الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فادي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لا شك أن الموقف الذي تعرضت له هو موقف ليس بالسهل، ونقول لك الحمد لله على السلامة.
التبعات والإفرازات التي حدثت من ذلك الموقف وما تعاني منه الآن من أعراض، هذا نسميه بعصاب ما بعد الصدمة، ووصفك جميل جدًّا حقيقة لما تعاني منه من قلق وتوتر واجترارات، وأنك تعيش الصورة الذهنية بما حدث من وقت لآخر، وهذه سمة رئيسية من سمات ما يسمى بعصاب ما بعد الصدمة.
هذه الحالات تعالج من خلال:
أولاً: أن تحمد الله كثيرًا أن أنجاك من هؤلاء القوم، هذه مهمة جدًّا، وأن تسعى جادًا بألا تضع نفسك في مثل هذه المواقف.
ثانيًا: أذكرك بأن هذه الأعراض غالبًا سوف تنحسر وتقل وتختفي - إن شاء الله تعالى – هذا هو التاريخ الطبيعي لعصاب ما بعد الصدمة، لكن بالنسبة للذكريات والاجترارات لما حدث هذه ربما تظل معك بعض الشيء، حاول أن تصرف انتباهك عنها، وأن تحمد الله تعالى أن أنجاك، هذا يساعدك كثيرًا.
ثالثًا: أريدك أن تمارس الرياضة، وكذلك تطبيق تمارين الاسترخاء: (
2136015).
رابعًا: عليك بإدارة وقتك بصورة صحيحة، أنت الحمد لله موظف وطالب، وهذا يعني أنه لديك الكثير من المشاغل المفيدة، فاصرف انتباهك من خلال التطوير المهني وكذلك الأكاديمي.
خامسًا: أبشرك بأنه توجد أدوية فعالة جدًّا لعلاج عصاب ما بعد الصدمة، الدراسات أشارت إلى أن عقار سيرترالين والذي يعرف تجاريًا باسم (زولفت) أو (لسترال) مفيد في مثل هذه الحالات، ومدة العلاج على هذا الدواء هي ثلاثة إلى ستة أشهر، يمكنك أن تبدأ في تناوله بجرعة صغيرة، وهي نصف حبة – أي خمسة وعشرون مليجرامًا – تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.
هنالك دواء آخر نصفه كدواء مساعد، وهو متوفر في الأردن، الدواء يعرف تجاريًا باسم (ديناكسيت)، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة في الصباح لمدة شهر، ثم تتوقف عنه، لكن تستمر في تناول السيرترالين كما شرحت لك، ويجب أن تكون حريصًا على التطبيقات السلوكية الأخرى، فهي لا تقل أهمية عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.