تورطت بمشروع هاتفي، وأصحاب الحقوق يطالبونني بحقهم، فما العمل؟
2012-04-23 08:47:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
لقد فتحت مشروعا .. عبارة عن مشروع هاتفي كخدعة، لأحرر نفسي من البطالة، ومذلة السؤال؛ وذلك بالاقتراض من البنوك، إلا أن هذا المشروع باء بالفشل، بسبب العروض المقدمة من طرف شركات الاتصال في الجوال، إلا أني استفدت من المشروع، ولم أترك نفسي بعيدة عن الملاحقات القضائية من طرف المقرضين ومصلحة الضرائب.
للإشارة فأنا حديثة عهد بالأمومة، فطفلتي تبلغ من العمر ستة أشهر، وزوجي تخلى عني بعد هذا الفشل لأصارع الأمواج وحدي.
بالله عليكم أرشدوني قبل أن يجن جنوني، فلست قادرة على مفارقة ابنتي التي لا ذنب لها سوى أن أمها فكرت في العيش بكرامة.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hanaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بابنتنا الفاضلة في موقعها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرها، وأن يلهمها السداد والرشاد، وأن يجعل لها من كل همٍّ فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونقول لابنتنا الفاضلة: عليك أن تطرقي باب الله تبارك وتعالى، فتوجهي إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء، فإن الله تبارك وتعالى يستجيب دعاء من دعاه، فهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه.
فاحرصي على أن تطيعي الله تبارك وتعالى، وأكثري من السجود له والخضوع والتوجه إليه سبحانه وتعالى، وعليك بسؤال الله تبارك وتعالى أن يكفيك من غلبة الدين وقهر الرجال، كما هو توجيه النبي - صلى الله عليه وسلم - لذلك الصحابي المهموم، فإن الذي يزيل الهموم والغموم هو الله تبارك وتعالى.
ونسأله تبارك وتعالى أن يسخر لك من عباد الله الأتقياء الفضلاء من يقف إلى جوارك، ويكون عونًا لك، وأن يحفظ هذه الذرية الصغيرة، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أما بالنسبة للزوج فحقيقة أساءنا بُعده عنك في هذا الوضع الذي تظهر فيه معادن الناس، ونسأل الله أن يرده إلى الصواب من أجل أن يقف معك حتى تتجاوزي هذه العاصفة، وحتى تخرجي من هذا المأزق الذي أنت فيه، والإنسان يعذر في مثل هذه المواطن، وأرجو أن تجدي من الفضلاء من أهل الخير من - أهلنا في المغرب - من يستطيع أن يقدم لك مساعدة ولو على سبيل القرض، حتى تؤدي ما عليك، ثم بعد ذلك تتفرغين لمستقبل حياتك بأداء هذا الذي عليك من الالتزام.
فالالتزام للمؤسسات ولكثير من الناس الذين قد لا يصبروا، ولو أدرك أهل الإيمان أن مسألة الدين، وإنظار المعسر من فضائل الأعمال، ومن العبادات العظيمة التي غفل عنها الناس في هذا الزمان، فالذي كان يعفو عن الناس ويسامحهم، فإن الله تبارك وتعالى يقول: (نحن أولى بذلك منك، فيغفر الله تبارك وتعالى له) كما جاء عن رسولنا - صلى الله عليه وسلم- يتكلم عن رجل فيمن كان قبلنا، كان من أهل المال وكان يعطي أمواله، وكان يوصي من يجمع الأموال بألا يشددوا على المحتاجين والفقراء، وأن يتجاوزوا عنهم، لكي يتجاوز الله عنه.
وأرجو ألا تضيفي إلى نفسك بالإضافة إلى الدين هموما؛ لأن هذا سيؤثر على صحتك وسيؤثر على ابنتك، ولكن أيضًا ينبغي أن نتخذ الأسباب، وحبذا لو بحثت عن عمل شريف تستطيعين به أن تخرجي دراهم ودنانير ولو قليلة؛ لأن الجهات التي تطلب الدين إذا أدركت أن هناك أمل في السداد فإنها يمكن أن تنتظر، ويمكن أن تصبر عليك.
فالآن نحن نريدك ألا تكوني سلبية، وأن تحاولي بقدر الإمكان أن تفتحي لنفسك آفاقا وفرصا جديدة للعمل، وهذه المرة أرجو ألا تدخلي في مشاريع غير مدروسة ولم تعملي لها دراسة جدوى، ولم تتبين لك المصالح والأشياء التي يمكن أن تتحقق، وحقيقة هذه المسائل التجارية تحتاج إلى معرفة، وتحتاج إلى استشارة، ولكن قدر الله وما شاء فعل، فلا ينفع أن نقول لو فعلنا لو فعلنا، ولكن ينبغي أن نمضي إلى الأمام، لأن - لو - تفتح عمل الشيطان.
فلا تجعلي الهم همين: (هم الدين، وهم الخوف من هذه المطاردات)، والجئي إلى الله تبارك وتعالى، واتخذي من أسباب جمع المال والبحث عنه ما يعينك على هذا العمل، وتواصلي مع المؤسسات الخيرية ومع دور القرآن، وستجدي من الصالحات - إن شاء الله تعالى - من صاحبات المال من تكون عونًا لك على الخروج من هذه الأزمة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد.
ولا يخفى على أمثالك أن هذا موقع للاستشارات، وقد يصعب على هذا الموقع توفير الأموال؛ لأن هناك جهات مختصة، ولكن ندعوك للتواصل مع الجمعيات الخيرية في داخل المغرب وفي خارجها، لعلك تجدي من يقف معك ويساندك في هذه الأزمة، فالأمة ولله الحمد لا يزال فيها خير كثير.
نسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يلهمك السداد والرشاد، ونسأل الله أن يهيأ لك الحياة الكريمة، وأن يحفظك ويحفظ ابنتك الصغيرة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
ونكرر شكرنا لك تواصلك مع هذا الموقع.