هل تنصحوني بالحقن المجهري

2012-05-23 08:17:01 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا متزوجة منذ ثلاثة سنوات ونصف وعمري الآن 28 عام ولم يحدث لي حمل حتى الأن، وذلك بسبب قلة وضعف الحيوانات المنوية عند زوجي، فبعد سنة من زواجي أجرى زوجي تحليل للسائل المنوي أكثر من مرة وكان العدد أقل من عشرة مليون والحركة لا تزيد عن 30%، وذهب لدكتور مسالك بولية وأعطاه (فيتا زنك وسلينيوم وكرنفيتا فورت وبرجنيل 5000) واستمر على ذلك فترة حوالي ستة شهور، ونتيجة التحليل كما هي.

وذهبنا إلى دكتور متخصص في الحقن المجهري وأجرى لي تحليل هرمونات وفحص سريري، وقال أن حالتي ممتازة ولا تمنع من حدوث حمل، وقال لنا أنه يجب إجراء عملية الحقن فوراً، وبالفعل قمنا بإجراء العملية وتناولت إبر تحت الجلد لمدة شهر لتخفيض هرمون lh و fsh، ثم جاءت الدورة في موعدها وبعدها بدأت في تناول إبر التنشيط والتجهيز لسحب البويضات، واستخرج الدكتور 15 بويضة وحقن خمسة أجنة وجمد عشرة أجنة وحدث حمل.

ولكن للأسف بعد أربعة أشهر حدث إجهاض غير معروف السبب، وبعد الإجهاض بشهرين حقنت الأجنة المجمدة مع ملاحظة أن الدكتور حقن لي عشرة أجنة، ولكن العملية لم تنجح، واستمرت الدورة تسعة أيام وكانت تنزل بغزارة، وسألت الدكتور وقال لي أن هذا شيء طبيعي لأن الأدوية التي تأخذيها تساعد على تقوية بطانة الرحم، وذهبنا لدكتور ذكورة مرة ثانية وقال لزوجي أنك تعاني من الدوالي من الدرجة الثانية على الخصيتين مع ملاحظة أن زوجي لم يكن يعاني من أي ألم في الخصية قبل ذلك، وتردد الدكتور في عمل العملية.

ولكن إلحاح زوجي عليه جعله يقدم على عمل العملية، ومرت سنة على العملية وزوجي يأخذ أدوية لها ولتحسين حالة الحيوانات المنوية، ولكن العدد مازال لا يتجاوز العشرة مليون، أما الحركة فلا تزيد عن 5%، وقبل شهرين من الآن أجريت عمل حقن مجهري عند دكتور آخر، وبدأ في إعطائي إبر منشطة للتبويض ثاني يوم من الدورة، ولم يعطيني إبر تحت الجلد لإخفاض الهرمون في الدم، كما حدث في المرة الأولى وسحب الدكتور مني خمسة أجنة فقط، ولم يصلح منهم إلا اثنان فقط، أحدهما جنين من الدرجة الأولى والثاني من الدرجة الثانية.

وقبل موعد الدورة عملت تحليل حمل في الدم وكانت النتيجة weakly positive فاطمأن قلبي، وقال لي الدكتور أن هذا مؤشر جيد لأن موعد الدورة مازال لا يأتي، ونصحني بتكرار التحليل بعد ثلاثة أيام وعمل تحليل رقمي، وبالفعل عملت التحليل وطلعت نسبة الهرمون 3.5 فقط، وأخبرت الدكتور وقال أن هذا ليس حمل، ولكنه حمل كيميائي بسبب تحاميل البرجسترون التي أتناولها، وعند التوقف عن أخذها ستأتي الدورة بشكل طبيعي.

فأريد أن أعرف سبب عدم تعشيش الأجنة، وبعد نزول الدورة كانت عادية ونزلت خمسة أيام فقط لم تكن غزيرة كما حدث في المرة السابقة، كأني لم أخذ أي أدوية لتقوية بطانة الرحم وتهيئتها لاستقبال جنين، رغم أني في المرتين السابقتين كنت أخذ جوسبرين فقط، أما هذه المرة فكنت أخذ جوسبرين مع حقن تحت الجلد هي innohip، وأسئلتي الآن التي أود الإجابة عنها بسرعة مع الأسف الشديد على الإطالة هي :

1- ما هي أسباب حدوث هذا الفرق في خطوات العملية بين المرة الأولى والثانية؟ وهل هذا الفرق له تأثير على نتيجة العملية ؟
2- ما هي أسباب حدوث الفرق بين الدورتين الشهريتين في المرة الأخيرة، وفي مرة حقن الأجنة المجمدة ؟
3- هل قلة نزول الدورة في المرة الأخيرة يدل على ضعف بطانة الرحم ؟
4- هل ضعف البطانة سبب في عدم تعشيش الأجنة؟
5- هل تنصحوني بعمل حقن مجهري مرة رابعة؟ وهل أعملها عند نفس الدكتور أم لا؟ مع ملاحظة أن الدكتور الأخير كان دائماً يحبطني ولا يعطيني أي أمل في نجاح العملية.
6- ولي سؤال أخير أرجو الإجابة عليه وعدم تجاهله، زوجي منذ شهر يأخذ وصفة مكونة من عسل النحل الأبيض وغذاء ملكات النحل وطلح النخل، هل هذه الوصفة تقوي وتزيد من حالة وعدد الحيوانات المنوية؟ وهل من الممكن حدوث حمل طبيعي معها؟ وهل لهذه الوصفة أي مضاعفات ضارة أم لا ؟

أريد الإجابة عن كل أسئلتي لأني فعلاً تعبت من التفكير، أنا آسفة جداً على الإطالة، لكن أنا فعلاً محتارة وأريد أن أرتاح .


