أخاف من كل شيء حتى من نزول المطر!

2012-05-31 13:31:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم.

مشكلتي بدأت منذ 15 سنة, وسأحاول أن أختصرها قدر المستطاع, كانت البداية قبل 15 سنة, الليلة الأولى من امتحاناتي في الصف الثالث المتوسط, كنت أذاكر مادة الامتحان والساعة تقارب الـ 11 ليلا, مارست العادة السرية 3 مرات في مدة لا تتجاوز الساعة، ونمت بعدها, وفي قاعة الامتحان عانيت من غثيان شديد لم يخف إلا بعد خروجي من المدرسة, وأصبحت أعاني الغثيان يوميا في قاعة الامتحان, ويزول بخروجي من المدرسة.

وبعدها أصبحت حالتي شبه مستقرة في الإجازة الصيفية, ومع بداية الدراسة للعام الجديد كنت فقط أشعر بغثيان خفيف بعض الأوقات, ومع امتحانات الفصل الأول عادت المشكلة من جديد, لكن في بقية الأعوام التالية أصبحت المعاناة أقل, وأصبحت أحتملها.

تخرجت وذهبت للجامعة, وأصبحت أقود سيارة خاصة بي, وأصبحت تأتيني أعراض مختلفة, من صعوبة بلع, وشعور بضيق تنفس, واختناق, خصوصا وأني كنت أدرس في مدينة تبعد 70 كلم عن محافظتي, فكنت أعاني ضيق التنفس, وصعوبة البلع, في كل مرة أذهب بها من المحافظة إلى المدينة أو العكس حيث الطريق يأخذ ساعة.

مرت السنوات وقبل 4 سنوات أو 5 سنوات في الإجازة الصيفية سافرت عائلتي ما عدى اثنين من إخواني، وبقينا لوحدنا, في ثاني يوم من سفر عائلتي تعرضت لنوبة عنيفة, فأصبحت أعاني صعوبة بلع مستمرة حتى في البيت, ولا أستطيع الشرب والأكل إلا نادرا, بعد شهر عادت عائلتي وذهبت للطبيب فوصف لي سيروكسات سي أر 25 ملغ حبة يوميا, استمريت عليها شهرا وقطعته ثلاث أيام وعدت له بعدها, من حينها والحالة تتفاوت ما بين مستقرة ومتوسطة, وأحيانا أعاني من مواقف سيئة.

استمريت ثلاث سنوات على السيروكسات لكن بدون انتظام كامل, وأحيانا أقطع العلاج يومين وثلاثة وأعود له, وقبل سنتين تحدثت مع أحد الأطباء بالجوال فقال لي: أن آخذ سيروكسات سي أر 12.5 فقط وأستمر عليه.

استمريت عليه سنة, ونفس الحال لا تحسن ولا تراجع, الحالة تتفاوت بين سيئة وعادية, ذهبت قبل سنة لدكتور ووصف لي البروزاك حبة يوميا لمدة أسبوع, وبعدها أزيد الجرعة إلى حبتين يوميا, مر أول أسبوع بسلام, وما إن زدت الجرعة إلا واجهت غثيانا شديدا لمدة 4 أيام, فلم أستطع التحمل, وتركت العلاج وعدت للسيروكسات سي أر 12.5.

ومنذ 4 أشهر تركت السيروكسات لأنه انقطع من الصيدليات في السعودية ولا أستطيع أن أجده.

ملخص حالتي حاليا:

- أخشى من قيادة السيارة لمسافات أكثر من 1 أو 2 كلم عن الحي الذي أسكنه.

- أشعر بضيق تنفس عند الإشارات المزدحمة أو الطرق الكبيرة المزدحمة.

- أخشى الطرق والشوارع الكبيرة الرئيسية, وأشعر بضيق تنفس وقلق.

- أخشى القيادة ليلا حتى لو لمسافات متوسطة, وما يزيد توتري هو أن نظري أصبح ضعيفا ولا أرى جيدا في الليل.

- أخشى المرتفعات, وأشعر بضيق تنفس, واختناق, ودوران إذا صعدت لمكان مرتفع.

- أخشى الطائرات, ولا أركب الطائرة, ولا أذهب حتى للمطار.

- عند ممارستي للاستمناء أعاني ليوم أو يومين من غثيان, وأحيانا صعوبة بلع خفيفة, وأحيانا ضيق تنفس بسيط, وأتجنب الذهاب لأي مكان إذا مارست العادة السرية إلا بعد يوم أو يومين.

- أخشى السفر بالسيارة, وأعاني من فكرة السفر, وأبقى أياما أشعر بغثيان ورهبة حتى يحين موعد السفر, وفي المرات السابقة خف التوتر والقلق بعد أول ساعة أو ساعتين من السفر.

- أخشى الأمطار, وعند نزول مطر متوسط أو قوي أشعر بضيق تنفس وصعوبة بلع أحيانا, خصوصا عندما أكون في السيارة.

