أعاني من ثنائي القطب الوجداني مع اكتئاب والدواء لم يفد، فما الحل؟

2012-06-10 09:15:33 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة.
أصبت قبل سنتين بشيء من الاكتئاب، واستعملت السيروكسات وشفيت، إلا أنني لم أراجع الطبيب وتركت الدواء.

وفجأة شعرت أنني نشيط ومزاجي عالٍ مع قول كلام غريب، والدخول من سالفة إلى سالفة أخرى مع قلة النوم، فذهبت إلى الطبيب النفساني فقال لي: أن هذا المرض ثنائي القطب وجداني، وأعطاني الدواء السيركويل واستعملته، لكن رجع لي الوسواس القهري.

وبدأت أوسوس وتعبت لدرجة أني لا أحس للحياة بطعم، وكأني دمية تتحرك بدون مشاعر وأحاسيس، ورجعت للطبيب وصرف لي دواء amitriptyline مع دوبكين، بحيث أن amitriptyline جرعته في اليوم 75، فشعرت بعدها بتحسن نوع ما، وبعد شهر راجعته فنزل amitriptyline50، والحين لي أسبوعين أحسس بتعب شديد، ولا أحس تقدما لحالتي،

مع أني أحاول التغلب على تفسي بحيث أشغل نفسي بأي شيء، ولكن لا تحسن.

وأنا صابر وأقول دواء الاكتئاب حتى الآن لم يأت مفعوله.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كل حالات الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية يجب أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر. هذه هي الحقيقة الأولى.

الحقيقة الثانية: الطبيب الذي أشار أنك تعاني من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية كلامه صحيح، لأنك في الواقع كنت تعاني من القطب الاكتئابي وتم علاجه، وبعد ذلك ظهر لديك القطب الانشراحي، وهذه الأقطاب ليس من الضروري أن تكون متعادلة أو متساوية، فالإنسان قد تأتيه نوبات اكتئابية متعددة، بعدها يرجع إلى طبيعته، ثم يظهر القطب الانشراحي أو الهوسي، والعكس صحيح، قد تكون هنالك نوبات هوسية وانشراحية متكررة، ويظهر القطب الاكتئابي في وقت متأخر، وهكذا.

الإشكالية في بعض الحالات هو أن الدواء الذي يتم تناوله لحالة معينة هو الذي يُظهر حقيقة المرض، كثير من حالات الاكتئاب تعالج كحالات اكتئاب، وذلك بتناول الأدوية المضادة للاكتئاب، لكن بعد ذلك يظهر انشراحا ويكون الدواء هو السبب في ظهور هذا الانشراح، وهنا يحول تشخيص الحالة من اكتئاب آحاد القطبية إلى اضطراب وجداني ثنائي القطبية.

هذه المقدمة مهمة لتتفهم طبيعة حالتك وأهمية المتابعة العلاجية.

من الإشكالات أيضًا أن الأخوة الذين جربوا القطب الاكتئابي ثم جربوا القطب الانشراحي، حين يتم التحكم في هذا القطب الانشراحي وترجع أمورهم إلى وضعه الطبيعي تجدهم لازالوا يحسون بشيء من الاكتئاب؛ لأن الانشراح في أوله أمر جيد، ويعطي الإنسان طاقات كثيرة، ويعتقد الإنسان أنه جيد، لكن بالطبع هنالك خلل اجتماعي كثير وكبير، حيث إن الكلام قد يكثر، الانضباط الاجتماعي يكون أقل مما هو عليه، النوم يضطرب، الأداء الوظيفي يضطرب... فهذه إشكالية أخرى، ما يشعر به المريض شيء، وما يراه الطبيب هو شيء آخر.

الطبيب يرى أن المزاج يجب أن يكون متوازنًا، لا في القطب الاكتئابي ولا القطب الانشراحي.

أرجو أن تتواصل مع طبيبك، وأفضل علاج لك هو مثبتات المزاج، وهي كثيرة جدًّا، منها الدباكين، منها التجراتول، منها الإبليفاي، ومنها كربونات الليثيوم، وكثيرة وكثيرة جدًّا.

أما بالنسبة لإضافة الأدوية التي في الأصل هي مضاد للذهان لكنها ذات خاصية أنها مثبتة للمزاج فهذا أيضًا جيد، والسوركويل هو أحد هذ الأدوية، وهنالك دواء آخر يعرف باسم (زبركسا) وهنالك دواء ثالث يعرف باسم (إبليفاي) هذه الأدوية وهذه العلاجات تخصصية جدًّا، ولابد أن تكون تحت الإشراف الطبي.

تأتي إشكالية أخرى وهي: هل يتم إضافة مضادات الاكتئاب أم لا؟ حتى وإن كان المريض يعاني من قطب اكتئابي، لكن توجد مخاوف حقيقية من أن تناول مضادات الاكتئاب ربما يدخل الإنسان في القطب الهوسي الانشراحي.

إذن الأمر حساس جدًّا، لكن العلاج ممكن، وسهل جدًّا، وأكرر مرة أخرى: يكون ذلك مع المواصلة مع الطبيب. أنا أرى أن حالتك تحتاج لمثبتات مزاج، مثل عقار الليثيوم، لكن هذا لا يمكن البدء فيه إلا تحت الإشراف الطبي، أو الدباكين الكرونو هو دواء أيضًا دواء ممتاز وفعال جدًّا، ويمكن أن يضاف إليه عقار مثل سوليان والذي يعرف علميًا باسم (إميسلبرايد) هو دواء جيد جدًّا، أما مضادات الاكتئاب فيمكن أن تُعطى لكن بحذر شديد، وربما يكون الباروكستين والذي يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات) جيد، وهنالك دواء آخر يعرف علميًا باسم (ببربيون) ويسمى تجاريًا باسم (وليبويترين) هذا يقال أنه لا يدفع الإنسان إلى القطب الانشراحي، هو مضاد للاكتئاب.

والخيارات كثيرة جدًّا جدًّا، وأنا أود أن أطمئنك أن حالتك يمكن علاجها، لكن يجب أن تكون تحت الإشراف الطبي النفسي المباشر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

www.islamweb.net