كيف أتفادى المشاكل مع استمرار أذية أخت زوجي لي؟
2012-01-04 08:06:12 | إسلام ويب
السؤال:
أخت زوجي كانت زميلتي في المدرسة، ومنذ زواجي وهي تتسبب في مشكلات كثيرة، وألتمس لها العذر؛ لأنها مطلقة؛ ولأني أتقي الله وأحب زوجي أتجاهل المشاكل، إلى أن وصلت إلى أصدقاء المدرسة، وبالطبع هم أناس معرفتهم مشتركة بيننا، وبدأت هي في إثارة المشاكل، وفضح حياتي عندهم على الملأ لتشويه صورتي، وما زلت أتجاهل كل ذلك؛ لأني لا أستطيع مواجهتها وإلا سأصطدم بحماتي شخصيا؛ لأنها سوف تدافع عن ابنتها.
أمرني زوجي الآن بمقاطعة كل هؤلاء الأصدقاء من المدرسة حتى لا تتفاقم المشاكل، وأشعر أن هذا فيه ظلم كبير لي، ألا يكفي أني أكتم المضايقات ولا أرد، هل المفروض أن أقاطع أصحابي لأجلها؟! أعترف أن هذا أسلم، ولكني أشعر بالظلم!
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ر. م. ح حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبًا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب، لقد وُفقت للصواب حين تركت مصادمة أخت زوجك وعدم الدخول في نزاع معها، وأنت بهذا أيتها الكريمة توفرين لنفسك الراحة والطمأنينة من حيث لا تشعرين، وكذلك توفرين على نفسك عناء ما قد ينجم من مشكلات فيما لو قررت المواجهة، وليست المواجهة هي الحل الأمثل للخصوم دائمًا، فإن دفع السيئة بالحسنة منهج رشيد دلنا الله عز وجل عليه في كتابه، وأخبرنا بأنه أسلم عاقبة، وإن وجد الإنسان فيه جهدًا ومشقة في مجاهدته لنفسه حتى تعمل به وترضى به، لكنه بلا شك يحول العدو صديقًا، ويدفع عن الإنسان شرورًا كثيرة.
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم}. لهذا لقد أصبت كبد الحقيقة أيتها الكريمة بسلوكك في هذا الطريق، ونحن على ثقة بأن هذا السلوك وهذا الخلق سيعود عليك بالنفع العاجل والآجل، وستكسبين بسببه الطمأنينة في حياتك الزوجية مع زوجك، فلا تندمي أبدًا، ولا تحسي بظلم وقع عليك إزاء هذا التصرف الذي أنت فيه.
كما أحسنت أيتها الكريمة أيضًا حين التمست الأعذار لأخت زوجك، فربما كان الأمر كما تتوقعين بسبب شعورها بالفراغ وبسبب شعورها بأن الناس يعيشون نعمًا سلبت منها، قد تتصرف تصرفات غير محمودة، فينبغي التماس العذر لها، ومحاولة الإحسان إليها حتى تتخلص هي من هذا السلوك.
وأما ما طلبه منك زوجك فإن كانت هذه الصحبة رجالاً أجانب عنك فإنه يجب عليك قطع العلاقات معهم، ولو لم يأمرك بذلك الزوج، بل يجب عليك أن تفعلي ذلك ابتغاء مرضاة الله، وطلبًا لثوابه، ووقوفًا عند حدوده، فإنه سبحانه وتعالى حرم على المرأة أن تضع حجابها أمام الرجل الأجنبي أو أن تختلي به أو أن تصافحه أو أن تتكلم معه بكلام فيه خضوع ولين، فكل هذه ذرائع إلى الفساد منعها الله عز وجل حماية للمرأة وحفظًا لها.
وأنت بلا شك -أيتها الكريمة- حين تقفين عند هذه الحدود تُرضين بذلك ربك فتكسبين رضاه وتأييده، وكذلك تكسبين رضى زوجك ووده وحبه وتقديره؛ ولهذا نرى أنك لا ينبغي لك أبدًا أن تتأخري في إجابة زوجك إلى ما طلب منك، وليس في ذلك ظلم لك أبدًا، بل فيه الخير كل الخير إن شاء الله.
وإن كانت هذه الرفقة نساء فإنه وإن كان لا ينبغي لزوجك أن يمنعك من البقاء معهنَّ إذا كانت في صحبتهنَّ منفعة لك، لكنه إذا طلب ذلك منك ومنعك من الذهاب إليهنَّ فإن هذا مما يتعين عليك أن تجيبيه إليه، وكوني على ثقة بأن تركك لأسلوب العناد لزوجك ونزولك عند رغبته فيما لا معصية فيه سيعود عليك بالنفع في حياتك وسيكون أدعى إلى استقرار المودة بينكما ودوام العشرة الزوجية على استقامة، وليس في ذلك ظلم لك ما دامت المصلحة تقتضي ذلك.
فنسأل الله تعالى أن يديم الألفة والمحبة بينك وبين زوجك، وأن ييسر لك الخير حيث كان ويقدرك عليه.