أنا قلق .. وعندما يمر عليّ موقف لا أعرف كيف أتصرف؟!

2012-04-04 10:55:06 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

أنا آخذ دواء السيروكسات cr 25 من 15 سنة، والآن لا يوجد منه في الصيدليات، آخذ حاليا سيروكسات 20 حبة يوميا، أنا أعاني من القلق والتوتر الشديدين عندما يمر عليّ موقف لا أعرف كيف أتصرف؟! أخاف من الغد! أخاف أركب السيارة فيصير لي حادث، وتأتيني مثل الأفكار والوساوس أني سأفقد أحدا من أهلي، أو أنه في أي لحظة سيصير لي شيء، طول الوقت غير مطمئن، وأحس بوحدة فظيعة، والدي متوفى، ولدي 3 أخوات وأم وجدتي، كل المسؤولية على عاتقي، ولا يوجد لدي خال ولا عم ولا قريب، لا من بعيد ولا من قريب، وسوف أتزوج قريبا ولا أعرف كيف أتصرف وأنا بمثل هذه الحالة؟ قلق كثير، وأكبر الموضوع أكثر من اللازم، ويكون تافها، مثلا لو عندي أي مشوار أقول يمكن يصير كذا، يمكن ما تصير كذا، وأقعد أفكر وأتعب، وفي الأخير يصير عاديا، أرجو منكم لو تكرمت النصح والإرشاد، ماذا أفعل في مشكلتي؟

ذهبت لدكاترة كثر، وكل دكتور يكون هدفه مادي فقط واستغلالي، يعطيني أدوية مثل المخدر، لا أستطيع معها الحركة، وأحس أني مثل المسطول!

أنا آسف على سوء التعبير، ولكن أطلب منكم المساعدة لأنكم أنتم بإذن الله الأمل الأخير لي، وأريد أن أعرف هل للدواء تأثير كبير على مستقبلي مثل العقم؟ وما هو أضرار جانبية؟

وشكرا.

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ تركي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: قلق المخاوف هو نوع من القلق النفسي، وليس أكثر من ذلك، وقد يأخذ عدة محاور وأشكال، الخوف من ركوب السيارات يعتبر من المخاوف البسيطة، ولكنه في بعض الأحيان يكون ملازماً لما يسمى بالخوف الاجتماعي.

الوساوس هي جزء أصيل من المخاوف، بعض الناس لديهم ما يعرف بالقلق الوسواسي التوقعي، بمعنى أنه يبني أفكارا مستقبلية قائمة على تفكير سلبي، وعلى خوف ووساوس غير مبررة.

أخي الفاضل: من المهم جدًا أن تحقر هذه الأفكار، وأن لا تجعلها تسيطر عليك، بل على العكس تماماً، اشغل حياتك بأمور أخرى، فالحياة مليئة بالمناشط والواجبات، هنالك نوع من العلاجات السلوكية الجماعية التي نراها فعالة جداً، وتناسب المسلمين مثلاً الحرص على صلاة الجماعة، حضور حلقات التلاوة، مجالس العلم، حضور الجنائز ومشاركة الناس في أفراحهم وأحزانهم، وتلبية الدعوات، الانخراط في الأعمال الخيرية والدعوية والتطوعية، وممارسة الرياضة الجماعية .. هذه كلها إضافات سلوكية عظيمة جداً؛ إذا حرص الإنسان عليها، لاشك أنها سوف تكون وسيلة ممتازة لتأهيله نفسياً.

أخي بالنسبة للعلاج الدوائي؛ إذا كان هنالك صعوبة في الحصول على الزيروكسات فيمكن أن تنتقل إلى تناول الزولفت، والذي يعرف باسم لسترال، واسمه العلمي هو سيرتللين، هو دواء فعال جداً، ولا أقل فعالية عن الزيروكسات، وفي بعض الأحيان يكون أفضل منه، جرعة (20) مليجرام من الزيروكسات تساوي (50) مليجرام من اللسترال، وطريق التغيير من الزيروكسات إلى اللسترال بسيطة جداً، تتوقف عن الزيروكسات اليوم، وتبدأ غداً في تناول اللسترال، أو يمكنك أن تخفض جرعة الزيروكسات إلى نصف حبة يومياً لمدة عشرة أيام، حين تبدأ التخفيف ابدأ بتناول اللسترال بجرعة نصف حبة، ثم حين تتوقف عن الزيروكسات تجعل جرعة اللسترال حبة كاملة، وتستمر عليها لمدة شهر، وبعد ذلك تجعلها حبتين في اليوم، أي ( 100) مليجرام يمكن تناولها كجرعة واحدة في المساء، أو بمعدل حبة صباحا وحبة مساء، وتستمر عليها لمدة أربعة أشهر ثم تخفضها إلى حبة واحدة مساء لمدة ستة أشهر، ثم نصف حبة مساء لمدة شهر آخر ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا يا أخي الكريم بالنسبة لبديل الزيروكسات، أما إن أردت أن تصبر على الزيروكسات فهذا أيضا أمر جيد، ولا فرق بين الزيروكسات (c r) والزيروكسات العادي، فقط الزيروكسات (c r) بطيء الامتصاص، وربما تكون آثار الجانبية والانسحابية أقل.

أخي الفاضل بالنسبة للتواصل مع الأطباء لا شك أن المتابعة الطبية النفسية جيدة جداً، وإن شاء الله تجد من الأطباء ممن هو من أهل للثقة ويخاف الله، ولا يكون هنالك نوع من الابتزاز، وإن لم تكن لك الرغبة في الذهاب إليهم وما ذكرناه لك أعتقد أنه سوف يكون كافياً، بشرط أن تسعى سعياً لتغيير نمط حياتك، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك، وفي مواقفك، وأن تأخذ المبادرات، وأن تصر أن تكون نافعاً لنفسك ولغيرك.

بالنسبة للدواء؛ أؤكد لك أنه سليم، أي كليهما الزيروكسات أو اللسترال، وليس لهما علاقة أبداً بالعقم، هذه الأدوية فقط ربما تؤدي إلى زيادة في الوزن لدى بعض الناس، وهذا يمكن التغلب عليه من خلال التحكم في الأكل، كما أنها قد تؤدي إلى عسر بسيط في الهضم في بداية العلاج، وهذا يتلاشى من خلال تناول الدواء بعد الأكل، وهذه الأدوية ربما تؤدي إلى تأخر في القذف المنوي لدى بعض الرجال، لكنها قطعاً لا تؤثر على هرمون الذكورة، أو القدرة على الإنجاب لدى الرجل، وكذلك المرأة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

www.islamweb.net