الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وأشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
وصفك جيد وجميل جداً، وأنت بالفعل تعانين من وساوس قهرية، والوسواس القهرية مؤلمة للنفس، وهي تكثر في مثل عمرك، والوساوس تأتي في شكل موجات تزيد وتنخفض، وتختفي بعد ذلك إن شاء الله تعالى، الوساوس هي نوع من القلق النفسي الخاص، ولا يعرف أسبابها لكنها غالباً يكون محتواها ناشئ من البيئة الطبيعة.
الوساوس دائماً تكون حول الأمور الدينية أو الأوساخ أو الأمور الجنسية أو شيء من هذا القبيل، فهي دائماً تتسلط على الإنسان بأفكار سخيفة، وفي أمور حساسة، وهذا ينطبق على حالتك تماماً أيها الفاضلة الكريمة، أنا أؤكد لك أموراً معينة:
أولاً: الوساوس لا تعني أنك ضعيفة في شخصيتك، أو ضعيفة في إيمانك، على العكس تماماً إن شاء الله ما تقومين به هو من صريح الإيمان.
ثانيا: الوساوس تعالج عن طريق التحقير، والوساوس الدينية خاصة حول الذات الإلهية يجب أن يغلق عليها الإنسان بأن يحقرها ولا يناقشها، ولا يحاول أن يحللها أو يقنع نفسه بأنه سوف يصل إلى نتيجة حين يحلل هذه الوساوس، فيغلق عليها بأن يخاطب الوساوس أنت وسواس حقير، لن أناقشك، لن أهتم بك، أنا أتجاهلك تماماً أنت مداس تحت قدمي، وهكذا.
هذا هو الطريق الأفضل للتخلص من مثل هذه الوساوس، وفي ذات الوقت يجب أن تصرفي انتباهك لفكر آخر أو لفعل آخر، بمعنى أن لا تستسلمي لها، لأن صرف الانتباه هو من الأشياء المطلوبة جداً للتخلص من الوساوس، الوساوس مرتبطة بالقلق، لذا نعتبر تمارين الاسترخاء مهمة جداً والتي توجد في الاستشارات على هذا الرقم (
2136015).
بقي بعد ذلك أمر مهم وهو أنك في حاجة شديدة إلى العلاج الدوائي، لكن هذا الأمر لا بد أن تناقشيه مع والديك، وضحي لوالدتك ما ذكرناه لك وهو أنك تعانين من وساوس قهرية، والوساوس القهرية تتطلب العلاج السلوكي يضاف إليه العلاج الدوائي، ونحن شرحنا لك الأسس السلوكية، لكن الدواء مهم وضروري، ولا بد أن تأخذيه بعد موافقة ذويك.
هنالك أدوية كثيرة جداً ممتازة وفاعلة منها دواء يعرف باسم بروزاك، وآخر يسمى باسم فاذرين، وثالث يسمى زولفت، كلها تناسب عمرك وكلها سليمة وغير إدمانية وفاعلة جداً.
اطمئني أيتها الفاضلة الكريمة إن حالتك يمكن أن تعالج، وتعالج بصورة فعالة جداً، لكن الدواء ضروري وكذلك التطبيقات السلوكية.
أسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.