أعاني من وسواس بأني سأؤذي أبنائي... فما العلاج؟

2012-05-06 09:22:43 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بدأت معي مشكلة منذ ما يقارب السنتين، حيث أنني تخيلت أنني أتسبب بأذى شديد لأحد أبنائي، ومنذ ذلك الوقت وأنا أشعر بخوف شديد من الجلوس معهم، ثم تطورت الحالة من الخوف على أبنائي إلى الخوف من أن أقوم بإيذاء نفسي، حيث أنني أصبحت أخاف أن أقذف بنفسي أمام السيارات أو أن أقذف بنفسي من مكان مرتفع!

ذهبت إلى طبيب نفسي فقال لي إن ما معك هو وسواس قهري، وصرف لي علاج الفافرين 100 ولكن بعد أن استخدمته لمدة شهرين لاحظت أنني غير مستفيد منه، فذهبت إلى طبيب أعصاب وصرف لي 3 أدوية، وهي سيتابرام40 وانافرانيل75 وسوليان100 حيث أنني استخدمت هذه العلاجات لمدة 4 أشهر، ولكني لم أشعر بالتحسن المطلوب، أحاول جاهداً أن أستخدم العلاج السلوكي المعرفي بالإضافة إلى الأدوية إلا أنني لا زلت أعاني وبشدة من حالة القلق والرعب الشديد من أن تصبح هذه التخيلات واقعية.

علماً بأنني مواظب على الأذكار الصباحية، وأعلم أن عين الله ترعاني، بالإضافة إلى استخدامي لكلمات إيجابية مع نفسي، مثل: إن الله وهبني هذه الحياة ولا بد أن أستمتع بها بما يرضي الله، ولكنني للأسف الشديد لا زلت أعاني من قلق توقعي كلما خطرت ببالي هذه الأفكار أو عندما تخطر ببالي كلمة ماذا لو....؟! علماً أنني حالياً قد أوقفت جميع الأدوية منذ أسبوع تقريباً.

أرجو مساعدتي على إيجاد الحل الأمثل والمناسب لمشكلتي، ولكم جزيل الشكر.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
بالفعل الذي تعاني منه هو وساوس قهرية فكرية، وأنا أؤكد لك أن هذا النوع من الوساوس لا يمكن لصاحبه أن يطبقها أو يتبعها، فأرجو أن تطمئن، نعم أفكار مزعجة وأفكار سخيفة، ولاشك في ذلك، لكن يعرف تماماً أن صاحبها لا يقوم بها ولا يطبقها.

أخي أعجبني أنك منتهج للمناهج السلوكية المعروفة لعلاج الوساوس القهرية، وأهمها تحقير الوسواس والقيام بما هو مضاد له، وتجاهل هذه الوساوس، وصرف الانتباه عنها، هذه يا أخي الكريم هي المبادئ السلوكية الرئيسية، ويجب أن تضيف إليها تمارين الاسترخاء؛ لأن الوسواس في الأصل لها مكون قلقي شديد، والقلق لا يتم زواله إلا من خلال التطبيق السليم لتمارين الاسترخاء، في هذه الاستشارة (2136015).

بالنسبة للعلاج الدوائي لا شك أنه يمثل ركيزة أساسية جداً لعلاج هذا النوع من الوسواس، والأدوية التي تتناولها أدوية جيدة، ولكن يظهر أنها لم تؤد إلى النتيجة المطلوبة، الخيارات من وجهة نظري هو أن ترفع الجرعة استالوبرام (60غ ) يومياً، وتظل الجرعة الانفرانيل كما هي، أما (السليان) يمكن استبداله (بالارزبريادون) فهنالك دراسات تشير أنه أفضل، وجرعة الرزبريادون هي واحد مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى (2غ) ليلاً واستمر عليه لمدة ثلاثة أشهر ثم تخفض إلى واحد مليجرام واستمر عليه لمدة عام .

هذه يا أخي أحد التعديلات التي يمكن أن تحدث فيما يخص الأدوية، وأنا أريدك بالطبع أن تستشير الطبيب، ومن الواضح أن الطبيب جيد ومتميز وله معرفة تامة بالعلاجات الدوائية للوسواس القهرية، هنالك حقيقة علمية لابد أن أشير إليها وهي أن هذه الأدوية تعمل من خلال التواؤم الجيني، بمعنى أن الدواء قد يكون دواءً ممتازاً، لكنه لم يتواءم جينياً مع الشخص، وهذا قد لا يجعل فعالية الدواء تظهر بالصورة الناجحة والمطلوبة، وفي مثل هذه الحالة ينقل الطبيب مجموعة أخرى من الأدوية، لكن لابد أن يعطي الدواء فرصة كاملة، فترة شهرين لا بأس بها لكن بعض الحالات تتطلب ثلاثة إلى أربعة أشهر حتى يحدث نوع من التحسن.

هنالك دراسات كثيرة تشير إلى أن عقار بروزاك يعتبر متميزاً جداً في علاج بعض الوساوس، ومنها الوساوس الفكرية هذا النوع الذي تعاني منه، وإذا لم تستفد كثيراً من الاستالوبرام فأرى أن البروزاك يمكن أن يكون بديلاً ممتازاً، وتظل جرعة الانفرانيل كما هي أو يتم استبداله بالفافرين؛ لأن نفس الدراسات تشير أن تناول البروزاك في الصباح والفافرين مساءً، وجرعة صغيرة من الأدوية المضادات للذهان مثل السليان أو الرزبريادون، هذه أيضا تمثل خط علاج ثالث.

أخي: الفرصة أمامك طيبة جداً، وإن شاء الله تعالى سوف تتحسن أحوالك ومراجعتك لطبيبك مهمة، واطرح له ما تعاني منه وبلطف تناقشه في موضوع زيادة جرعة الاستالوبرام أو تغير الدواء إلى مجموعة أخرى.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net