أحببت فتاة ولا أستطيع أتزوجها حالياً...ما نصيحتكم؟

2012-04-02 06:44:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب من الجزائر، بعمر 18 سنة، والحمد لله تغيرت كثيراً في هذه المدة الأخيرة، واستقمت على الدين -بفضل الله وإعانته- مع هذا توجد امرأة أحبها حباً عفيفاً، والله لا أبغي من ورائه شيئاً من الحرام، بل أريدها للزواج بها.

لهذا فإني أحرص عليها في دينها ومحاولة تحبيبها أكثر في الإسلام، ومساعدتها في دراستها ما استطعت، فهي تمثل المرأة التي أريد الزواج بها، فأرى أننا متشابهان كثيراً، وأدرس معها منذ كنت صغيرا أي لأكثر من 10 سنوات.

لهذا تعلقت بها كثيرا، وخاصة أن معظم أصدقائي لم يكونوا جيدين معي، ورأيت منهم العجائب، ولا أقول إنها ساعدتني في تخطي المصائب، فهذا بفضل الله سبحانه و تعالى الذي أشكره وأحمده على النعم العظيمة التي أنعمني بها.

من جهة أخرى -سبحان الله- في بعض الأحيان يأتيني في فكري أن الله يأمرني بأشياء، فمنذ أيام سابقة جاءتني فكرة كأن الله يقول لي أتركها واختار بين حبي وحبها، فأنا سأبتعد منها رغم الحب الذي أكنه لها؛ لأن الله أولى وأجدر بمحبتي، لكن فراقها صعب، أفكر فيها كثيرا، حزين قليلا، فهل هذا يعني أني اخترت حبها؟ وهل هذه الصعوبة والتردد من ضعف الإيمان وعدم الرضا والصبر بهذا الابتلاء؟ وهل ترونه شيئا سهلا أم ضعف إيماني يصعبه؟

خاصة أني كنت أعاملها وأريدها كزوجة لي -ولو كنت أكبر بقليل لخطبتها على الأقل-
أفيدوني ماذا أفعل معها؟ لا أريد أن أكسر قلبها فتصبح مثل معظم فتيات جيلنا ماديين.

الأمر الثاني: أنا في المستقبل -إن شاء الله- لا أتخيل نفسي أتزوج امرأة لا أعرف كيف تفكر وشخصيتها، يعني علي التكلم معها لمدة، وأنا أريد -إن شاء الله- أن أتزوج تلك المرأة.

أرجوكم إجابة مفصلة قليلا، وجزاكم الله خيراً، وعذراً على انعدام الفصاحة لدي، وأرجو أني أوصلت مرادي.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أهلاً بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب ونسأل الله أن يبارك لك وأن ييسر أمرك وأن يحفظك من كل مكروه.

أخي الحبيب إن مسألة الحب العفيف والطاهر الذي تتحدث عنه أمر لا نخالفك في ظاهر نيتك وما تبدى لك منها، ولكن أخي الحبيب الأمور لا تقاس بالنوايا الحسنة حتى يعرض الأمر على الشرع والدين، ولا يخفاك أن مثل تلك العلاقات لها مخرج شرعي واحد وهو الشروع في الزواج عند القدرة عليه، ومن خلال رسالتك يبدو أن الوقت غير مناسب لك، ولا تمتلك القدرة الفاعلة على الزواج، وهنا لا يحل شرعا ولا عقلا تمنيك ما لا تقدر وشغل عاطفتك بما لا تستطيع أن تلبي رغبتها في الحلال، والأولى ساعتها أخي الحبيب شغل طاقتك بما يصلحك كالدراسة التي أنت فيها. أو العمل الذي تعمله، وإنما نقول لك ذلك ونحن ندرك أن الأمر قد يكون صعبا عليك، لكن يدفعنا إلى ذلك المآل الخطير:
فمن خلال التجارب أخي الحبيب تبين أن من كان هذا حاله إذا لم يحجم عاطفته مع عدم قدرته عل تلبية رغبته يعرض دراسته وعمله للفشل وربما ينتقل من حالة جيدة إلي حالة يصعب علاجها.

ثانياً: يبدو من حديثك أنك تجد صعوبة في فراقها ونحن نتفهم ذلك ولا نقول أبدا أن الأمر يسير، لكننا على ثقة أنه ليس مستحيل، ولكن عليك بعدة أمور:

1- استحضار النية وجعل الأمر لله، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، وإن اقدامك على مرضاة الله عز وجل بترك هذا الأمر يجلب عليك معونة الله عز وجل وهي تكفيك إن شاء الله.

2- الإيمان التام بأن الأمور تسير بقدر الله فلو كان في علمه سبحانه الله تعالى أن هذه الفتاة زوجتك فسيكون لا محالة ولو كانت الأخرى فلو شغلت نفسك العمر كله وكان وراءك اهل الأرض أجمعين لن يكون، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لا بن عباس: يا غلام إني أعلمك كلمات....... واعلم أن الأمة لو اجتمعت عَلَى أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللَّه لك، وإن اجتمعوا عَلَى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه اللَّه عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف، فالامر مقدر ومكتوب، والإيمان بذلك يقويك على طاعة ربك.

3- الاجتهاد في الابتعاد عن أوقات الفراغ فإن سلاح الشيطان النافذ هو استغلال الفراغ بتذكيرك بها وشغلك عن واجبك بما يضر ولا ينفع.

4- التنبه إلي خطوات الشياطين ، فالله عز وجل قال : "لا تتبعوا خطوات الشيطان" ومن خطواته استغلال نقاط ضعفك، ومن ذلك إحالتك على أمر غيبي ككسر قلبها أو انحرافها أو ضياعها أو عدم وجود مثيلاتها، وهذه من حيل الشيطان فانتبه بارك الله فيك.

5- أنك بهذا الصنيع تطيع الله عز وجل، ومع ذلك لم تخدع هذه الفتاة، أما الاستمرار مع عدم القدرة فهذا خداع لها وتشويه لسمعتها، وقد تضر من جراء ذلك أضعاف ما يوقعه الشيطان في روعك لو تركتها.

6- الانخراط في عمل جماعي والتعرف على أصدقاء صالحين يدفعونك إلي تقوية الإيمان؛ فالإيمان يزيد بالطاعة ويقل بالمعصية كما لا يخفاك.

أخي الحبيب احسم الأمر واستعن بالله عز وجل عسى الله أن يقوي عزمك وأن
يوفقك لكل خير.

والله ولي التوفيق.

www.islamweb.net