فقدت أخي المقرب مما أثر على نفسيتي، أرجوكم ساعدوني.
2012-04-07 14:04:13 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا أعرف من أين أبدأ كلامي، أنا متعبه جدا، أنا عمري 22 مررت بظروف صعبة وضغوطات عديدة وأهمها موت أخي -رحمه الله-، كان بالنسبة لي مثلي الأعلى في الحياة فجاءه وبلا مقدمات توفي -رحمه الله-، تقبلت ذلك بنفس راضية والحمد الله، بعد وفاته صار علي ضغط كبير أمي مرضت وزوجة أخي كانت تطلب مني أتي إليها كل فترة لكي نواسي بعض، هذا الشيء كان يسعدني ومرت الأيام والشهور على هذا الحال إلى أن صرت أشعر بأننا أصبحنا نبتعد عن بعضنا بسبب مشاغل الحياة، وهذا الشيء يضايقني.
أنا أصبحت نفسيتي جدا سيئة وعصبية، إذا سمعت شيء محزن أو مفرح أبكي مباشرة، وقبل هذا لم أكن كذلك، أشعر بحزن وهذا الحزن ما له مبرر وكل ما أحاول أسعد نفسي أفشل وأعود لحالتي.
أرجوكم ساعدوني، أشعر الحياة ما لها أي طعم، أتنمى أن أموت وأرتاح، أستغفرك يا رب وأتوب إليك.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك أختنا الفاضلة في موقعك إسلام ويب وكم نحن سعداء بتواصلك معنا ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يبارك في عمرك وأن يسعدك في الدارين .
-أختنا الفاضلة- لقد تفهمنا تماما معاناتك وإنا لنسأل الله أن يرحم أخاك وأن يشفي مرضاك وأن يبارك في عمرك.
-أختنا الفاضلة- يقول الله عز وجل : "ألم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون" لا شك أن الحياة فيها من الهم والغم والبلاء ما فيها، وأكثر الناس طاعة لله وقربا لهم أكثرهم بلاء وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ سَعْدِ بْنِ أّبِي وّقَّاصٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً؟ قَالَ: "الْأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ"، قال أهل العلم البلاء المحنة والمصيبة التي تقع على المرء وأشد الناس بلاء هم الأنبياء لأنهم يتلذذون بالبلاء كما يتلذذ أهل النعيم بنعيمهم ثم يأتي من يليهم في الرتبة والشرف والفضل، وهذا يهون عليك البلاء لأن أجره مدخر لك عند الله عز وجل .
ثانيا: كل أمر المسلم خيرا له كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خير له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن"، فكل ما أصابك من فرح أو ترح أو مصيبة أو حزن أنت ما كنت محتسبة الأجر فهو لك ولا يضرك ما آتاك بعد ذلك.
ثالثا: كذلك فإن ذكرك من هم أشد منك بلاء يهون عليك ما أنت فيه، ولعلك تري بأم عينك ما يحدث لفتيات في مثل عمرك في بعض بلداننا العربية من تقتيل لأهليهم وذبح لإخوانهم وبلاء لا يعلمه إلا الله نسأل الله أن يفرج عنهم، وأنت والحمد الله في بلد ينعم أهلها بالأمن نسأل الله أن يمن على كل بلاد المسلمين بالأمن والأمان والسلامة والإسلام، فتذكرك -أيتها الفاضلة- بالمصاب الأكبر ييسر المصاب الأصغر ولك في نبي الله أيوب أسوة حسنة فقد روى ابن حبان والإمام أحمد في مسنده قصة أيوب على لسان الرسول عليه الصلاة والسلام، فقال: (لبث أيوب في بلائه ثمانية عشر عاماً، فرفضه القريب والبعيد غير أخوين له، وذات يوم كانا يجلسان عنده، فلما قاما وهما بالانصراف قال أحدهما للآخر: تعلم أن أيوب أصاب ذنباً عظيماً؟ قال: ولم؟ قال: لأن الله ابتلاه منذ ثمانية عشر عاماً ما رفع عنه، قال -صلى الله عليه وسلم- : فلم يتمالك هذا الرجل الآخر إلا أن رجع إلى أيوب عليه السلام، فرجع إليه وقال له: إن أخي يقول: إنك ارتكبت ذنباً عظيماً، وإلا فلماذا لم يرفع عنك الله البلاء حتى الآن؟ فقال أيوب عليه السلام: أنا لا أعرف شيئاً من ذلك، غير أني كنت إذا سمعت الرجل يحلف، فأخاف أن يحنث فأرجع إلى بيتي فأكفر عنه) .
إن سعادتك لا تكون إلا في تعلق قلبك بالله عز وجل، ننصحك -أيتها الفاضلة- أن تقبلي عليه خاصة في صلاة الليل وستجدي ضالتك في تلك الركعات إن شاء الله لاسيما إذا صاحبها الدعاء والتذلل إلي الله والتضرع فإن الله حيي كريم يستحي أن يرفع عبده يده إليه ويردهما خائبتين.
نسأل الله أن يبارك في عمرك وأن يسرك بإتباعك لدينك وأن يصرف عنك كل مكروه والله ولي التوفيق.