الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فمرحبًا بك -أيها الأخ الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يكفيك بحلاله عن حرامه، وأن ييسر لك أسباب العفاف، ويغنيك بفضله عن من سواه.
لا شك -أيها الحبيب- أن هذه العادة تجلب ما تجلب من أضرار بدنية، وآثار نفسية، مع ما فيها من مخالفة لمعالي الأخلاق وأكرمها، ولهذا لا غرابة في أن تأتي الشريعة بذمّها، ويقول بعض العلماء أو أكثرهم بتحريمها، ولذا فنصيحتنا -أيها الحبيب- أن تجاهد نفسك بمحاولة التخلص من هذه العادة، وهو أمر يسير بإذن الله تعالى -إن يسره الله تعالى لك-، فالجأ إلى الله عز وجل بصدق ليعينك على ذلك، وخذ بالأسباب التي تيسر لك التخلي عنها، ومن هذه الأسباب: أن تشغل نفسك بالنافع من أمور دينك ودنياك، وأن تقطع عن نفسك التفكر فيما يثير الشهوة، واجتناب كل المثيرات سمعية كانت أو مرئية، وبهذا تسد عن نفسك باباً من أبواب الشر.
ومن الأسباب أيضاً: أن تمارس بعض الرياضات البدنية التي تُنهك الجسم، وتُذهب نشاطه حتى إذا أتيت إلى الفراش أتيت وأنت تحس بالحاجة إلى الراحة.
ومن ذلك أيضاً: مجالسة الصالحين، والإكثار من حضور مجالس الذكر والعلم؛ فإن ذلك يطرد عن النفس نزغات الشيطان وإغوائه.
ومن أعظم ما يقلل الشهوة ما أرشد إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من مداومة الصيام لمن قدر عليه، كما قال عليه الصلاة والسلام:( فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)، فمن لم يستطع الزواج والباءة فليصم، فإن ذلك وقاء له وتقليل للشهوة وحدتها.
فهذه -أيها الأخ الكريم- أسباب تعينك -بإذن الله- على التغلب على هذه العادة، ومن خير ما نوصيك به أن تحاول التغلب على هذا الوضع الذي تعيشه من الاغتراب، فنصيحتنا لك إن كنت تستطيع اصطحاب زوجتك إلى بلد الغربة فهذا خير لك ولها وللأبناء لما في ذلك من إعفاف نفسك وإعفاف زوجتك، والقيام على تربية أبنائك عن قرب، وفي ذلك خير كثير، ولا تستكثر ما تنفقه على ذلك، فإن الله عز وجل سيُخلفه عليك، فإنك لن تُنفق نفقة تبتغي بها وجه الله عز وجل إلا أُجرت عليها، حتى ما تجعله في فِيِّ امرأتك، فهذه مقولة النبي -صلى الله عليه وسلم- لأحد أصحابه.
فما تنفقه على نفسك صدقة، وما تنفقه على زوجتك صدقة، وما تنفقه على أبنائك صدقة، فإن كنت تقدر على ذلك فاحمد الله تعالى وبادر إليه، وإن كنت لا تقدر على اصطحابهم معك في الغربة فلا أقل من أن تسارع بالزيارة إليهم بين الفينة والأخرى، وفي ذلك قضاء لحاجتك وحاجة زوجتك، وأنت مأجور على ذلك كله، فهوّن على نفسك، فلا داعٍ لكل هذا العناء الذي تكابده من طول الاغتراب، والبعد عن أهلك وزوجتك وأبنائك؛ فإن الدنيا لا تستحق أن يبذل الإنسان كل عمره على هذه الهيئة التي أنت فيها.
فأحسن بالله سبحانه وتعالى الظن في أن يُخلف عليك ما تنفقه على نفسك وعلى أولادك، وسترى -بإذن الله تعالى- نتائج هذا وعواقبه في حياتك.
نسأل الله تعالى أن يغنيك من فضله، وأن يوسع لك في رزقك، وأن يبارك لك فيه.
وأما ما ذكرته عن حالك مع زوجتك: فإن هذا أمر جبلي أن الرغبة تقل في السنوات المتأخرة عن الزواج عمّا كانت عليه قبل، ولكن مهما كان الأمر؛ فإن إتيان الرجل لزوجته يرد ما في نفسه، فيغنيه الله عز وجل بذلك عن الحرام كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:( إذا رأى أحدكم امرأة فليأتِ أهله، فإن ذلك يرد ما في نفسه).
وكون زوجتك لم تحمل، هذا أمر ليس إليك، فلا داعٍ إلى الشعور بالخزي أو الفضيحة، فكم من رجال أشداء أصحاء أمضوا سنوات طويلة متزوجين ومع ذلك لم يرزقهم الله عز وجل الولد، فهذا أمر عائد إلى الله سبحانه وتعالى وحده، ليس بيدك، والناس يعرفون هذا، ومن ثم لن تتوجه إليك نظرة بالانتقاد إزاء ذلك، فهوّن على نفسك، ولا تحمّل نفسك همًّا لهذا كله.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول أضرار هذه العادة السيئة: (
3858 –
24284 –
24312 -
260343 )، وكيفية التخلص منها: (
227041 -
1371 -
24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (
469-
261023 -
24312).
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك لك في رزقك، وأن ييسر لك أسباب العفاف.