إعجاب المدرسين بذكاء صديقتي أفقدني الثقة بنفسي، فما الحل؟

2012-04-10 07:24:59 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم

أنا طالبة في أول ثانوي -الحمد لله- أنا من المتفوقين في دراستي، لكن هذه الأيام أواجه مشكلة تكاد تدمر مستقبلي تماما، ولا أعرف ما هو حلها؟ أنا هذه الأيام أحس أن مستوى دراستي وتحصيلي قد قل، ولم يعد كما كنت لقد كنت من أكثر الناس تفوقا، وأصبحت أكره المذاكرة، وأنا أمل سريعا من المذاكرة، مع العلم أنني طموحة جدا، وأريد أن أكون عالمة فيزياء، علما أني أحفظ القرآن كاملا، ومتدينة.

هذه الأيام حصلت على صديقة جديدة من أروع الناس، ووفية لي وتحبني بقدر غير معقول، لكنها أيضا من المتفوقين، وأصبحت هذه الأيام أكثر مني تفوقا، وأحس أنها تسرق مني كل شيء، فهي لم تتعلم التفوق إلا مني فلقد كانت مستهترة ولا تبالي فكل شيء جميل، أو مبتكر للمذاكرة أفعله تقلده، وكلمات مدح المدرسين لها، والإعجاب بها تحرق قلبي، أحس أنها أفقدتني الثقة في نفسي، لا أعرف ماذا أفعل؟

وهناك مشكلة أخرى أنا لست في نفس مستواها في الرياضيات، هل أنا غبية؟ ولكني أحس أني ذكية، فأنا لا أفكر مثل أبناء جيلي، ولكني أتعمق، وأسأل كثيرا أساتذتي، وأحب الاستزادة دائما من المعرفة، أريد أن تجدوا لي حلا سريعا، فأنا أكاد أتحطم، وقلبي يتمزق.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال، وبارك الله فيك وفي إمكانياتك، حافظة لكتاب الله، وراغبة بأن تكوني عالمة فيزياء.

ليس نادرا أن يشعر الإنسان الذي في مثل حالك بما تشعرين به الآن، فأنتِ ترين صديقتك تتفوق، وتجذب الأضواء.

ولكن ما العيب في أن تكون صديقتك من المتفوقات، فالتفوق متيسّر لك ولها، ونجاحها لا يأخذ من نجاحك، وكما أن نجاحك لا يأخذ من نجاحها، وتقدمها في الرياضيات لا يشير لعجز عندك، كما أن تقدمك في الفيزياء لا يشير لعجز عندها، والحياة والأرض تتسع لك ولها، وخاصة أن بينكما المحبة والتقدير.

وإذا كانت مستهترة ولا تبالي، فربما الفضل لك من خلال القدوة الحسنة لها، أنها تعلمت منك، وأصبحت أكثر جدية واهتماما بدراستها، وأصبحت تبالي، أي أنها تريد أن تصبح مثلك، فياله من فضل لك، ولاشك أنها تقرّ في أعماقها بتأثيرك الإيجابي عليها، فالله سيجزيك على هذا خير الجزاء.

(ونرجو أن تركزي على أن نجاح هذه الأخت هو جزء من نجاحك أنت، فأنت فعلا هي من بنى نجاح هذه الأخت بالقدوة الحسنة فيك، وعليه فلا يسوغ للإنسان أن يحسد نفسه ونجاحه.

ووجود الغيرة أمر طبعي في البشر، لكن النجاح الحقيقي والذي هو من صفة العظماء هو استثمارهم لهذه الغيرة، في إذكاء القوة التنافسية في التقدم نحو المجد والمعالي، وتحقيق أرفع الدرجات والمناصب، فلولا التسابق ما وصلت الخيل إلى نهاية المضمار في زمن قياسي).

وعلى فكرة، كل إنسان، مهما كان ناجحا ومتفوقا، يمكن أن يشعر بين الحين والآخر ببعض التراجع، وضعف الهمة على العمل، ولكن ما هي إلا فترة عابرة، ومن ثم يعود لنشاطه المعتاد، وربما أفضل من السابق.

فهيا يا صغيرتي، شدّي الهمة، كما كنتِ دوما، "والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا".

والله تعالى لاشك موفقك، ولن يضيع أعمالك، -وإن شاء الله- نسمع أخبار نجاحاتك.

www.islamweb.net