كيف أتصرف مع غيرة والد زوجتي مني؟

2011-12-15 10:39:03 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا شاب عاقد منذ حوالي السنة، ولظروف خاصة تأخر موعد زواجي إلى السنة القادمة، أي بعد حوالي ثمانية أشهر، ومن الصعب جدا أن أتزوج بالوقت القريب، رغم علمي أن الحل هو بالزواج.

بدأت عندي مشاكل مع والد خطيبتي -هي الكبيرة بين إخوتها (4 بنات وصبي صغير عمره سنتان)- من نوع الغيرة فإذا اشترت لي أي شيء -ملابس عطر أي شيء- يغضب ويعاتبها لماذا لم تشترِ له هو أيضا! ومعظم الأحيان تكون هذه المشتريات من مالي الخاص.

بدأ يغضب منها على أتفه الأمور, ودائما يقول لها: إنها تغيرت معه، وما إلى ذلك، ومعظم الأحيان عند ذهابي إليها يجلس معي ساعات، علما أنه معي في العمل نفسه!

إذا انفردت بخطيبتي تتغير ملامح وجهه، وبعد ذهابي من منزلهم يسمعها بعض كلمات التأنيب، مثل: لماذا أنتما كل يوم مع بعض؟! ألا تملون من بعض؟!

إذا أردت أن أخرجها معي إلى بيت أهلي لا يعارض في معظم الأحيان, ولكنه يغضب من ابنته.

الآن بدأت أحس أنه يتجاهلني -يعني يسلم علي ولا ينظر إلي- والأخطر أنه بدأ يقنع ابنته بأنها سوف تعيش معي في نكد وضيق, ويقنعها بطرق غير مباشرة بالابتعاد عني.

أنا أحس أنه ينظر لي بأني دون المستوى الاجتماعي الذي هو فيه, يعيش في وهم، فالله أعلم- بالدَّيْن الذي عليه, يحب التباهي أمام الناس.

أنا وخطيبتي -الحمد لله- نعيش في قمة التفاهم، وبدأت بالابتعاد عنه، وعدم الذهاب إلى منزله، ولكن خطيبتي بدأت بالشكوى؛ لأني أصبحت لا أرها إلا نادرا جدا، وأخاف أن تؤثر هذه الأشياء على علاقتي الممتازة بها.

أفيدوني -بارك الله فيكم-.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ akm حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى لك التوفيق، وأن يبارك لك وعليك, وأن يجمع بينك وبين زوجتك في خير.

لقد أحسنت -أيها الحبيب- حين شخّصت سبب معاملة والد زوجتك بهذا النوع من المعاملة بالغيرة، لاسيما وأن زوجتك هي البنت الكبرى بين بناته، ولم يألف هو أن تفارقه لتتعلق بغيره، فينبغي أن تلتمس له العذر حتى يستطيع التغلب على هذا الشعور الموجود لديه، بالتصرف فيما يزيله عنه، فينبغي لك -أيها الحبيب- أن تُشعره بأنك ولد جديد أضيف للأسرة، ولست منازعًا له في أخذ ابنته منه، فإذا أحس بأنه اكتسب ولدًا جديدًا, ولم يخسر ابنته فسيزول من نفسه هذا الشعور.

ينبغي أن تنصح زوجتك بأن تقدم هدية لوالدها حين تقدم هدية لك، ويراها الوالد، وينبغي لك أنت أيضًا من باب كسب قلبه إليك, وجلب المودة والمحبة بينكما أن تقوم أنت أيضًا بنفس الدور، بأن تتملق إليه، وتتودد إليه بإعطائه الهدية؛ فإن الهدية سبب أكيد في جلب المحبة والمودة بين القلوب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تهادوا تحابوا).

إذا دخلت البيت فينبغي أن تبدأ بالسؤال عنه, والسلام عليه، وتجامله ببعض الكلمات، وكذلك أم زوجتك، وبذلك تزيل ما قد يكون علق في قلوبهما من إحساسهم بأنك أخذت ابنتهم دون أن تضيف لهم شيئًا جديدًا.

كما ينبغي لزوجتك أيضًا أن تخفي بعض ما تقوم به من التصرفات تجاهك، إذا لم تدع الحاجة إلى إظهارها أمامهم، كالهدية التي تقدمها لك مثلاً فإذا استطاعت أن تقدمها دون أن يراها الأب فهذا أنفع.

نحن على ثقة -أيها الحبيب- أنه حين يشعر الأب بأنك ولد له بجانب ابنته، فإن هذه المشاعر التي يجدها, ومحاولته تنفير ابنته منك, أو غضبه إذا انفردت بها, أو غير ذلك من التصرفات الناشئة عن الغيرة، كل هذه الأعراض ستزول إذا استطعت أنت أن تتغلب على هذا الشعور.

ليس الحل إذن -أيها الحبيب- في الابتعاد عن زيارة زوجتك للبيت، وليس الحل في أن تحاول التجافي عن والد زوجتك، بل المبادرة والمسابقة إلى كسب قلبه، والوصول إليه هو الأسلوب الأمثل، لأن بينك وبينه حياة ستدوم طويلاً -إن شاء الله- فسيكون جدًّا لأبنائك, وعضوًا من أعضاء أسرتك الكبيرة، وأنت كذلك، فلا ينبغي أن تكون الجفوة والابتعاد هي الوسيلة للتخلص من النظر إلى مثل هذه التصرفات.

نحن على ثقة -أيها الحبيب- بأنك ستنجح -بإذن الله تعالى- في التغلب على هذه المشاعر إذا ما اتبعت هذه الأساليب، ونسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان.

www.islamweb.net