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عمار حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد :

عوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك إن شاء الله يوم القيامة, يوم يجزى الصابرون أجرهم بغير حساب .

وأتفهم قلقك وحيرتك يا عزيزتي بشأن ما حدث, لكن يجب أن يكون دوماً يقينك كبيراً بأن الخيرة فيما اختاره الله، وسأجيبك بالتتابع عن أسئلتك, وأرجو من الله العلي القدير أن يكون فيها بعض الفائدة، وأن يكون فيها ما يواسيك ويخفف عنك بعض الشيء .

بالنسبة لسؤالك الأول : هنالك عدة طرق يمكن اتباعها عند تنشيط المبيضين, وهذه الطرق تسمى ( البروتوكولات العلاجية )، ويتم اختيار البروتوكول المناسب لكل حالة على حده, وأهم عامل يحدد الاختيار هو عمر السيدة وتحاليلها الهرمونية في اليوم 2 من الدورة .

فمن كانت دون الخامسة والثلاثين من العمر مثلك, وتحاليلها جيدة, فيفضل تجربة ما نسميه بـ (البروتوكول الطويل), لأنه سيؤدي إلى إنتاج بويضات مخصبة بعدد كبير, وهو نفس البروتوكول العلاجي الذي طبقه الطبيب الأول عندك, وأرى أن اختياره كان صحيحاً في العلاج, وهو البروتوكول الذي يفضل اختياره ثانية في حال أعيدت المحاولة, والله عز وجل أعلم .

وبالنسبة لسؤالك الثاني: فإن زيادة الدورة الشهرية يكون ناتج عن تسمك البطانة بشكل كبير, وتسمك البطانة مسؤول عنه هرمون (الأستروجين)، وقد تكون كمية هذ الهرمون أعلى عندما كانت الدورة غزيرة, والحقيقة هي أن سمك البطانة يجب أن يكون معتدلاً بحيث تتمكن الأجنة من التعشيش, والثخانة التي يجب أن تتوافر في بطانة الرحم قبل إرجاع الأجنة يفضل أن تكون 7 ملم وما فوق .

وحالياً أصبحت بعض المراكز تلجأ إلى عمل فتحة عن طريق إبرة دقيقة جداً في جدار الأجنة قبل إرجاعها, لمساعدتها في حدوث التعشيش .

السؤال الثالث : إن قلة دم الدورة لا تعني دوماً ضعف البطانة, بل تدل على توازن جيد بين كمية الهرمونين الرئيسيين المسؤولين عن البطانة وهما هرمون الأستروجين وهرمون البروجسترون.

السؤال الرابع : لا نعلم لغاية الآن سبباً مؤكداً لفشل الأجنة في التعشيش, وضعف البطانة الرحمية هو سبب نظري فقط, وغير مؤكد عملياً, لأن نفس سماكة البطانة هذه قد يحدث معها تعشيش في بعض الحالات, بينما لا يحدث في حالات أخرى, وبعض الملاحظات تقول بأن الغشاء المحيط بالأجنة التي يتم الحصول عليها بأطفال الأنابيب هو أسمك من غشاء الأجنة التي تتم بالحمل الطبيعي, ولهذا السبب ولأسباب أخرى لازلنا نجهلها, فإننا نقول بأن نسبة نجاح محاولة أطفال الأنابيب هي ليست 100%، بل لا تتجاوز 35% إلى 40% حتى في أفضل مراكز العالم .

وبالنسبة لسؤلك الخامس: فإنني أشجعك وبشدة على إعادة المحاولة إن كنت قادرة على تحمل الأعباء المادية والجسدية والنفسية, مع الأخذ بعين الاعتبار أن نسبة النجاح لا تتجاوز النسب السابقة في أحسن الظروف, لكنها نسبة تراكمية, أي تزداد مع تكرار المحاولات, ومن ناحية إحصائية فقد تبين بأن نسبة جيدة إن شاء الله من السيدات تحمل عند رابع محاولة, كما أن حدوث حمل سابق حتى لو انتهى بالإجهاض هو عامل يرفع من نسبة النجاح في المرات القادمة بإذن الله .

أما بالنسبة لما ذكرت من أطعمة أو وصفات فهي بكل تأكيد مفيدة لكامل الجسم وليس للجهاز التناسلي الذكري فقط, لكن ما أود أن أقوله لك هو أن الدراسات لم تبين بأنها تحسن من نوعية السائل المنوي, ويمكن القول أنها تفيد كعلاج داعم فقط, لكن ليس كعلاج أساسي, ولذلك فليس من المتوقع أن يحدث حمل طبيعي معها، ولذلك فأنصح ثانية بعدم إضاعة الوقت وبتكرار محاولات أطفال الأنابيب إن كانت الإمكانيات تسمح بذلك .

أسأل الله العلي القدير أن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

www.islamweb.net