الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لقد اطلعت على رسالتك بكل تفاصيلها، وأستطيع أن أقول لك أن الجانب النفسي لا يمكن تجاهله في مثل العلة التي تشتكي منها، فهنالك حالات كثيرة تُعرض علينا خاصة من الأخوة أطباء الأنف والأذن والحنجرة، والأسباب أو التفسيرات النفسية لا يعني أبدًا أن الشخص مصاب باكتئاب أو بعلة رئيسية، هنالك تشخيص نفسي يسمى بالتجسيد، أي أن الأعراض الجسدية تكون موجودة دون وجود أي مرض عضوي، وهذه ربطت بما يسمى بالقلق المقنع أو الاكتئاب المقنع، وهذه مجرد تفسيرات لا نعرف مدى صحتها.
المهم الطب النفسي يمكن أن يساهم كثيرًا في مساعدتك، ومن أهم الأشياء التي يجب أن تتبعها هو أن لا تتردد كثيرًا على الأطباء، هذه حقيقة مهمة جدًّا، ما دمت قد قمت بالإجراءات الفحصية الدقيقة والسليمة لدى عدة أطباء فأعتقد أنه يجب أن تقتنع أن علتك ليس بالخطورة، وأن التجاهل وسيلة من وسائل العلاج.
بالنسبة لعقار (فاليوم) هو لا بأس به ولكن حقيقة لا أرى أنه علاج يمكن أن يستعمل على المدى الطويل، وذلك نسبة لقابليته لتسبيب الإدمان، كما أن الفاليوم عادة يعالج العرض ولا يعالج المرض، لكن هناك أدوية بديلة: هنالك دواء يعرف باسم (دوجماتيل) واسمه العلمي هو (سلبرايد)، أرى أنه سيكون مفيدًا لك إذا تناولته مع جرعة صغيرة من السبرالكس.
جرعة الدوجماتيل المطلوبة هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً، تتناوله لمدة ستة أشهر، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجرامًا مساءً لمدة ستة أشهر أخرى. هذا دواء فاعل جدًّا الحالات النفسوجسدية.
أما بالنسبة (للسبرالكس) والذي أنت ملم بمعلومات عنه فأقول لك أنه سوف يساعد أيضًا، لكنك تحتاج له في جرعة صغيرة جدًّا، وهي خمسة مليجرام يوميًا، تتناولها لمدة أربعة أشهر.
السبرالكس لا يأتي في شكل خمسة مليجرام، أي لا توجد عبوة بهذا المقاس، أصغر عبوة هي عشرة مليجرام، لذا أقول لك تناول نصف حبة من السبرالكس – أي خمسة مليجرام – تناولها يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعل نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول (السبرالكس) واستمر في تناول (السلبرايد) بنفس الطريقة التي ذكرتها لك.
لا يوجد تعارض في تناول (السبرالكس) مع (الفاليوم)، لكن حقيقة تحفظاتي حول الفالوم واضحة جدًّا، وأعتقد أنك لو التزمت بالسلبرايد فإنك لن تحتاج للفاليوم.
(السبرالكس) لا يتعارض أبدًا مع الأدية المضادة للحموضة أو المضادات الحيوية أو أدوية السعال، أو أدوية الضغط أو السكر، وهو دواء متميز جدًّا من حيث النقاوة والسلامة.
أعراض الدوخة والآلام بالرأس: السلبرايد سوف يساعدك فيها كثيرًا، وأعتقد أن أعراض الجهاز الهضمي أيضًا قد يكون القلق عاملاً أساسيًا فيها، وتناولك للعلاجات التي ذكرناها سوف تفيدك. كما أني أريدك أيضًا أن تمارس الرياضة، أي نوع ممكن من الرياضة كرياضة المشي أو الجري الخفيف، هذه كلها مفيدة جدًّا في علاج الحالات النفسوجسدية.
لا بد أن تصرف انتباهك عن هذه الأعراض، وذلك من خلال الانخراط في أنشطة مختلفة، الحياة مزدحمة جدًّا الآن، والواجبات كثيرة جدًّ وهي أكثر من الأوقات، فكن مفلحًا في توزيع وقتك، وهذا في حد ذاته يجعلك تشعر بالرضى ويصرف انتباهك عن القلق والتوتر، ويصرف عنك أعراض التجسيد هذه إن شاء الله تعالى.
تمارين الاسترخاء دائمًا نعتبرها جيدة ومفيدة، فأرجو أيضًا أن تتدرب عليها: (
2136015 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.