هل أعود لدواء الزيروكسات للتخلص من القلق والهلع؟

2012-05-01 23:12:45 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.
عزيزي الفاضل الدكتور محمد عبد العليم.

أنا من أشد المعجبين بإجاباتك وشخصيتك المرنة، وأسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين.

سبق يا دكتور أن استخدمت سيروكسات للقلق العام والهلع، وتحسنت حالتي لمدة 4 شهور وتركته، وانتكست طبعا للأسف بدون استشارة الطبيب، ورجعت للسيروكسات مع الدكتور وتحسنت بنسبة 70 أو 80 في المئة، وقال لي الدكتور: لا بد أن تضيف سيبراليكس، وأضفت سيبراليكس، ولكن للأسف لم أستفد منه لمدة 5 أشهر، وكان القلق هو السائد من هذا الجمع، وتراجعت من 80 في المئة إلى 30 في المئة بسبب الجمع بين الاثنين سيبراليكس 20 وسيروكسات 30 .

وتركتها وانتكست للأسف، والآن ذهبت لطبيب آخر وهو الاستشاري الدكتور ماهر بغدادي، وقال لي: أن أعود للسسيروكسات وحده مجددا، فعدت له، والآن لي 25 يوما أشعر بتحسن 20 في المائة.

سؤالي يا دكتور هل العودة للسيروكسات مفيدة أم أن العلاج لن ينفع بعدما تركته مرتين؟ وهل السيروكسات من الأدوية ذات ظاهرة الإطاقة؟ وكم أصبر على الدواء يا دكتور حتى يتبين مفعوله بالكامل؟

مع العلم أني أشعر بتحسن طفيف.

شكراً، وبارك الله فيكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فيصل العتيبي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإني سعيد جدًّا بثقتك في إسلام ويب وفي شخصي الضعيف، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعًا.

أرجو ألا تتحسر ولا تتأسف أبدًا على الانتكاسة البسيطة التي أصابتك، فهذه طبيعة بعض هذه الحالات النفسية، ويعرف أن الانتكاسات التي قد تأتي غالبًا لا تكون بالحدة والشدة التي أتت بها النوبة الأولى.

قرارك سليم جدًّا في أن تذهب إلى الطبيب وأن ينصحك بتناول الزيروكسات، مع احترامي وتقديري الشديد للطبيب الذي قال لك تناول السبرالكس مع الزيروكسات: لا داعي لمثل هذا المنهج، وإن كنت أعرف أن البعض قد يمارسه، لكن الأفضل دائمًا هو أن يتم تناول دواء واحد وبجرعة صحيحة وللمدة المطلوبة.

الزيروكسات دواء سليم، دواء لا يسبب أو لا تظهر كأحد خصائصه ضعف الفعالية أو ما يمكن أن نسميه بالإطاقة؛ حيث إن بعض الأدوية تتعامل مع الموصلات العصبية على نظام أن الاستجابة دائمًا تكون مع الجرعة الأولى، وفي بعض الأحيان لابد أن ترفع جرعة الدواء حتى تتحسن الاستجابة له.

أطمئنك تمامًا أن الزيروكسات ليس من هذه الأدوية أبدًا، جرعة خمسة وعشرين مليجراما هي جرعة صحيحة، ولا شك في ذلك، والتحسن الطفيف الذي طرأ عليك -إن شاء الله- هو يعتبر انطلاقة إيجابية جدًّا، من وجهة نظري إذا لم تتحسن الأمور بعد شهر بالصورة التي تريدها يفضل أن ترفع جرعة الزيروكسات إلى سبعة وثلاثين ونصف مليجرام في اليوم لمدة شهرين أو ثلاثة، بعدها يمكن أن ترجع إلى جرعة الخمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: لا شك أن استشارة طبيبك مهمة، والمتابعة مع الدكتور ماهر أعتقد أنها سوف تعود عليك بنفع كبير، وفي ذات الوقت نشكرك على سؤالنا لندلي بدلونا فيما يعود عليك بالنفع إن شاء الله تعالى.

كم تصبر على الدواء؟
أنا أرى أن مدة أربعة أسابيع هي أقل مدة قد يؤدي فيها الدواء فعالية صحيحة، ودون أي مبالغة أقول لك أنني شاهدتُ من تحسنت أحوالهم بصورة ممتازة بعد ستة أشهر من التناول المنتظم للدواء، فنحن في الحقيقة أمام طيف زمني متفاوت لنصل إلى الفعالية الحقيقية للدواء، فلا تنزعج، وفي ذات الوقت يجب ألا تفرض على نفسك رقابة لصيقة فيما يخص قياس التحسن.

هذه المقاسات هي مقاسات نسبية، وفي نهاية الأمر أنت حين تحس بنوع من التواؤم، بنوع من الشعور بالأمان والسكينة، هذا في حد ذاته نوع من التحسن، وسوف يأتيك هذا إن شاء الله تعالى.

نصيحة إرشادية مهمة جدًّا وهي: ضرورة الحرص على الآليات العلاجية السلوكية الأخرى، التفكير المعرفي الإيجابي، إدارة الوقت بصورة صحيحة، التطور المهني والاجتماعي، الحرص على الصلوات في وقتها، هذه كلها مدعمات سلوكية أساسية.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك كثيرًا على ثقتك في استشارات إسلام ويب.

www.islamweb.net