خطيبي لا يتحدث معي كثيرا فكيف أقوي علاقتي به؟
2012-03-20 09:04:00 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة مخطوبة (العقد تام لكن الزفاف لم يتم بعد), خطيبي لا يتحدث معي كثيرا, فنحن نتواصل عن طريق الانترنت لأنه يسكن في بلد آخر, وطيلة الأسبوع لا نعرف أخبار بعضنا, وعندما قلت له ذلك أخبرني أنه مشغول, لكني لم أقتنع, ألا يستطيع أن يفرغ وقته قليلا لأطمئن عليه؟ ما هي أولويات الرجال؟ وما هو أكثر ما يهمهم في الحياة الزوجية في الغالب؟ هل أنا محقة في إلحاحي أم أتركه على راحته أفضل؟
أرجو منكم الدعاء لنا أن نبني أسرة مسلمة تكون ذخرا للأمة, وإعطائي النصيحة, وأود أن نتفق أنا وهو على تربية الأبناء, وأحببت أن أستفيد من خبرتكم في الأسلوب المناسب لطرح الموضوع, وأريد أسماء كتب فيها احتياجات الأطفال في المراحل المختلفة, وأساليب التنشئة الصحيحة, وأي كتب تنصحونني بقراءتها لأكون زوجة صالحة معينة لزوجها على أمور الدنيا والآخرة بإذن الله تعالى.
عذرا على الإطالة, جزاكم الله عنا خير الجزاء.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ anaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن ولاه.. وبعد:
فإنا نشكر ابنتنا الكريمة على حرصها على الخير، وعلى اهتمامها بالتواصل بزوج المستقبل الذي عقد عليها، ونسأل الله أن يجمع بينهما على الخير، ونشكر لها اهتمامها وحرصها على أن تتثقف ثقافة أسرية تمكنها من حسن القيام بحق زوجها، وحسن الرعاية لأبنائها، ونسأل الله تبارك وتعالى، أن يقر عينيك بصلاحه وصلاح أبنائك، وأن يجعل الصلاح ميراثًا في ذريتكما إلى يوم الدين.
أما ما ذكرت من كون الرجل مشغولاً، ولا يتواصل معك بالدرجة المطلوبة، فإنا ندعوه وندعوك أولاً إلى إكمال المراسم والاهتمام بإتمام مراسم الزواج، أما هذه الفترة فقد يكون له عذر، وأيضًا قد لا يكون من المصلحة التوسع في إثارة الكلام, وهو لا يتمكن من الالتقاء بك أو من القرب منك، لأن هذا قد يجلب له الإتعاب – ولك أيضًا – ويؤثر على عمله، واجعلي همك دائمًا أن تكثري من الدعاء من أجل أن يجمع الله تبارك وتعالى بينك وبينه, إما في بلدك، أو أن تذهبي إليه.
ولا شك أن التواصل، والسؤال عن الحال من الأمور المهمة جدًّا، وكذلك تخطيط للمستقبل, والسؤال عن الأولويات، والاهتمامات عند كل من الطرفين، والتواصل حول هذه القضايا الأساسية من الأمور المهمة جدًّا، ولكن أرجو ألا تنزعجي، لأن الرجال يختلفون في همومهم، ويختلفون أيضًا في درجة الشغل والعمل الذي يقومون به، ويختلفون كذلك في طبائعهم، فمثل هذا التواصل قد يكون مكلفًا من الناحية المادية، قد يكون كذلك مؤثرًا من نواحي أخرى، فإن الإنسان يهيج عواطف كامنة, ويحركها ولا يجد لها بعد ذلك مخرجًا، أو لا يجد لها بعد ذلك حلا.
وأنا أسعدني جدًّا هذه الطريقة التي تفكرين بها، وأتمنى أن توصي زوجك بأن يفكر بنفس الطريقة، بأن يسأل عن السبل الصحيحة للتواصل مع أهله، وأن يتعلم ما يحقق السعادة مع أسرته، ويتعلم كذلك ما يؤهله لتربية أبنائه في المستقبل تربية صالحة يُسر بها رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - ليفاخر بنا الأمم يوم القيامة، وإنما يفاخر ويُكاثر بالمصلين الموحدين عليه صلوات الله وسلامه.
ونحن نتمنى أن يتواصل معك, وأن يهتم بك, وألا يكون عندك كذلك إلحاح، لأن هذا ربما يضايقه إذا لم يكن متمكنًا, أو لا يستطيع أن يتواصل معك.
