كيف أكون اجتماعيًا ذا شخصية محبوبة يستلطفني الناس؟
2012-01-17 10:57:10 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد التحية والثناء:
فإني أريد أن أشيد بجهودكم في هذا الموقع المبارك الذي يستفيد كثير من المسلمين منه, وأرجو من الله أن يعينكم على ما تقدمونه من خير للناس أجمعين.
أنا طالب في الثانوية العامة عندما كنت في المرحلتين السابقتين الابتدائية والإعدادية كنت أشعر بالمحبة من الأصدقاء, وكان الكل يستخف دمي, لكني لم أكن أختلط بالكل كثيرا, لكني عندما أتكلم مع أي أحد أمام الأصدقاء أكون مضحكا, وكنت أشعر بثقة في نفسي, حتى ولو كانت متوسطة, وكان من يريد أن يضحك كان يتحدث معي لأضحكه, وعندما انتقلت إلى الثانوية العامة لم ينتقل أحد إلى مدرستي الثانوية إلا أقرب الأصدقاء مني, وهم قليل ممن أعرفهم؛ فهم تقريبا حوالي 15 شخصا قريبون مني, و10 معرفتي بهم سطحية, وعندها لم أختلط بأحد غيرهم شعرت بالانطواء, وفي أول شهر بدأ الجميع بالتعارف, وكنت لا أختلط إلا بأصدقائي فقط, وكنت نادر الضحك, مرّت سنة ونصف وأنا كذلك, فقلت ثقتي بنفسي في البيت ومع أصدقائي, وأصبح الكثير لا يستخف دمي, وكنت موضع اهتمام بالنسبة إلى أصدقائي؛ فانقلب ذلك 180درجة, وكنت كثيرا ما أشعر بثقل الدم, وهذا يضايقني كثيرا, وعندما أتكلم مع أحد -وإن كان صديقا أو أحد إخوتي- أشعر بنسبة من الخجل, ولا أستمر بالنظر إلى وجهه فسرعان ما أنظر إلى أي شيء حولي, ولا أستطيع التكلم مع أي أحد في المدرسة مثل ما يتكلم الأقربون مني, فكان يضايقني ذلك, لذلك كنت شخصا غير اجتماعي, قليل الثقة بنفسي, غير محبوب لعدد من الناس, ومن يريد أن يتحدث معي ليضحك أصبحت لا أضحكه, فما علاج ذلك كله؟ وبعدما تفيدوني -بإذن الله- أرجو أن تقدموا لي نصائح عن استرداد الثقة بالنفس, سواء في البيت, أو مع أصدقائي, سواء كانوا قريبين أم سطحيين, وأريد أن لا أشعر بالخجل عندما أكلم أحدا, وأن أكون اجتماعيا, وذا شخصية محبوبة, وأن يستلطفني الناس, وكيف أسترد خفة الظل؟
وفي النهاية: أرجو أن تكون الإجابة مفيدة لي ولمن يكون مثلي, وجزاكم الله خيرا كثيرا, وأعانكم الله على تحملنا, ورزقكم الله من فضله الواسع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال، والذي عبّرت عنه بعدة طرق.
من الطبيعي أن شخصية الإنسان في الطفولة تختلف عنها في المراهقة ومرحلة الشباب -كما حدث معك مع الانتقال من الإعدادية إلى الثانوية- حيث يبدأ المراهق أو الشاب بالانتباه المتزايد لنفسه, وهيئته, ورأي الآخرين فيه، وكذلك تتغيّر نظرته للناس من حوله؛ فقد يقل اختلاطه بهم, أو حديثه معهم، وليس بالضرورة لضعف في ثقته في نفسه، وإنما هي مرحلة جديدة من حياته.
أنت الآن في هذه المرحلة من العمر والتطور في نشأتك، ويبدو أنك على صلة ببعض أصدقائك، ككل الشباب من حولك، ولكن من قال: إن هذا فيه خلل؛ فالإنسان مهما تواصل مع الناس، فهو لن يتمكن أصلا من التواصل مع الجميع.
أنصحك بأن تقنع بعلاقاتك مع بعض من حولك من الأصدقاء، وأن تترك للزمن -أنت في هذا العمر الشاب- أن تترك للزمن أن يفعل فعلته؛ حيث ستلاحظ ومن خلال الزمن أن ثقتك في نفسك تزداد شيئا فشيئا، وذلك من خلال تواصلك البسيط والطبيعي مع من حولك من الأصدقاء وغيرهم.
ويفيد هنا أن تحاول أن تكون على طبيعتك, ومن دون أن تقصد إضحاك الناس من حولك؛ فإن قلت ما يستوجب الضحك فليضحكوا، وإلا فليس هذا واجبك, والناس سيقدرون فيك بعض الجدية، وهم ليسوا بالضرورة يحبون من يضحكهم، وإنما من يثقون به, ويحترمون قوله, وشخصيته وسلوكه.
وفي هذا الموقع الكثير من الإرشادات عن الطرق العملية في رفع الثقة بالنفس.
وبالله التوفيق.