الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mazen حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
لا شك أن المخاوف الوسواسية مزعجة, والخوف الوسواسي بالنسبة للأمراض يمكن أن يكون خوفًا من الأمراض العضوية, أو كذلك الأمراض النفسية, وأنت خوفك الوسواسي كان موجهًا نحو مرض الفصام كمرض عقلي رئيسي, وبالفعل هو مرض مخيف, ولا شك في ذلك, والفكرة رسخت لديك واستحوذت, والذي بالفعل استغربته أنك بدأت تتناول الأدوية المضادة للفصام وللذهان عمومًا, وأنت الآن مدرك تمامًا للعلة التي تعاني منها, والذي أعجبني أن آلياتك العلاجية السلوكية هي آليات صحيحة جدًّا, وأصبحت فاعلة لدرجة كبيرة, والأعراض التي تبقت لديك هي جزء من هذه الحالة, وهذا حقيقة يواجه بالمزيد من التجاهل, والإغلاق عليه, وعدم مناقشته الفكر الوسواسي حين يكون من النوع الذي وصفته, يجب أن لا تناقشه مع نفسك, يجب أن تغلق عليه, وأن تحقره, ويمكن أن تربطه مع فكرة أو فعل مخالف تمامًا له, وتستبدله بالمضاد.
تمارين الاسترخاء أيضًا مهمة جدًّا ودراسات كثيرة جدًّا أشارت أنها تفيد الذين يعانون من الخوف الوسواسي, فأرجو أن تكون حريصًا عليها، وهذه التمارين وسلية ممتازة للتخلص من القلق الوسواسي, بجانب ما ذكرناه سابقًا حول الإغلاق, والتحقير, والفعل والقول المضاد والأخذ به, وانظر (
2136015).
آمر آخر وهو صرف الانتباه عن طريق البرامج اليومية الفعالة, برامج تشمل الراحة التامة, ممارسة الرياضة, القراءة غير الأكاديمية, التأمل, والتفكر الإيجابي, الترويح عن النفس بما هو مفيد, وتلاوة القرآن, هذا يا أخي الكريم كله نوع من صرف الانتباه الإيجابي جدًّا, والذي يفيد الإنسان كثيرًا بالنسبة للفكرة التي تأتيك بأن الوسواس يأمرك بأن لا تفكر بالذي تقرأه أو تسمعه أو الذي تراه لأنك لو فعلت ذلك فلن تستوعب ولن تتذكر هذه فكرة يغلق عليها, وهي سخيفة جدًّا, والشعور بالاكتئاب أعتقد أنه ثانوي, وإن شاء الله تعالى بإدارة الوقت بصورة جيدة سوف تحس بالرضا, وتعدد الأنشطة هو وسيلة من وسائل التحليل النفسي التي تزيل الاكتئاب, وفي ذات الوقت أريدك أن لا تتقبل الأفكار السلبية التلقائية فهذه من أكبر المشاكل التي تسبب الاكتئاب, اطردها وأغلق عليها أيضًا، لك أشياء جميلة وطيبة في حياتك دائمًا ضعها أمام ناظريك؛ لأنها تمثل دافعًا نفسيًا إيجابيًا مهمًا جدًّا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: أنا أرى أن البروزاك بجرعة 40ملي جرام جرعة جيدة جدًّا, ولا مانع أن ترفع هذه الجرعة إلى 60 مليمجرام, وذلك بعد التشاور مع طبيبك.
أما بالنسبة للدوخة: فالزبركسا قد يسبب دوخة, لكنها غالبًا ما تكون في بداية العلاج, وأنا أقول لك: حاول أن تتأكد من قياس ضغط الدم لديك, وإن كان هنالك أي انخفاض فحاول أن تركز على الأطعمة المالحة نسبيًا, وحين تنهض في الصباح من السرير فحاول القيام ببطء, واجلس على حافة السرير لفترة قصيرة, ثم بعد ذلك يمكنك أن تنهض, وتأكد أيضًا من الأذنين, أحيانًا بعض الإصابات الفيروسية البسيطة قد تؤدي إلى دوخة، عمومًا إن شاء الله تعالى لا يوجد سبب رئيسي, وأنا لا أعتقد أن الزبركسا هو السبب، فالزبركسا أعطاه لك الطبيب كداعم حقيقة للبروزاك, وطبيعة الأعراض التي تعاني منها أعتقد أنها بالفعل تتطلب جرعة من الأدوية المضادة للذهان بجرعة صغيرة كما هو الحال بالنسبة لك, الزبركسا له بدائل أنت تعرفها جيدًا منها: السيروكويل, وكذلك الرزبريدون, وهنالك الآن عقار إنفيقا يعتبر أيضًا من الأدوية الجيدة جدًّا لتكون بدائل ممتازة للزبركسا لكني لا أريدك أن تتخذ أي خطوة في تغيير الدواء دون الرجوع إلى طبيبك, إذا لم تستطع أن تتحمل الزبركسا، الدوخة بالطبع سوف تزول, فقط قم بإجراء الفحوصات التي ذكرتها لك, وذلك من أجل التأكد.
أخيرًا: أنا متفائل جدًّا, وإن شاء الله تعالى بالمزيد من الدفع الايجابي, وتأهيل نفسك, والنظرة الجميلة الجيدة المتفائلة نحو المستقبل كل شيء سوف يزول, وعليك أن تلتزم بالعلاج الدوائي, وأن تضع برامج يومية تسير على خطاها من أجل تحسين الفعالية لديك.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرًا, وأسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.