الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إيمان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أنت كما ذكرت وتفضلت لديك قلق المخاوف وفيها الطابع الوسواسي, الخوف من المجهول هو أحد مظاهر القلق النفسي, والقلق النفسي أصلا هو خوف غير محدد المعالم وغير واضح الأسباب، من وقت لآخر قد تنتاب الإنسان أعراض من هنا وهناك تحمل طابع الوسواس, ومثلا أنت يأتيك الشعور أن هذه الدنيا سخيفة ولا تستحق الجري وراءها, هذا شعور اكتئابي, ولكنه وسواسي في نفس الوقت، والقلق لعب فيها دورا.
الخوف من الأمراض خاصة الأمراض الشديدة -نسأل الله أن يحفظنا جميعا- كثيرة في زمننا هذا, وأدى إلى مخاوف وسط الناس، أنا أؤمن تماما أن الدعاء هو السلاح القوي, وسلاح يجعل الإنسان يحس بالطمأنينة، اكثري من الدعاء أختي الكريمة ( اللهم يا رب الناس أذهب البأس اشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاء لا يغادر السقمة ) من الأدعية التي وجدتها مؤثرة جدا ومفيدة جدا, ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ( اللهم أني أعوذ بك من البرص والجزام والجنون وسيء الأسقام ) ولاشك أن السرطان هو سيء الأسقام, فهذه خطوة أولى في العلاج.
الخطوة الثانية: هو كما تفضلت وذكرت عدم التجاوب مع الوسواس, الانصراف عنه وتجاهله وتحقيره وإنزاله إلى مستوى أنه بالفعل شيء سخيف, هذا نسميه بالتخدير والتغير المعرفي وهو مهم جدا.
العلاج الدوائي مفيد بل هو مهم, وأنت طلبت دواء خفيفا ولمدة قصيرة, هذا لا بأس به لكن في ذات الوقت مدة العلاج يجب أن تكون مدة صحيحة وكذلك الجرعة، سوف أطلعك على أبسط السبل وأقصرها, وأقل الأدوية من حيث التركيز والفاعلية والسلامة العالية جدا إن شاء الله تعالى.
أنصحك أن تتناولين عقار لسترال بجرعة نصف حبة يوميا لمدة عشرة أيام ليلا, بعد ذلك اجعليها حبة كاملة لمدة شهر، ثم نصف حبة ليلا لمدة شهر, ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة, ثم توقفي عن تناول الدواء، وفي ذات الوقت ابحثي عن مضادات القلق الإضافية والبسيطة والجيدة.
هنالك دواء يعرف باسم فلوناكسول اسمه العلمي فلوبتكسول, وهو مدعم أساسي للسترال, وله خاصية معينة لعلاج القلق خاصة إذا كانت مرتبطة بالمخاوف المريضة أو بالوساوس, جرعة الفلوناكسول هي حبة واحدة يوميا لمدة شهر, وقوة الحبة هي نصف مليجراما, أرجو أن تنتهجي هذا المنهج في العلاج الدوائي, كما تلاحظين المدة قصيرة والجرعة صغيرة جدا، أسأل الله أن ينفعك بها.
إلى جانب التوجيهات الإرشادية السابقة أود أن أضيف أهمية تمارين الاسترخاء لمواجهة القلق والمخاوف والوساوس فلذا كوني حريصة على هذه التمارين: (
2136015).
أيتها الفاضلة الكريمة: دراسات أشارت أن زيارة المستشفيات, وزيارة المرضى والدعاء لهم تخفف من الخوف المرضي، أيضا البعض ننصحهم بأن يقوم بمقابلة طبية روتينية مرتبة، يعني في مثل عمرك لا مانع من إجراء فحص دوري مرة كل ستة أشهر, أي بمعدل مرتين في السنة, وهذا الفحص يمكن أن يتم لدى طبيب الأسرة أو الطبيب الباطني, وتجري الفحوصات الأساسية ويطمئن الإنسان, وهذا إن شاء الله تعالى يزيل المخاوف ويمنع التردد الكثير بين الأطباء.
وللفائدة راجعي علاج الخوف من الأمراض سلوكيا: (
263760 -
265121 -
263420 -
268738).
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.