جارتي سرقت شيئاً من شركة عمل في دار الكفر، كيف أنصحها؟
2012-01-25 11:56:46 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يمكن إحالة سؤالي على د. محمد عبد العليم.
كما تعلم يا دكتور أني أشتغل منظفة بشركة تنظيف.
منذ أشهر طلبت مني جارتي التي هي من أوزباكستان أن أساعدها في البحث عن شغل، فتوسطت لها عند مديرة الشركة فتم قبولها, وهي الآن تشتغل.
مرة ذهبت لزيارتها فرأيت في غرفة حمامها مواد تنظيف تابعة لشركة عملنا! فتفاجأت وصدمت جدا، لأن هذه سرقة.
علما أنه مؤكد جدا أنها تابعة للشركة، لأن كل مواد تنظيفنا مكتوب عليها اسم شركة عملنا, وهي لا تباع في المحلات، وفي مكان العمل يوجد مواد تنظيف بكمية كبيرة، بحيث لو سرقت بعض الأشياء فلا يمكن ملاحظتها.
ربما ستقولون يجب أن أحدثها عن ذلك بطريقة غير مباشرة، وأنصحها بأن نكون أوفياء، ليرضى الله عنا، ويبارك لنا، ولكن ذلك لن يجدي نفعاً، لأنها ليست بالمتدينة.
هل علي أن أخبر مدير العمل بذلك? مع العلم أنه ربما يتم فصلها، كما أني سكت ولم أخبر مدير العمل إلى الآن، فقط لأني راعيت كونها مسلمة.
أما عن نفسي فقد كرهتها، ولم أعد أثق بها، وأحس بغضب لأني توسطت لها في عمل، وهي لم تكن في المستوى.
علماً بأني لا أستطيع أن أتحاور معها بسهولة، لأنها لا تفهم اللغة الألمانية، تتكلم الإنجليزية ولكن أنا لا أجيدها كثيراً, فقط قليلا.
أريد حلاً جذرياً, لأني أكره فعلها الدنيء، ربما ما سرقته ليس بالشيء الكثير ولكنه يعد سرقة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ MuslimaHazina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تعالى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يجعلك من الصالحات القانتات وأن يسترك في الدنيا والآخرة كما سترت هذه الأخت.
بخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة، أقول لك ـ أختي الكريمة الفاضلة ـ إنه مما لا شك فيه أن ستر المسلم مطلوب، وأنه ينبغي على المسلم أن يستر عورات إخوانه المسلمين، خاصة أمام غير المسلمين، إذن أقول لك: إن الإقامة في بلاد الكفر لها ظروف تخصها، وسترنا للمسلمين في هذه البلاد واجب شرعي حقاً، لأن الناس لن ينظروا إلى تصرفه على أنه تصرف فردي، أو تصرف شخصي، وإنما سينظرون إليه، على أن هذا هو الإسلام، وهذا هو سلوك المسلمين، وبهذا يتم تشويه صورة الإسلام مع الأسف الشديد مع هذه التصرفات الغير مسئولة والغير مضبوطة بضوابط الشرع.
عليه فإني أرى أنه من الضروري عدم إخبار جهة العمل بأي صورة كانت، وإنما عليك بإبلاغها رسالة قوية حتى وإن كانت بصورة مباشرة، أو غير مباشرة.
وكونك لا تعرفين لغتها لأنها لا تتحدث اللغة الألمانية بطلاقة، فمن الممكن أن تستعيني ببعض الأخوات أو الإخوة المسلمين ليبين لها هذا الأمر ويبين لها خطورته، وليس على أنها سرقة، وأنها سرقت شيئاً كبيراً، ولكن لأن هذا يشوه صورة الإسلام، وأن الجهة ذات العلاقة لو علمت بأنها قد أخذت هذا الشيء بهذه الطريقة قد تستغني عن خدماتها، وهذا بالتالي يؤدي إلى إلحاق الضرر بالإسلام والمسلمين.
أرى أن يتم إبلاغها الرسالة سواء كانت بصورة مباشرة، أو غير مباشرة، حتى تعرف أنها فعلت منكراً ومعصية، وأنها جاوزت حدود الشرع، وأن الإسلام يحرم علينا أخذ شيء دون الرجوع إلى صاحبه، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الذمي ماله حرام كالمسلم، وبما أنه قال" لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة منه، فكذلك لا يجوز لنا أن نأكل أموال الناس بالباطل في الحالات العادية، اللهم إلا إذا كان بيننا وبينهم حروب قائمة، إلى غير ذلك من الأمور التي وضع الشرع لها ضوابط خاصة.
أما الآن فنحن نقيم بين هؤلاء الناس في هذه البلاد وهم يستعملوننا في بعض الحوائج نظير أجور نتقاضها على ذلك، فينبغي علينا أن نكون في غاية الصدق، والدقة والأمانة؛ لأننا لا نعرض أنفسنا كأفراد، وإنما نعرض أنفسنا كمسلمين، فينبغي علينا أن نحافظ على صورة الإسلام أن لا تهتز في نظر هؤلاء الذين نحن نفكر أن ندعوهم إلى الإسلام، ونطمع في إسلامهم.
الحل الجذري أن تستري عليها، وأن تخبريها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بقبح هذا الفعل، وأنه يشوه سمعة الإسلام والمسلمين عند هؤلاء الذي نقيم عندهم، لاحتمال أنها لا تعرف حرمة هذا الشيء، ولاحتمال ضعف إيمانها، وأنه ربما أن تعتقد أنه يمكن فعله مع المسلمين، وبالتالي لا مانع من فعله مع غير المسلمين، وقد تكون من الذين يستحلون أموال غير المسلمين، وتلك مصيبة عظمى، أن نستحل أموال محرمة بحكم عقد الأمان الذي بيننا وبينهم، لهذه الجهات.
بإمكانك أن تهدديها بأنه إذا تكرر فعلها هذا، فإنك قد تضطرين إلى إخبار الشركة لتوقفها عن العمل حتى لا يتم تشويه صورة الإسلام من خلالها، فأكرر أختي المسلمة، بأنه لا يوجد حل غير هذا الحل.
أسأل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن ينفع بك في تلك البلاد، هذا وبالله التوفيق.