لم أعد أرغب بعمل شيء بعد سقوطي للسنة الثانية.. فما سبب ذلك؟
2012-05-06 10:36:36 | إسلام ويب
السؤال:
أنا طالب بكلية الهندسة (حلم عمري) والتي كافحت من أجلها.. في السنة الإعدادية بالكلية حصلت على تقدير جيد جدا، والتحقت بالقسم الذي أريده.
ثقتي في نفسي زادت وأحلامي كبرت أكثر، وهنا المشكلة سقطت أول سنة لي في القسم، ولما كنت أعيد السنة لم أكن أذاكر، والدنيا كلها أسودت في وجهي، وتركت حضور المحاضرات، وأحسست أن الحياة ليس لها معنى، وأن وجودي في الحياة مثل عدمه، وكنت أتمنى أن أموت، وأعدت السنة وطلعت بمادتين لسنة ثانية، وكنت أقول -الحمد لله وإن شاء الله- السنة الآتية كلها تقديرات أحلى.
تحمست مرة أخرى، ولكـن سرعان مازال هذا الحماس مع ازياد الشعور بالاكتئاب، وعدم وجود أمل في المستقبل، وعدم وجود هدف في الحياة وأحببت العزلة كثيرا حتى لا يسألني أحد (أنت في أي سنة الآن؟) وبعد ما ظهرت نتيجة الترم الأول وجدت نفسي سقطت في أربع مواد يعني سأعيد سنة الثانية مرة أخرى.
علما بأن عمري 25 سنة، وهذا ليس لأن المواد صعبة، ولكن المشكلة أني لا أذاكر سوى ليلة الامتحان؛ لأني أكون مضطرا، وطبعا النتيجة رسوب متكرر .. مع أن رغبتي في النجاح في هذا المجال موجودة بوفرة، ولكن لا أعلم ما سبب عدم رغبتي في عمل أي شيء .... مستقبلي يضيع، ولا أستطيع عمل أي شيء، ولا أعلم لمن أذهب، هل هو شيء عضوي في كيمياء المخ؟ أم هو سبب نفسي أم ماذا؟
أفيدوني أفادكم الله ...آسف للإطالة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الشيمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
في الكون سنن إلهية، فالزراعة تحتاج للحرث والغرس والسقي والحصاد، وصيد اللؤلؤ يحتاج للغوص والصبر والتضحية، وهكذا فالنجاح الأكاديمي يحتاج للدراسة والجهد والمذاكرة وسهر الليالي.
وقد استطعتَ في رسالتك تشخيص المشكلة، والحلّ معا، فقد ذكرت من أنك "لا تذاكر سوى ليلة الامتحان" فكيف تريد أن تنجح، ولا تحمل موادا للسنة التالية؟!
إن الأمر ليس عضويا أو خللا كيميائيا في الدماغ، وإن كان يحصل هذا في بعض حالات الاكتئاب، حيث يفقد الإنسان القدرة على التركيز، ويذهب عنه الحماس، ولا يعود يفكر إلا بالفشل والنتائج السلبية.
من الطبيعي عندما يعيد الإنسان العام الدراسي أن يفقد الحماس، ولا يعود يحضر المحاضرات، ولا يشعر بالرغبة الكبيرة للقراءة والدراسة، ظنا منه أنه يعرف هذه المواد، وما هو إلا وقت قصير ويجد نفسه على أبواب اختبارات آخر العام، ولم يحضّر بالشكل المناسب، فإذا به يحمل مزيدا من المواد.
والخطورة أنه قد يستنتج أنه غير قادر على الدراسة والاستيعاب، وليس هذا بالصحيح، فهو لم يحاول أصلا بالشكل المناسب ليستنتج هذا الاستنتاج، ولو درس وحاول الفهم والاستيعاب لاستطاع الفهم والاستيعاب.
لقد حصلت في السنة الإعدادية في الكلية على تقدير جيد جدا، فهذا دليل على قدراتك إن أنت درست وحاولت فهم ما تدرس.
صحيح أنك تشعر الآن وبما ورد في سؤالك من أن مستقبلك يضيع، ولكن في نفس الوقت تقول أن عندك رغبة شديدة في النجاح، فما رأيك أن تضع هذه الرغبة محل التطبيق، ومحل الاختبار؟
ومهما كانت مشاعرك من أن مستقبلك يضيع، فأنت تستطيع الآن اتخاذ قرار بإيقاف هذا الضياع، وتستطيع تحويل الفشل إلى نجاح، ولكن ليس بترك المذاكرة، والدراسة سوى ليلة الامتحان، وإنما من خلال العمل الدؤوب والمذاكرة والصبر، والرسول الكريم يقول معلما لنا أهمية العمل وتراكم الأمور "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ".
فلتبدأ الدراسة اليومية، ولو القليل منها، إلا أنها المستمرة والمتتابعة، وما هو وقت قصير حتى تجد نتائجك في ارتفاع، مما سيرفع ثقتك بنفسك، والنجاح يأتي بنجاح آخر، وهكذا تخرج من الدائرة المعيبة التي أنت فيها.
وفقك الله وكتب لك النجاح والتوفيق في كل جهد تقوم به، ومهما قلّ.