته، هذا شيء جيد، وأنا متأكد أن والدك يتفهم ظرفه، لكن من الضروري جدًّا أن تتعاوني أنت ووالدتك من أجل تعديل سلوكه ومواقفه خاصة حيال والدك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.