زوجتي تؤذيني فتزوجت بأخرى وما زالت تؤذيني.. فما نصيحتكم؟
2012-05-17 11:09:28 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا رجل متزوج من امرأتين، زوجتي الأولى هي سبب تعاستي من أول سنة تزوجتها، وهي لا تحترمني، ولا تحترم أهلي، تتلفظ بألفاظ غير لائقة، ومهملة في تربية أطفالي، تريدني أن أحقق لها كل رغباتها، وإن كانت فوق استطاعتي.
طلقتها مرتين لكني أعدتها لأجل أطفالي، تزوجت عليها، وكل هذا وهي كما هي لم يتغير شيء، بل على العكس ازدادت شراسة، وبدأت تكره أبنائي بي، وأصبحت لئيمة, كل ما أحقق لها طلباً تقول لي: هذا واجبك تجاهي! وتسعى لكى تزعجني، غير ذلك دائماً تجتهد في إيذاء زوجتي الثانية، وترسل لي الرسائل بألفاظ تخدش الحياء.
علماً بأني أعيش هذه المعاناة منذ سبع سنوات، وتزوجت للمرة الثانية منذ ست سنوات.
أريد النصيحة.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ AB3AD حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نشكر لك تواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على ما أنت فيه، وأن يصلح لنا ولك الأحوال.
لا يخفى على أمثالك أن المرأة فيها نقص وفيها ضعف، وأنها خلقت من ضلع أعوج، وأن أعوج ما في الضلع أعلاه، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم – عندما وجه هذا الكلام للرجال يطالبنا بالصبر على النساء، وبالصبر على ما يأتينا منهنَّ من الأذى والتقصير، وإذا صبر الإنسان على الزوجة، وأحسن إليها، وتعامل معها بلطف، وواظب على ذلك، فإنه يستطيع أن يكسب منها الخير الكثير.
الحالة المذكورة لهذه الزوجة تبين أن في المرأة شراسة وصعوبة، لكن أرجو كذلك أن تتذكر أن الإنسان يؤجر بصبره على أهله، وأن حسن المعاشرة للزوجة تشتمل على بذل الندى، وكف الأذى، أن تكف أذاك أنت، والصبر على الجفاء منها والتقصير منها، وكان رسولنا – عليه صلوات الله وسلامه – يفعل ذلك، بل كان يزيد على ذلك، فكان يحول المواقف العصيبة إلى مواقف طريفة – عليه صلوات الله وسلامه – ولذلك كانت وصيته لنا معشر الرجال بقوله - عليه الصلاة والسلام - : (استوصوا بالنساء خيراً، فإنهنَّ عوان عندكم) لأنها خلقت من ضلع أعوج كما قلنا ومضى معنا.
حاول أن تصبر على تلك الزوجة، خاصة وأنت تقول طلقتها قبل هذا مرتين، فلم تبق لك إلا فرصة واحدة، وهي أندر من النادرة، واعلم أن الطلاق ضياع للأبناء وضياع للبنات، وهذه المرأة لا تعرف مصلحتها، لأن الطلاق يؤذيها ويكسرها أيضًا، وهي أول من يخسر، لكن ينبغي أن تعلم أن الغيرة تتملك المرأة، وأن الغيرة لا توصل أعلى الوادي من أدناه، فتذكر أنك مأجور على صبرك، تذكر أنك تحتمل هذه الزوجة لمصالح عليا، تذكر أنك تزوجت بثانية، ونسأل الله أن يعوضك فيها خيرًا.
على الزوجة الثانية أيضًا أن تحتسب الأجر، وألا تجاريها في القُبح والسوء، والرسائل التي تخدش الحياء، وإنما عليها أن تكون الحكيمة العاقلة، تكون كالصخرة التي تتكسر، وتصطدم عندها كل الصدمات، وبهذا ستربح الدنيا والآخرة، ستكسب عندك كزوجة، وتربح عند الله تبارك وتعالى، وتستريح أيضًا من عناء المشاكل بهذا الصبر، وبهذا الإهمال لتلك التصرفات والألفاظ التي تخدش الحياء؛ لأن الألفاظ التي تخدش الحياء هي تعبر عن سوء قائليها، ولا تضر من قِيلت لهم شيئًا، فإن الإنسان - كما قالوا – الذي يعرف عزه، ويعرف مكانته مستريح، لا يهمه ما يقوله الناس عنه، ولا يهمه تقصير الناس في حقه.
شجع زوجتك الثانية على الصبر، واحرص أنت أيضًا على أن تصبر عليها، وتحتمل منها، وتحسن إليها، وتعدل بينها وبين زوجتك الثانية، واطلب من الثانية أن تصبر عليها وأكرمها بمقدار صبرها على زوجتك الأولى، لأن هذا من المعاني الجميلة التي يجب أن تحرص عليها المرأة العاقلة، تبحث عن الأشياء التي تُرضي الزوج وتخفف عليه.
إذا كان البيت الأول تجد فيه مضايقات فينبغي أن يكون البيت الثاني مأوى ومكانًا وسكنًا للراحة، لا تشكو من الأولى، ولا تعكر عليك صفو الحياة، وإنما تستقبلك كأنها الزوجة الوحيدة، وهذه مهارة يجب أن تكون عند الزوجات خاصة ممن لزوجها أكثر من زوجة، ينبغي أن تعامل زوجها على أنها الوحيدة في حياته.
إذا دخل إلى بيتها ينبغي أن تنسى الأخرى، وينبغي أن تطالبه بما تريد دون أن تقارن، يعني فرق كبير بين أن تقول (لماذا أعطيت فلانة، ولماذا ولماذا .. ولم تعطني) وبين أن تقول (أريد حقي) اطلبي ما شئت من دون أن تقارني بينك، وبين الزوجة الثانية، وتذكري أن لها نصيباً في هذا الزوج، وأن لها حقوقاً لابد أن يؤديها.
ما حصل منها من تطورات، ومن شدة، ومن قسوة بعد الزواج هذا أمر متوقع، لأن الغيرة تزداد، ولأن هذا النفور يزداد، ولكن بصبرك واحتمالك - إن شاء الله – تربحون الدنيا والآخرة، وتحافظون على أبنائكم، وهي إذا كرهت الأبناء فيك، وذكرت لهم ما فيك من عيوب، فاذكر لهم أنها والدة، وأن طاعتها واجبة، وأن الإحسان إليها مما أمر به الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
بهذه الطريقة تربح وتكسب، لأن هؤلاء الأولاد فطرتهم سليمة، سيعرفون غدًا من الذي كان يدعوهم إلى الخير ويحضهم عليه، ومن الذي كان يحرضهم على الشر والسوء، فهي ستخسر أولاً قبل أن تكره الأبناء فيك؛ لأن هذا الأسلوب ينافي الفطرة، وتكره الطباع السليمة، فلا تبال بما يحدث، واجتهد في أن تصبر، إذا كنت قد صبرت سبع سنوات، فإن مواصلة الصبر هو المنهج الذي سيكون فيه الخير لبناتك ولأسرتك.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يفرغ عليكم الصبر، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.