فقدت طموحي وحماسي بعد حصولي على منحة خارج البلاد

2012-05-10 19:20:05 | إسلام ويب

السؤال:
أنا طالب، كنت مجتهدا, وكان عندي طموح يزن الجبال وأكثر! وعندي نفس تواقة, لا شيء أمامها مستحيل, عندما انتهيت من الثانوية كانت درجاتي متميزة جدا, توقفت بعد الثانوية العامة سنتين بلا هدف, كنت أنتظر منحة خارج البلاد, وأنا الآن في بلاد الصين, البلاد العظيمة.

أما مشكلتي: فهي حياتي التي لم يعد لها طعم, صرت كسلا جدا في دراستي, أصبحت طالبا غير مجتهد, صارت الراحة والنوم هي حياتي, إلى الآن وأنا أعاني من ضغوط نفسية شديدة, حتى أني أحيانا أصاب بالاكتئاب لأيام عديدة؛ لما أرى من نفسي عدم الاجتهاد وعدم الطموح الذي كنت أحمله من قبل.

حياتي ليس لها قيمة, إرادتي انعدمت, طموحي يكاد ينعدم, ولكني ما زلت أتصارع مع نفسي حتى أكره الحياة وأكره عيشتي, فأتساءل لم أنا أعيش فلا فرق بين أن أموت الآن أو أعيش؟!

رجاء رجاء رجاء, الله يجزيك كل خير يا من ستساعدني بعد الله تعالى, والله إنك ستنقذ شخصا مسلما ذا همة عالية وطموح متقد من الهاوية, وإني أعاهد الله تعالى أن أدعو لك في ظهر الغيب, وإن لم أكن أعرفك.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك يا أسامة على الثقة بالكتابة إليها.
من أين أبدأ؟ فأنت الشاب الذي كان مجتهدا, وامتلك طموحا كبيرا... ولكن ماذا جرى بعد ذلك؟

هل هناك شيء يجب أن نعرفه غير أنك انقطعت عن الدراسة مدة سنتين بعد الثانوية، حيث عشت سنتين بلا هدف وفي فراغ قاتل. ماذا حدث يا ترى في هاتين السنتين، وما الذي أذهب بريق حماسك وطموحك، هل هي أمور تتعلق بحياتك وسلوكك الخاص؟ أو أنها أمور أسرية؟ وهل هي أمور اجتماعية؟ أم أنها تتعلق بالأحدث الكبيرة التي تمر بها بلاد العرب والمسلمين...؟

وكما تلاحظ فالاحتمالات متعددة، ومن الصعب الجزم بأي منها كان له الأثر السلبي الكبير عليك، فأنت أدرى بها.

أم هي مجرد حالة من الاكتئاب ذهبت ببريق حماسك، وجعلتك تفقد الوجهة في الحياة؟ ولهذا فأنت تفكر بأن الحياة لا قيمة لها، فأنت تفكر بالموت.

في كثير من الأحيان قد تصل الظروف بالإنسان لحدّ لا يعود يشعر بقيمة للحياة، ويشعر أن ذهابه عن هذه الدنيا أفضل له من البقاء فيها، ويشعر بأنه أصبح عبئا على غيره...
ولكن ما الذي ستستفيد منه أسرتك أو أي أحد آخر من موتك؟

ظروف حياتنا، وضغوطها تجعلنا أحيانا نصل لمرحلة من اليأس، وكأنه لا يلوح أمامنا إلا الهروب والانسحاب، ولكن دوما هناك فرصة للتغيير، وتعديل المسار، بالرغم من صعوبة الأوضاع.

يمكنك يا أسامة أن تعتبر اللحظة التي تقرأ فيها كلامي نقطة تحول في حياتك، الآن يمكنك أن تحول مجرى الأحداث بالاتجاه الصحيح الذي تريد, والذي كنت تطمح إليه في وقت من الأوقات.

كيف حياتك الآن في الصين، ولماذا أنت هناك، وماذا تدرس؟

هل عندك أصدقاء عرب أو مسلمين، هل أنت في مدينة فيها مسجد للمسلمين، فالإسلام في الصين قديم، وقد كنت شخصيا قد زرت بيجين عام 2009 عقب زلزال منطقة سشوان 2008، ففي الصين فرص كثيرة للدراسة والتحصيل.

هل يمكنك زيارة المسجد القريب منك، غدا إذا ما استطعت زيارة المسجد فقد تكون هذه الزيارة نقطة تحول في حياتك، وما عليك إلا أن تجرّب, وهناك في المسجد يمكنك التحدث مع الله تعالى، إما مباشرة أو من خلال تلاوة كتاب الله، كلام الله. وطبعا يمكنك فعل هذا مع الله في أي زمان ومكان، فالله تعالى معنا أينما وحيثما كنا "وهو معكم أينما كنتم" سبحانه وتعالى.

هل عندك صديق يمكنك الحديث الصريح معه، فكل منا يحتاج أحيانا للحديث والفضفضة مع قريب أو صديق، ولا حرج في هذا، وهكذا كل البشر.

أدعو الله تعالى لك بانشراح الصدر، واستعادة نشاطك وحماسك، وإن لم يكن بدفعة واحدة، فعلى الأقل على مراحل، تستعيد فيها طموحاتك وأحلامك.

وأرجو أن نسمع منك أخبارك الطيبة, وكما يقولون "سيي سيي" باللغة الصينية.

والله الموفق.

www.islamweb.net