كيف أتخلص من المخاوف والقلق وعدم الثقة بالنفس وتحقير الذات؟
2011-12-06 11:37:00 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أعاني من خوف شديد، لدرجة أني لا أحضر المناسبات، ولا أتكلم إذا كان هناك أكثر من شخص, وأيضا أخاف لو رفع أحد صوته علي، وتزيد ضربات القلب، ولا أحب أن أغير سلوك حياتي بسبب الخوف من فعل الشيء، وأتوقع سبب ذلك أن والدي كان يضربني.
أضيف أن دقات قلبي تزيد في الخفقان، ولا أستطيع التفكير، وأيضا أعاني من القلق، فلو أردت فعل شيء فإني أبدأ بالتهرب من فعله، كقول غدا سوف أفعله، وأيضا أعاني من الوسواس بشكل متزايد يوما بعد يوم، وأيضا أعاني من عدم التركيز، وشرود الذهن، والنسيان, وأيضا أغير رأيي بسرعة شديدة.
أعاني من عدم الثقة بالنفس، فأنا أحتقر نفسي لدرجة أني أعطي الناس أكثر مما يستحقون، وأعاني من ضعف الشخصية فأغلب الناس تتحكم في ويضحكون علي، ولكني أفهم وأستغبي، وأيضا أحس أن عقلي فارغ!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن كل الذي تعاني منه من خوف, ووساوس, وعدم تركيز, وشرود في الذهن، وما وصفته بعدم الثقة في النفس, واحتقار الذات, وضعف الشخصية، كل هذا تصور فكري معرفي سلبي، ناتج من حالة القلق والرهاب الاجتماعي الذي تعاني منه.
هذه كلها مفاهيم خاطئة قائمة على عدم مقدرتك على المواجهة في المواقف الاجتماعية، وهذه تعتبر ظواهر, وليست أمراضًا حقيقية.
أول ما نبدأ به من نصح لك هو: أن تغير من مفاهيمك، وهو أن الخوف الاجتماعي -مهما كانت درجته- كثيرًا لا تكون له أي أسباب، والبعض يذكر أنه ناتج من تجارب وخبرات مكتسبة في الصغر.
أنت ذكرت أن والدك كان يضربك، وتعتقد أن هذا هو أحد هذه الأسباب، لكن أنا أقول لك: إنه ليس من الضروري أن يكون هذا هو السبب، شخصية الإنسان أيضًا قد تلعب دورًا, وتكون مسببًا رئيسيًا.
إذن أهم خطوة هي أن لا تهتم بقضية الأسباب والعوامل.
ثانيًا: ما تعاني منه من تسارع في ضربات القلب, وتصور أن الآخرين يحتقرونك, ويضحكون عليك: هذه مفاهيم خاطئة، كل التغيير الداخلي الفسيولوجي من شعور بالخوف, وتسارع في ضربات القلب، والاعتقاد أنك سوف تفقد السيطرة على الموقف هي مشاعر داخلية, وليست مكشوفة للآخرين، لا أحد يلاحظ عليك أي شيء، هذا أنا أؤكده لك تمامًا.
ثالثًا: الخوف الاجتماعي أيًّا كان نوعه لا يعني أن الإنسان جبان، أبدًا، لأنه خوف مكتسب ومتعلم، وهو ذو طبيعة خاصة، والتجنب يزيد من الخوف، وأعتقد أنك تتجنب هذه المواقف، ولذا شعرت بافتقاد الثقة في نفسك، والذي أنصحك به هو أن تواجه، وابدأ هذه المواجهات على النطاق الجيد، مثلاً: أدِّ الصلوات الخمس في المسجد، تبادل أطراف الحديث مع المصلين بعد انقضاء الصلاة، اذهب إلى المحاضرات واللقاءات الثقافية، مارس الرياضة الجماعية مثل كرة القدم، شارك الناس في مناسباتهم، هذه كلها طرق ووسائل جيدة وممتازة جدًّا لأن تزيد من مهاراتك الاجتماعية.
حين تسلم على الناس أيضًا ابدأ أنت بالسلام متى ما كان ذلك مناسبًا، وحييِّ من يحييك بتحية طيبة، واعرف أن تبسمك في وجه أخيك صدقة، وانظر إلى الناس في وجوههم، فهذا يعطيك ثقة كبيرة في نفسك.
دراسة أشارت أن زيارة الأرحام, والتواصل معهم, وبر الوالدين تفيد الإنسان في القضاء على القلق والمخاوف-خاصة المخاوف الاجتماعية- فكن حريصًا على ذلك.
أنا أرى أيضًا أنك سوف تستفيد من علاج دوائي بسيط، دواء جيد سليم، الدواء يُعرف باسم سبرالكس، والجرعة المطلوبة هي أن تبدأ بخمسة مليجرامات - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات–.
تناول هذه الجرعة الصغيرة لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة، استمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول هذه الجرعة الدوائية، وأنا أؤكد لك أن الدواء سليم، أن الدواء فاعل، وجيد، ويقضي تمامًا على القلق والمخاوف, وهذه الوساوس التي تعاني منها، ومن ثم سوف يعطيك المزيد من الثقة في نفسك، ويحسن -إن شاء الله تعالى- من مزاجك.
نصيحتي لك أيضًا أن تكون جادًا في إدارة وقتك بصورة صحيحة؛ لأن الإنسان إذا استفاد من الوقت على النهج المطلوب, والنهج الإيجابي فسيشعر أنه قد أنجز، والشعور بالإنجاز يغير المشاعر، احكم على نفسك بأعمالك, وليس بمشاعرك.
هذا أيضًا يعطيك -إن شاء الله تعالى- ثقة كبيرة، وهذا يتطلب بالطبع أن يكون لك هدف في الحياة، فلابد أن تكون هنالك أهداف، لابد أن يكون هنالك تخطيط، الإنسان دائمًا يقدم المشيئة، يقول: (إن شاء الله), ويتوكل على الله، وبعد ذلك يضع مخططا حقيقيا, ونهجا حقيقيا في حياته، ويضع الآليات التي سوف توصله إلى ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.