حركات غير إرادية لطفلي ... ما تفسيرها وعلاجها؟
2012-02-19 10:23:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا صاحب الاستشارة السابقة 2132258، والتي كانت بنفس العنوان، أشكر لكم توضيحكم لحالة ابني، ولكن أنتم ذكرتم من الاحتمالات الضعيفة وجود كهرباء في الدماغ، وأنا لم أذكر لكم في الاستشارة الأولى أنه في بداية الأمر لما أتته الحالة ذهبنا به إلى المستشفى وأجرينا له تخطيطا للدماغ لدى أخصائي مخ وأعصاب عام، ولكن لم ير تصوير فيديو لحالته، وظهرت نتيجة التخطيط وجود كهرباء في الدماغ، وصرف له علاج الديباكين، واستمررنا في استخدامه لمدة شهر، ولم نرَ أي تحسن منذ بدء استعماله للعلاج، مع أننا كنا نعطيه في أوقاته المحددة مرتين في اليوم.
يعني ما شعرت بأي تحسن، ثم ذهبنا به عند طبيب آخر استشاري مخ وأعصاب للأطفال، ورأى تصوير فيديو له وعمل له تخطيط مرة أخرى، وتبين سلامة التخطيط، وأنه طبيعي، ويجب إيقاف الديباكين فورا بالتدريج، وتم إيقافه.
سؤالي: هل من الممكن احتمال وجود كهرباء ونحن لم نلاحظ تحسنا في حالته في أثناء استخدامه للعلاج بل نفس حالته لم تتغير؟
في الآونة الأخيرة كان يفعل الحركات ولما نناديه باسمه أو نوقظه يبكي كثيرا، ويقول: إن فلان (يقصد أبناء عمه) أخذوا لعبتي، وكأنه يتخيل.
أرجو أن توضح لي عن حالة ابني، وهل إذا فعل هذه الحركات الغير إرادية نشغله بشيء أو نوقظه أم نتركه يفعلها حتى ينام؟ وهل تختفي مع الوقت؟
شاكرين لكم تفاعلكم مع حالة ابني، وشكرا مرة أخرى.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لطفلك العافية والشفاء.
وأشكرك مرة أخرى على توضيحك الهام، وهو أن هذا الابن حفظه الله كان يتناول عقار ديباكين، وذلك بعد أن أثبت أن لديه ومضات كهربائية زائدة في الدماغ، وهذا دليل قاطع على وجود بؤرة تنطلق منها هذه الومضات الكهربائية الزائدة، والأدوية التي تخفض هذه الزيادة في كهرباء الدماغ هي الأدوية التي تستعمل لعلاج الصرع، وأنت تعمل في المجال الدوائي، وتعرف ذلك جيداً، وعقار ديباكين هو من الأدوية الممتازة والفاعلة جداً، لكن يعرف أن هذه الأدوية له ما يعرف بالأثر التراكمي، والأثر التراكمي يتطلب وقتا حتى تظهر فعالية الدواء.
أخي الكريم: أنا لا أريد أضعك أنت ووالدته في حيرة، وذلك من خلال تعدد الآراء الطبية، وهي في الحقيقة اجتهادات، واجتهادات قائمة على خبرة وعلى إطلاع علمي، ولكن بما أن هذه الآراء كثيرا لا تكون متطابقة، وهذا يؤدي إلى الحيرة لدى الأهل، وأنا أقدر ذلك تماماً.
أخي الذي أود أن أنصحك به هو أن يظل أبنك العزيز تحت الملاحظة والمراقبة الطبية من طبيب مختص في أمراض الأعصاب لدى الأطفال، الطفل لا يحتاج للمتابعة لدى طبيب نفسي، ولا يحتاج للمتابعة لدى طبيب أطفال عادي، يحتاج أن يكون الذي يشرف عليه طبيب أطفال مختص في الأمراض العصبية، وكل المستشفيات الكبيرة والمراكز الطبية والمحترمة يوجد لديها هذه التخصصات، هذا يا أخي أفضل للطفل، وأنا أحبذ أن تكون المتابعة من خلال طبيب واحد، لأنه يستطيع أن يراقب ويلاحظ التغيرات التي تطرأ على الطفل، ومن وجهة نظري أن تقوم بتصوير هذه الحركات حين تحدث في المنزل وتصوير مقاطع مختلفة وعرضها على الطبيب ليسهل عليه كثيراً أمر التشخيص.
الحركات اللاإرادية لدى الأطفال كثيرة ومتعددة الأسباب، ونحن لا نستطيع أن نقول أن الجانب النفسي هو المهم في هذه الحالات، إنما الجانب العضوي هو الأهم، نعم هنالك الحركات النمطية الوسواسية المتكررة لدى الأطفال الصغار، وهذه تعتبر عابرة وعارضة، وتختفي، لكن هذا الابن حفظه الله ما دام هذه الحركات استمرت ولم تستجب لعقار ديباكين، هذا يعني أنه من الضروري جداً ملاحظة الطفل ومتابعة حالته لدى الطبيب المختص.
هذا يا أخي هو الأفضل، وأنا بالطبع آمل وأسأل الله أن يشفيه، وأن يعافيه، ومن جانبكم أرجو أن لا تنزعجوا كثيراً، ولكن متابعة الطفل لدى الطبيب مهمة جداً.
أما بالنسبة لصرف انتباهه حين تحدث لديه هذه الحركات الغير إرادية، فهذا لا بأس به، بشرط أن لا يكون بإلحاح أو اجتهاد على الطفل.
أسأل الله له العافية والشفاء، وأن تختفي هذه الحركات اللاإرادية، ويا أخي بفضل من الله تعالى الطب الآن يتقدم تقدماً شديداً ونافعاً وأسأل الله تعالى أن ينتفع أبنك بما يقدم له الطبيب المختص.
وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً وأشكرك مرة أخرى على ثقتك في إسلام ويب.