أسيء الظن حتى بأقرب الناس لي، فهل ستفيدني العلاجات الدوائية؟
2012-02-04 14:23:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعيش حالة نفسية مكتئبة وغير جيدة، وذلك لوجود الرهاب الاجتماعي بداخلي، وأيضاً يتعايش معه المرض الظناني، فأنا شخص أعيش أولاً الرهاب الاجتماعي، حيث أني من المستحيل أن أجلس في أحد المجالس ويوجد به أكثر من ثلاثة أشخاص لا أعرفهم، ونادراً ما أتحدث خوفاً من اللعثمة، حيث أني إذا قابلت شخصاً لم أقابله منذ فترة لا أستطيع تركيب الجمل مع بعضها أثناء حواري معه! لذلك أريد إنهاء اللقاء سريعاً، وبعض المرات أتمنى وأدعو الله أن الشخص الذي أمامي لا يراني كي لا أقع في موقع محرج معه.
كذلك أيضاً في الإمامة، من المستحيل أن أكون إماماً في الصلاة، حتى لو كان عدد المأمومين شخصين، لا أستطيع القراءة! أشك أنهم يراقبوني ويراقبون قراءتي، وهكذا أفقد الخشوع في الصلاة، وأمور كثيرة تحدث أيضاً بعد قراءتي ومتابعتي تأكدت أنها من أمور الرهاب.
كما أعاني من الشخصية الظنانية، فأنا شخص أسيء الظن سريعاً، لا يمكن أن أحسن الظن بأحد حتى بأقرب الناس لي، حتى إنني الآن في مرحلة الخطوبة، وأتلمس هذا الأمر من خطيبتي، أعلم أني أتعبتها لكن الأمر ليس بيدي، حاولت بشتى الطرق ولم أجد حلاً، وأظن الحل هو العلاج الدوائي، لكن لا أعرف ما هو أفضل نوع؟! سمعت عن (الرزبريدون) لكن لا أعلم هل يتعارض مع الزيروكسات أم لا؟
ولكم مني جزيل الشكر والمودة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مسعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أعتقد أن مشكلتك الرئيسية هي الرهاب الاجتماعي، وأعتقد أنك تعاني من درجة متوسطة من هذه العلة، وكثيرًا ما يعاني الإخوة الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي من شيء من الشكوك والظنان.
أنت وصفت شخصيتك بأنها شخصية شكوكية ظنانية، لكني - ومع احترامي الشديد لك - لا أعتقد أنك تعاني بالفعل من شخصية ظنانية، لأن الذين يعانون من الشخصية الظنانية أو ما يعرف بالشخصية البارونية في الأصل هم لا يستشعرون ذلك ولا يعترفون بذلك، يعتقدون أنهم هم على صواب وأن الآخرين على خطأ، أنا أعتقد أنك تعاني من شيء من الحساسية في شخصيتك، وبما أن الرهاب الاجتماعي يعطي الإنسان شيئاً من سوء التأويل فيما يخص مقاصد الآخرين حياله، هذا هو الذي جعلك في هذه الحالة الشكوكية، وما دمت مستبصرًا ومستوعبًا تمامًا لما تعاني منه أرجو أن تحاول دفعه ورده ورفضه وتحقيره، وهذه هي المبادئ الأساسية لأن يعدل الإنسان من طريقة تفكيره، وكذلك مسلكه.
حاول أن تحسن الظن بالناس، استعذ بالله تعالى من هذه الأفكار، حقّرها، وحين تأتيك أي فكرة ظنانية حتى وإن كنت على درجة عالية جدًّا من اليقين قل لنفسك: (لا، يجب أن أحسن الظن بالناس، ربما أكون على خطأ، حتى وإن كان احتمال هذا الخطأ قليلاً جدًّاً فأنا سوف آخذ به وذلك احتسابًا للأجر).
بالطبع الإنسان يحتاج أن يتحوط، يحتاج أن يشك في بعض الأحيان، الإنسان لابد أن يقلق، لابد أن يخاف، لابد أن يوسوس، وهذه كلها دفاعات نفسية إيجابية إذا استفاد الإنسان وطبقها بدرجة معقولة دون إسراف ودون إصرار على ما هو خطأ.
أرجو أن تطمئن تمامًا أن حالتك ليست خطيرة، حالتك يمكن أن تعالج، وأنا أفضل أنك إذا تمكنت وذهبت إلى طبيب نفسي هذا سوف يكون جيدًا، لأن مثل هذه الحالات تستفيد أيضًا من العلاج الكلامي الحواري المعرفي مع الطبيب أو مع الأخصائي النفسي.
أما بالنسبة للأدوية الطبية النفسية فهي مفيدة ولا شك في ذلك، وأنا أبشرك أن الرزبريادون لا يتعارض مطلقًا مع الزيروكسات، بل على العكس تمامًا: الآن كثير جدًّا من حالات الرهاب الاجتماعي والتي يتم علاجها عن طريق الزيروكسات أو اللسترال يُضاف لأحد هذين الدواءين جُرعة بسيطة من الرزبريادال أو الأدوية المشابهة، وقد وجد أن هنالك فعالية تضافرية تدعيمية حين يُضاف دواء مثل الرزبريادون.
أرجو أخي الكريم أن تطمئن تمامًا، وجرعة الرزبريادون التي تحتاج لها هي واحد مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، بعد ذلك يمكن أن ترفع إلى اثنين مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم تخفض إلى واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر أيضًا، والزيروكسات معروف كدواء فاعل جدًّا لعلاج المخاوف والقلق الاجتماعي، لكن لابد من الالتزام بجرعته وللمدة المطلوبة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.