الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على سؤالك، وأهلا بك في موقعنا، ويسّر الله لك كل التوفيق والنجاح.
يبدو مما وصفت في سؤالك أن لديك حالة من رهاب الأماكن العامة أو المزدحمة كالأسواق والمحلات التجارية الكبيرة، أو التجمعات حيث يكثر عدد الناس فيها.
وكل الأعراض التي ذكرتها معروفة جدا في مثل هذه الحالة من احمرار الوجه، والشعور بالخجل, والارتباك، وكأن الناس ينظرون إليك، وشعورك بالدوخة، وربما تندمين على الذهاب لهذه الأماكن المزدحمة أو الكبيرة.
والعادة أن المصاب بهذه الحالة، وأثناء هذه النوبة من "نوبة الذعر" هذه يبدأ بتذكر اللحظات المزعجة والمؤلمة من حياته، كما يمكن أن يكون قد حدث معه في طفولته، وكما يحدث معك الآن.
إن معرفتك بطبيعة الحالة التي تنتابك من مثل هذه النوبات، إن هذا الوعي والإدراك من شأنه أن يخفف عنك من هذه الأعراض، وبالتالي لا يعود الموضوع أمرا مبهما، وكما يقال "إذا عرف السبب بطل العجب".
صحيح أننا قد لا ندرك تماما أسباب هذه الحالة عندك، فالأمر يحتاج لجلسة خاصة، والسؤال عن تفاصيل حياتك وطفولتك ونشأتك...، ولكن أهم من احتمال معرفة أسباب هذه الحالة هو كيفية التعامل والتصرف في هذه الحالة من رهاب الأماكن ونوبات الذعر.
إنك وبمبادرة منك فإنك تقومين بالتصرف الصحيح، من عدم الاسترسال بالذكريات المزعجة والمؤلمة، وإنما تتذكرين الصفات الإيجابية عندك، وكذلك الذكريات الجميلة والمريحة.
والأمر الآخر الهام في كيفية العلاج أو التكيّف أن لا تتجنبي هذه الأماكن, وهذه المناسبات التي يجتمع فيها الناس، فهذا التجنب من شأنه أن يزيد من شدة هذه الأعراض، فكلما تجنبت هذه الأماكن كلما ازدادت شدة الحالة، وليس كما يعتقد الشخص من أنه بهذا التجنب فإنه يعالج هذه الحالة، فهذه فكرة خاطئة شائعة.
والأفضل من التجنب هو اقتحام هذه الأماكن المزدحمة أو الكبيرة، فهذا الدخول في هذه الأماكن يجعلك تطمئنين لهذه الأماكن، وبالتالي تخف الأعراض شيئا فشيئا، لأنك في هذه الحالة تصبحين "معتادة" على هذه الأماكن، ولا تعود تثير عندك ردة الفعل التي وصفت في سؤالك.
ويمكن أن يعينك قراءة كتاب عن الرهاب أو الخوف من هذه الأماكن، وعن نوبات الذعر، وهناك، على هذا العديد من المهارات السلوكية الإضافية التي يمكن أن تعينك.
ولمزيد من الفائدة انظري علاج الخجل سلوكيا (
419521 -
19762 -
226256 -
285306).
وفقك الله في حياتك ودراستك، وخاصة بما عندك من الصفات الحسنة، والخلق الطيب.