الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمن وصف حالتك تدل على أنك تعاني من حالة بسيطة، مما يسمى بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، والمشكلة في هذا النوع من الخوف والقلق الاجتماعي أن الأعراض تتضخم وتتجسد وتتجسم جدًّا في نظر صاحبها، مثلاً الحركات اللاإرادية في الخدين، لا أعتقد أنها موجودة – مع احترامي الشديد جدًّا لما أوردته – هذه مجرد انقباضات عضلية بسيطة، وهذا الشد العضلي ناتج من القلق والتوتر.
الكثير من الأخوة والأخوات الذين يعانون من الخوف الاجتماعي يتخيلون أو يتصورون أن الآخرين يراقبونهم، وأنهم سيكونون موضوع نقاش، واستهزاء واستخفاف من جانب الآخرين. هذا الكلام ليس صحيحًا أبدًا.
التغيرات الفسيولوجية مثل تسارع ضربات القلب، واحمرار الوجه البسيط، وربما رعشة بسيطة، وشيء من التلعثم، هي مشاعر خاصة بالإنسان، وهي لا تظهر أبدًا بنفس الكم والكيف الذي يعتقده صاحبها.
هذا الكلام ضروري جدًّا تفهمه، وهذا من وجهة نظري يمثل أربعين إلى خمسين بالمائة من العلاج.
فأنا أؤكد لك أنه بالفعل لديك مشكلة، لكنها ليست ضخمة، ليست شديدة، وأعراض الارتعاش والتلعثم في الكلام التي تعاني منها ليست بهذه الصورة الضخمة والواضحة التي تتصورها. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: الخوف الاجتماعي دائمًا يعالج من خلال المواجهة، نعم الكلام من فضة والسكوت من ذهب، لكن هذا يُقصد به عفة اللسان، وألا يتطفل الإنسان، وأن يحفظ لسانه بقدر ما يستطيع، لكن لم يُقصد به أبدًا التواصل الاجتماعي والكلام المفيد.
فالذي أرجوه منك هو أن تبدأ بعائلتك، لابد أن يكون لك وجود في داخل المنزل، ليس هنالك ما يحجبك عن ذلك، كن عضوًا فعالاً في البيت، كن عضوًا فعالاً وسط أصدقائك والمجموعات الطلابية، هنالك أنشطة جامعية كثيرة جدًّا، أنشطة اجتماعية ثقافية، لابد أن تنخرط فيها، فهي تزيد من معرفتك، تقوي من مهاراتك الاجتماعية، وفي ذات الوقت تزيل عنك الخوف والرهبة.
كن حريصًا دائمًا على صلاة الجماعة في المسجد مع المصلين في الصف الأول، هذا نوع من التعرض النفسي الممتاز جدًّا.
ثالثًا: هنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تطبقها بدقة، ويمكنك معرفة كيفية تطبيق هذه التمارين بمطالعة الاستشارة التالية
2136015.
الجزء الأخير في هذا الاسترشاد هو: أن تتناول أحد الأدوية المضادة للخوف الاجتماعي والقلق والتوتر، ومن أفضلها دواء يعرف تجاريًا باسم (زولفت)، واسمه الآخر التجاري هو (لسترال)، واسمه العلمي هو (سيرترالين).
الجرعة المطلوبة في حالتك هي جرعة بسيطة، تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا – أي نصف حبة – تناولها ليلاً لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلها حبة كاملة – أي خمسين مليجرامًا – واستمر عليها يوميًا وبانتظام لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء إن شاء الله من الأدوية المفيدة والفعالة جدًّا.
ومن جانبي أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، وبالله التوفيق والسداد.