ما علاج هبوط المشيمة في الشهر الرابع من الحمل؟

2012-01-18 12:43:54 | إسلام ويب

السؤال:
الدكتورة الفاضلة رغدة: كم أتمنى أن تكون كل الطبيبات مثلك بسعة صدرك, وبإجاباتك الشافية.

أنا حامل بمنتصف الشهر الرابع، ومنذ يومين راجعت طبيبتي وطمأنتني أن أمور الجنين طيبة والحمد لله، علما أنه هذا حملي الثالث، وأخبرتني أن لدي هبوطا بسيطا بالمشيمة من النوع الذي يرتفع وحده، وأن لدي انتفاخا شديدا بالأمعاء من كثرة الغازات التي أزعجتني كثيراً، لدرجة تضغط على أنفاسي، وأعطتني حبوباً.

سؤالي: هل من خطر من هبوط المشيمة؟ وكيف أعالج النفخة رغم أن الحبوب لم تنفعني كثيرا؟
وما سبب هبوط الضغط الذي يصيبني كل فترة وأخرى؟ ففجأة أحس بزغللة بعيوني, وتعرق بارد, ورجفة بكل جسمي, تستمر لساعتين، وأشعر أني بحاجة للأكل أو للسكريات، وأني بحاجة للماء البارد لأشربه, وأغسل وجهي به، فما سبب هذه الحالة -رغم أني أعتبر أنهيت أشهر الوحام-؟ وكيف أتصرف كعلاج إسعافي؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حصة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أشكرك على لباقتك, ولطفك, وجزاك الله كل خير, وأدعو الله عز وجل أن يوفقنا جميعا إلى ما يجب ويرضى دائما، ونرحب بتواصلك معنا في الشبكة الإسلامية.

وبالنسبة لهبوط المشيمة فهي: حالة تحدث كثيرا قبل بلوغ الحمل عمر 20 أسبوعا؛ وذلك لأن جوف الرحم يكون صغيرا, ولكن مع تقدم الحمل ونمو الجنين, يكبر الرحم أكثر, ويصعد للأعلى فيسحب معه المشيمة للأعلى, ويختفي الهبوط؛ ولذلك فإن أغلب الحالات التي يكون فيها الهبوط المشيمي بسيطا؛ فإنه يزول وتصعد المشيمة فيه للأعلى, ويسير الحمل والولادة فيه بشكل طبيعي -بإذن الله-.

في حالات قليلة جدا ونادرة تكون المشيمة متوضعة فوق فوهة عنق الرحم الداخلية مباشرة, وهنا حتى لو كبر الرحم فستبقى المشيمة بوضع ملاصق للعنق, وهذه الحالة تسمى (المشيمة المعيبة) أي الهابطة, وهي التي تهمنا؛ لأنها حالة قد تسبب النزف قبل الولادة أو خلالها, ويجب أن تتم الولادة فيها عن طريق العملية القيصرية.

وهبوط المشيمة أو المشيمة المعيبة, هي تشخيص لا يجب أن يوضع إلا بعد وصول الحمل عمر 20 أسبوعا -كما سبق وذكرت-.

وكنوع من الاحتياط الآن فإنه يجب عليك الحذر, وتفادي الوقوف, أو الجلوس لفترات طويلة, كما عليك تفادي الأعمال المجهدة, وبالطبع يفضل الابتعاد عن العلاقة الزوجية إلى أن يتم التأكّد من هجرة المشيمة للأعلى تماما -بإذن الله-.

وبالنسبة للغازات والنفخة التي تحدث مع الحمل فسببها هو: إفراز هرمون البروجسترون بكميات عالية جدا من المشيمة, ومنذ بدء الحمل, فهذا الهرمون هام جدا للحمل؛ لأنه يقوم بإرخاء عضلات الرحم الملساء, وهذا أمر هام لمنع حدوث الإجهاض, أو الولادة المبكرة -لا قدر الله- لكن هذا الهرمون؛ ولأنه مرخٍ للعضلات, فإنه يقوم بنفس الوقت بإرخاء العضلات الملساء في أعضاء الجسم الأخرى, مثل: العضلات الملساء الموجودة في الأمعاء, والقولون, والأوعية الدموية؛ مما يؤدي إلى حدوث بعض الأعراض، منها: ارتخاء جدران الأمعاء, وانتفاخها؛ مما يقود إلى الشعور بالنفخة, والإمساك, وارتخاء في جدران الأوعية الدموية؛ مما يؤدي إلى ظهور البواسير, والدوالي, وانخفاض الضغط, والدوخة.

هذه التغيرات, وما ينتج عنها من أعراض مزعجة للسيدة (مثل: النفخة، والإمساك, والبواسير, وهبوط الضغط, والدوخة, وغيرها) هي عبارة عن تغيرات فيزيولوجية مؤقتة, لا تضر الأم, ولا خوف منها, وستزول بعد الولادة -إن شاء الله- وتعتبر تغيرات سليمة, هدفها أولا وأخيرا حماية الحمل، وتأمين مستلزماته, فعندما تتوسع الأوعية الدموية مثلا, وهو ما يسبب الدوخة, وهبوط الضغط, فإنها تهدف إلى تأمين وصول كمية كبيرة من الدم إلى الجنين, وبدون هذا الارتخاء لن يتم وصول ما يكفي للجنين من الدم.

إذن أستطيع أن أطمئنك -يا عزيزتي- بأن ما يصيبك من نفخة, ودوخة, وهبوط في الضغط, تعتبر كلها مؤشرات على أن المشيمة تقوم بمهمتها بشكل جيد وفعال, وبأن الحمل عندك يسير بشكل سليم, وصحي -بإذن الله تعالى-.

يمكنك التخفيف من النفخة بتناول وجبات متكررة, ولكنها صغيرة, وبتناول الكثير من الماء, والخضروات, والفاكهة, وتفادي الإمساك.

وبالنسبة لضيق النفس: فيمكنك رفع الجزء العلوي من الجسم عند النوم, أو الاستلقاء للتخفيف منه, وكذلك النوم على أحد الجانبين، والأفضل للحامل هو الجانب الأيسر دائما.

وبالنسبة لهبوط الضغط: فأهم شيء هو تفادي الوقوف, أو الجلوس لفترات طويلة, وكذلك تفادي الحركات المفاجئة, أي عدم تغيير وضعية الجسم فجأة، خاصة من وضعية الاستلقاء إلى الوقوف, بل يجب عليك -خاصة عند النهوض من السرير- أن تقومي بذلك بشكل بطيء, وتدريجي, حتى تعطي الوقت لجسمك للتنبه؛ فتتم إعادة توزيع الدم في كل أنحائه بالتساوي.

واعملي دوما على جعل الساقين بوضع تكون فيه بمستوى القلب, أو أعلى -خاصة في اللحظات التي تشتد فيها الدوخة-.

لا أنصحك بتناول الأدوية, لا للنفخة, ولا للدوخة؛ فهذه الأدوية لن تفيد كثيرا, وإن أفادت أحيانا فستكون فائدتها خلال تناولها فقط؛ مما يعني بأنك ستتناولينها طوال الحمل بشكل يومي, وهذا غير عملي.

نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.

www.islamweb.net