المهم أن تبقى المشاعر النبيلة، وقد أحسنتم -ولله الحمد- الاختيار, وحصل التوافق, وحصل الميل, وحصل الرضى والقبول، وهذه هي الأمور الأساسية، ونسأل الله تعالى أن يجمع بينكما على الخير.
أما ما سألت من الكتب المخصصة للحياة الزوجية، فإن المؤلفات في هذا الباب كثيرة وكثيرة جدًّا، ولكننا ننصحك بقراءة للكتّاب المعروفين بالدين والصلاح والتقوى، ولا شك أن الكتب المشهورة في عالم التربية مثل (تربية الأولاد في الإسلام) لعبد الله ناصح علوان - رحمة الله عليه – وكذلك (التربية النبوية) لمحمد نور سويد، وكذلك الكتب التي تتعلق بالحياة الزوجية وبهذا الرباط الأسري، وهناك كتب متميزة في هذا الباب ولله الحمد تزخر بها وتمتلئ بها المكتبات.
ونحن نفضل أيضًا أن تشغلي نفسك بالدخول إلى مراكز العلم والدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وتجتهدي في التواصل مع الداعيات وتشغلي نفسك بحفظ القرآن, وبالتوجه إلى مالك الأكوان سبحانه وتعالى، فإن الإنسان إذا لم يشغل نفسه بالخير شغلته نفسه بالباطل، وشغلته بالأمور التي لا تفيد.
وأنا أعجبني جدًّا – وأشكرك على هذه المشاعر - هذا الحرص في أن تكوني زوجة صالحة معينة لزوجها على أمور الدين والدنيا، فإن الزوجين كلٌ منهما ينبغي أن يحمل هذه المشاعر, فيعين زوجته على الخير وتعين زوجها على الخير، ويكون التواصي بالحق وبالصبر، والله تبارك وتعالى يقول: {وأصلحنا له زوجه} ماذا كانوا يفعلون؟ {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبًا ورهبًا وكانوا لنا خاشعين}.
ولا شك أننا سعداء بتواصلك مع هذا الموقع الذي سيوفر لك محتوى كبير فيما يتعلق بالعلاقات الزوجية, ومحتوى كبير فيما يتعلق بتربية الأبناء, من خلال تقليب الاستشارات والنظر فيها، والتعرف على مواطن الخير والأمور الأساسية التي ينبغي أن تتعلميها، ويمكنك أيضًا أن تدخلي إلى جانب الفتاوى وتعرفي الأحكام الشرعية، وهذه أمور من الأهمية بمكان.
هناك طبعًا أيضًا توجد أشرطة مفيدة جدًّا للدكتور (حاتم آدم) وهو يتناول الصحة النفسية بالنسبة للطفل من صفر إلى ست سنوات، ثم من ستة سنوات إلى اثني عشر سنة، ثم مرحلة المراهقة، وكذلك مؤلفات الأستاذ ياسر نصر، وكذلك الإصدار المميز للشيخ محمد إسماعيل المقدم (الأمية التربوية) ونحن نفضل هذه الإصدارات التربوية الأسرية التي يتكلم فيها المشايخ، لأنها أسهل في الفهم, وأوضح من مجرد القراءة، وإن كانت القراءة أيضًا مفيدة، وهؤلاء الكتَّاب أيضًا لهم مؤلفات في هذا الاتجاه.
ننصحك كذلك بالاهتمام بكل ما صدر عن العلماء, وعن المشايخ فيما يتعلق بالأسرة المسلمة, كالقراءة للشيخ جاسم المطوع, والقراءة للثويني في الكويت، والقراءة كذلك للشيخ سلمان بن فهد العودة، والقراءة لجملة من العلماء الذين ألفوا في مثل هذه الأمور التي تتعلق بالأسرة, كالدكتور الموفق الشيخ عبد الكريم بكار، كتاباته مفيدة وعميقة جدًّا فيما يتعلق بالأسرة، وفيما يتعلق بالتربية.
وكذلك أيضًا ينبغي أن تهتمي بالتواصل مع المراكز العلمية التي يدرس فيها القرآن, وتدرس فيها العلوم الشرعية، لأن الأم المثقفة من الناحية الشرعية تستطيع أن تربي أبناءها على الخير, وتعين أبنائها على كل ما يرضي الله تبارك وتعالى.
ونسأل الله أن يجمع بينك وبين زوجك على الخير، وأن يصلح لنا ولك النية والذرية، وأن يلهمنا جميعًا السداد والرشاد.