أعاني من آلام الكلى رغم سلامة التحاليل فما سبب ذلك؟

2012-01-15 13:00:31 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشعر بآلام بالكلى، وأحيانا أشعر بحركة لاإرادية بالظهر من جهة الكلى، علماً أن لدي القولون العصبي شديد، وأتناول مضادات قلق منذ عشر سنوات، وقمت بتحاليل البول والكلى والدم والنتائج كلها سليمة.

ما الأمر فالآلام أحيانا شديدة؟

شكرا.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

كثير ما يُشير الناس إلى آلام القولون العصبي، أو الانشدادات العضلية التي تكون في منطقة الكلى من الناحية التشريحية إلى أنها آلام في الكلى.

الكلى غالبًا لا تسبب ألمًا للإنسان إلا في حالات معروفة، مثل أن يتكون بها حصى كبيرة، وتنزل هذه الحصى في الحالب، وهنا قد يشعر الإنسان بألم شديد، أما بخلاف ذلك فالكلى نفسها لا تؤلم، وهذا لا يعني أنها لا تمرض، هنالك أمراض كثيرة كالالتهابات وغيرها، لكن معظم الآلام التي يشعر بها الناس في منطقة الكلى تكون إما آلام عضلية ناشئة من انشدادات عضلية، أو ناشئة من القولون العارض، وأعتقد -وأنا على درجة عالية جدًّا من اليقين- أن الذي تعاني منه لا علاقة له أبدًا بأمراض الكلى -إن شاء الله تعالى-، وكل الذي بك هو انقباضات عضلية ناتجة من تسارع وانقباضات القولون، وهذا ما يُسمى بالقولون العصبي أو العُصابي، ويُقصد بها أن وجود قلق نفسي – حتى وإن كان بسيطًا – يكون هو السبب في مثل هذه الآلام.

أنت -والحمد لله تعالى- أعراضك وإن كانت مزعجة لك لكنها ليست خطيرة.

ثانيًا: الفحوصات التي قمت بها كلها ممتازة ومطمئنة، فأرجو أن لا تنزعج أبدًا.

أنا متأكد أنك تتناول مضادات القلق من حوالي عشر سنوات، ولا شك أن هذه مدة طويلة، ولكن القلق أصلاً قد يكون مزمنًا مع الإنسان، هذا لا يعني أنه سوف يظل إلى الأبد، لكن كثيرا من حالات القلق لا تنتهي إلا بعد مُضي سنوات.

أنا أود أن أنصحك بالآتي كخطوات علاجية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها:

أولاً: لا بد من أن تكون حريصًا على ممارسة الرياضة، أي نوع من الرياضة؛ فالرياضة مفيدة جدًّا للتخلص من الآلام التي تتأتى من القولون العصبي.

ثانيًا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، هي تمارين بسيطة جدًّا أريدك أن تطبقها، ومن أجل ذلك يمكنك أن تضطجع على السرير، بعد ذلك أغمض عينيك، افتح فمك قليلاً، تأمل في حدث سعيد وجميل، قم بعد ذلك بأخذ نفس عميق عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء، ثم بعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراجه أيضًا بقوة وبطء، كرر هذا التمرين ثلاث إلى أربع مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، هذا هو تمرين التنفس المتدرج.

ويأتي بعد ذلك تمرين شد العضلات ثم إطلاقها، ولتطبيق هذا التمرين قم بالقبض بشدة على راحة يديك، ثم بعد ذلك قم بإطلاقها ببطء، وكرر هذا مع كل مجموعة العضلات الموجودة في الجسد، عضلات الصدر قم بالقبض ثم الإطلاق، وهكذا عضلات البطن قم بقبضها وشدها ثم بإطلاقها، هذه تمارين مفيدة جدًّا، ولو حصلت على كتيب أو شريط، أو ذهبت إلى أخصائي نفسي ليدربك على هذه التمارين أيضًا فسوف تجد فيها فائدة كبيرة جدًّا.

بالنسبة للأكل: هنالك توجيهات كثيرة بخصوص الأطعمة التي تناسب مرضى القولون العصبي، لكن التجربة أثبتت أن الإنسان من الأفضل له أن يجرب الأطعمة؛ فالطعام الذي يسبب الضرر يجب أن يتجنبه الإنسان، وهنالك مؤشرات عامة تفيد أن شُرب النعناع المركز – النعناع الأخضر – بعد أن يُغلى ويُشرب أنه يساعد كثيرًا في علاج الانقباضات، والتشنجات الناتجة من القولون العصبي، وكذلك تناول البقدونس، والآن توجد بعض مركبات الأجبان مثل: الأوكتيفا، فهذه أيضًا مفيدة جدًّا.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فلا شك أن الأدوية المضادة للقلق، وكذلك الاكتئاب مفيدة، العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (لسترال) أو (زولفت)، ويعرف علميًا باسم (سيرترالين)، وجد أنه مفيد جدًّا، وجرعته هي خمسون مليجرامًا، يتم تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم حبة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم بعد ذلك توقف عن تناول الدواء.

وهنالك دواء آخر يعرف تجاريًا باسم (فلوناكسول)، ويعرف علميًا باسم (فلوبنتكسول)، يتم تناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح، وقوة الحبة هي نصف مليجرام، ومدة العلاج هي ثلاثة أشهر، ويوجد أيضًا دواء يعرف باسم (بسباتلين)، وهو دواء معروف جدًّا لعلاج آلام القولون العصبي، والجرعة هي كبسولة واحدة من فئة عشرين مليجرامًا، تناولها صباحًا ومساءً لمدة أسبوع، ثم اجعلها مرة واحدة في الصباح لمدة أسبوع، ثم يمكن استعمالها عند اللزوم.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net