خوف واضطرابات بالجهاز الهضمي عند الخروج من المنزل.. فما الحل؟

2012-04-10 19:20:15 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي محرجة قليلا، ولكنها تتعبني وتنغص علي حياتي، ولا أدري ما أسبابها، هل هي نفسية؟ أم عضوية؟

المشكلة بالمختصر عند خروجي من البيت أو عند نية الخروج، تنتابني حالة اضطراب، وقلق، وأشعر أني أريد الذهاب لدورة المياه، وعند الخروج من البيت تزداد الحالة، وأدخل الحمام، ما بين مرتين إلى 3 مرات، ويكون معي مثل الإسهال -أكرمكم الله-، وأظل في توتر إلى أن أرجع إلى البيت، ويزداد الاضطراب عندما أكون في أماكن بعيدة عن دورات المياة كسفر، أو طلعة بر، أو سوق، أو مكان مزدحم وحتى عند الوقوف عند إشارات المرور.

لقد تعبت نفسيتي، وأريد حلا لهذه المشكلة، مع أني حاولت أكثر من مرة أخرج فيها من المنزل ألا أفكر بهذا الموضوع، ولكني أفشل!!

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل البيشي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشكلتك ليست محرجة أبداً هي ظاهرة نشاهدها لدى الكثير من الناس، وهي ليست عضوية بالطبع، إنما هي نفسية سلوكية بسيطة، والذي تعاني منه هو القلق، والرهاب الاجتماعي البسيط، ومعه أيضا رهاب الساح، ونقصد بها الإنسان حين يخرج من المنزل يحس بشيء من الرهبة وحين يرجع إلى المنزل يحس الأمان والاستقرار النفسي.

حالة القلق التي تظهر عليك مصحوبة بأعراض عضوية مثل كثرة التردد على الحمام، وهذا الأمر ناتج من انقباضات تحدث في الجهاز الهضمي؛ لأن التوتر النفسي يؤدي إلى توتر بعض عضلات الجسم، وأهمها عضلات الرأس والصدر والأمعاء، وكذلك الظهر فإذن الحالة مفسرة معروفة، وهي بسيطة.

الذي أريده منك هو أولاً أن تحقري هذا الخوف، وتقومي بإعادة النظر وجرد لحياتك، وتكوني ساعية لأن تضعي الأمور في نصاب المنطق، وسوف تصلين إلى نتيجة إيجابية جداً، وهو أن الذي يشغلك، وتتخوفين منه أصلاً هو أمر بسيط.

قومي بمقارنات ما يبينك وما بين الآخرين: الناس تخرج، والناس تسافر لمسافات بعيدة دون أي مشكلة، أو صعوبة نفسية، فلماذا أنت وأنت ذكرت أنك تقومين بمحاولات كثيرة بالخروج من المنزل، فأرجو أن تكرري هذه المحاولات أخرجي برفقة أحد من محارمك مثلاً بقصد العلاج، أقصدي أن تخرجي من المنزل، ويمكن لهذا الأخ أو الأخت الذي برفقتك الرجوع إلى المنزل، وتركك لوحدك في المكان الذي أنت فيه، ثم بعد ذلك تعودين لوحدك، وهذا تمرين بسيط جداً يتطلب التكرار حتى تستفيدين منه.

بالنسبة لموضوع الإسهال وكثرة التقلصات في الجهاز الهضمي عند الخروج، هذه إذا تم تجاهلها أيضا سوف تجدين أنك قد حدث لك نوع من التطبع والتواؤم، ولن تحسي بهذه الحاجة .

تمرين أخرى مهم جداً، وهو أن تطبقي تمارين الاسترخاء هذه التمارين ذات فائدة كبيرة جداً لعلاج مثل هذا النوع من القلق الرهابي التوتري.

ولمعرفة كيفية تطبيقها يمكنك مطالعة الاستشارة التالية: 2136015.

من المهم جدًا أن تنخرطي في أنشطة اجتماعية تجعلك تتفاعلين أكثر مع الناس، ومن أهم هذه الأشياء من وجهة نظري هو حضور المحاضرات الثقافية والدينية والانضمام إلى مراكز التحفيظ، وهي الحمد لله كثيرة جداً في المملكة العربية السعودية من خلال هذا النوع من التفاعل الاجتماعي الإيجابي سوف تظهر نفسك، وتتوجه اتجاهات إيجابية جداً دون خوف أو رهبة.

الجزء الأخير في العلاج هو تناول أحد الأدوية المعروفة بسلامتها وجودتها وفعاليتها، وعدم إدمانيتها، وتزيل منك إن شاء الله هذا النوع من القلق، والرهاب البسيط، والدواء يعرف باسم زيروكسات، واسمه العلمي هو باروكستين، والجرعة المطلوبة هي نصف حبة أي (10) مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام ثم بعد ذلك اجعليها حبة كاملة يومياً، واستمري عليها لمدة خمسة أشهر ثم أنقصيها إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وأؤكد لك أن مشكلتك بسيطة جداً بتطبيقك لما ذكرته لك من إرشاد بسيط، ومن خلال الثقة في مقدراتك، وتحقير فكرة القلق، والخوف، وتناول الدواء الذي وصفته لك إن شاء الله تعالى تكتمل الصحة النفسية.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net