الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
وأشكرك -أخي الكريم- على ثقتك بشخصي الضعيف.
الأعراض التي ذكرتها من وجهة نظري هي أعراض قلقية في المقام الأول، ربما يكون تناولك للفاليوم لهذه المدة الطويلة أيضًا قد ساهم في هذه الأعراض, إذن نحن أمام حالة نستطيع أن نقول: إن المساهمة الحقيقية للقلق قد لعبت دورًا, وربما يكون أيضًا الفاليوم قد لعب دورًا, وحقيقة أنا أريدك أن تسعى سعيًا حثيثًا وجادًّا للتخلص من الفاليوم, لا أكون مبالغًا, ولا أقول: إن الجرعة التي تتناولها خطيرة, لكنها بالطبع ليست سليمة في ذات الوقت؛ لأن الفاليوم دواء يسبب الإطاقة, وينتج عنه التحمل, وهذا يعني أن الإنسان لا يستفيد من تأثيراته العلاجية إلا إذا ضاعف الجرعة مرات ومرات, وهذا بالطبع سمة من سمات الإدمان, وهذا الدواء له أضراره الكثيرة جدًّا في مستقبل الأيام.
فيا أخي الكريم: أنا أريدك أن تضع برنامجًا حقيقيًا للتخلص من الفاليوم, وجرعة الـ 5 مل أعتقد أن التخلص منها ليس بالصعب, فيمكن أن تخفض إلى 2.5 ملي مثلاً لمدة شهر, ثم تجعلها نصف هذه الجرعة يوميًا لمدة شهر آخر, ثم الربع الأخير تتناوله يومًا بعد يوم لمدة شهر, ثم تتوقف عن تناوله, وهنالك أدوية بديلة أعتقد أنها سوف تفيدك جدًّا.
أنت ذكرت أنك قد تناولت عدة أدوية, لكني أرى أن عقار دوغماتيل, الذي يعرف باسم سلبرايد, سيكون كافيًا جدًّا لحالتك, فأنت لا تعاني من توترات حقيقة, ولا تعاني من قلق, ولا يوجد لديك مخاوف اجتماعية, أو اكتئاب, أو شيئا من هذا القبيل, حتى وإن وجد قلق فقد يكون نوعًا من القلق المقنع, وليس أكثر من ذلك, فأرجو أن تتناول الدوغتميل (سلبرايد) بجرعة 50 مل ليلاً لمدة أسبوع, بعد ذلك اجعلها 50 مل صباحًا ومساء, وإن شاء الله تعالى لن تحس بأي آثار جانبية؛ لأن هذا الدواء في الأصل هو دواء خفيف وطيب وسلس جدًّا, استمر على هذه الجرعة العلاجية -أي كبسولتين في اليوم- لمدة شهرين, ثم اجعلها كبسولة واحدة ليلاً لمدة شهر, ثم توقف عن تناول الدواء.
أخي: من المهم جدًّا لك تطبيق تمارين الاسترخاء وانظر (
2136015), ولا بد أيضًا من أن تضع برنامجًا لتمارس من خلاله الرياضة بصورة ملتزمة جدًّا, ابدأ بدايات خفيفة, ثم بعد ذلك ارفع المعدل، فالرياضة تقوي النفوس والأجسام, وحالة الوهن والاسترخاء للعضلات الذي تشعر بها أعتقد أن الرياضة, مع تناول الدوغمتيل, والتخلص من الفاليوم, هي الأسس الرئيسية العلاجية, والتي أثق تمامًا أنك إن شاء الله تعالى مقتدر على القيام بها, وسوف تستفيد منها بصورة إيجابية، أنا سعيد –أخي- أن أعرف أن شخصيتك شخصية قوية, وأنك -والحمد لله تعالى- مستقر, فهذا كله يساعدك -إن شاء الله- للتخلص من هذه العلة البسيطة.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, وأسأل الله العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.