- أخشى الغبار, وأشعر بضيق تنفس وصعوبة تنفس عندما يكون هناك غبار شديد.

الأعراض جميعا تزداد عندما أكون خارج المنزل أو بعيدا عنه, وغالبا يكون صعب علي أن آكل أو أشرب خارج البيت, وإن كانت هذه الحالة قد خفت مؤخرا وأصبحت بسيطة, لكنها تعاودني أحيانا.

هذه حالتي, وأتمنى أن تصفوا لي العلاج, علما أن السيروكسات سي آر مقطوع عن الصيدليات لدينا في السعودية منذ عدة أشهر, ولا أدري إذا كان سيعود مستقبلا أم لا, لذلك سيتعذر علي استخدام السيروكسات سي ار حاليا لعدم توفره.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، أشكرك أخي على رسالتك المفصلة وعلى هذه الإفاضة الطيبة, وأستطيع أن أقول لك إنني يمكن أن ألخص حالتك في كلمتين، وهي أنك تعاني من قلق المخاوف, وقلق المخاوف حالة قلقية، وهي شائعة، وقد تصحبها أعراض وساوس, وكذلك عسر في المزاج.

فيا أخي الكريم: هنالك العلاج الدوائي, وهنالك العلاج السلوكي, وهنالك العلاج الاجتماعي, والعلاج الاجتماعي يتطلب من الإنسان أن يطور من مهاراته الاجتماعية, أن يشارك الناس في مناسباتهم, أن ينخرط الإنسان في أي نوع من الأنشطة الثقافية, أو الاجتماعية, أو الخيرية, ممارسة الرياضة الجماعية أيضا ذات فائدة كبيرة, فيجب أخي الكريم أن لا تهمل هذا الجانب.

والعلاج السلوكي يتمثل في تحقير فكرة الخوف, يجب أن تسأل نفسك لماذا أخاف من هذه الأشياء, لماذا يستطيع الآخرون التعامل معها بصورة أفضل مني وأسهل مني, أنا لا ينقصني شيء, فيا أخي إذن تحقير فكرة الخوف, ومواجهته, وتجاهله, واستبداله بفكر وفعل مخالف هو علاج أساسي.

ومن العلاجات السلوكية أيضا التفكير الإيجابي, وكذلك إدارة الوقت بصورة جيدة, والتخلص من الفراغ, وأن يسعى الإنسان أن يكون دائما مفعما بالأمل, وأن يرفض الفكر السلبي التلقائي, هذا يا أخي أنصحك به كثيرا، الرفقة الطيبة نحن نراها علاجا اجتماعيا سلوكيا مهما جدا, والإنسان يستطيع أن يتطبع بتطبع الفضلاء والصالحين من الناس, وهذه قيمة عظيمة جدا.

أيها الفاضل الكريم: العلاج السلوكي يشمل أيضا العلاج الاسترخائي, والبعض يستغرب بأن الاسترخاء علاج سلوكي, الإجابة نعم هو شيء من السلوك لأنه يعدل المزاج, ويعدل طريقة استقبال الجسم لاستشعاراته، التحفز والانقباضات الشديدة عضلية كانت أو جسدية تتحول إلى حالة استرخائية جيدة جدا, فيا أخي الكريم هذه كلها مفيدة, أرجو أن تحرص عليها.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالأدوية تقريبا متشابهة لدرجة كبيرة, لذا أنا أرى أن عقار زولفت، والذي يعرف باسم سيرتللين سيكون مفيدا لك كبديل ممتاز للزيروكسات، الدواء فعاليته تضمن إن شاء الله من خلال الالتزام بجرعته وللمدة العلاجية المطلوبة, أنت لديك تجربة سالبة بعض الشيء مع الدواء؛ لأنك لم تكن مستمرا على الزيروكسات بانتظام, هذا يحرم الأعصاب الدماغية مما نسميه بالبناء الكيمائي السليم والصحيح، المستقبلات العصبية تكون في حالة من التشبع والتحفز الإيجابي حين تستلم الجرعة الدوائية يوميا, فكن حريصا على ذلك.

أيها الفاضل الكريم ابدأ تناول الزولفت بجرعة حبة واحدة ليلا أي 50 ملي غرام, استمر عليها لمدة أسبوعين, بعد ذلك اجعلها حبتين في اليوم يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة في المساء, وأن شئت حبة في الصباح وحبة في المساء, وهذا جيد وممتاز، استمر عليها لمدة 6 أشهر بعدها خفضها إلى حبة واحدة لمدة 6 أشهر أخرى, ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر آخر، الدواء فاعل وممتاز وسليم.

وهذه أضرار العادة السيئة: (38582428424312 - 260343)، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284)، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312)

وأسال الله أن ينفعك به وأشكرك على تواصلك وثقتك في إسلام ويب.

www.islamweb.net