الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.
من خلال مدارستي لرسالتك اتضح لي درجة الاستياء التي تعانين منها من نوعية المعاملة التي تجدينها من الآخرين، ربما يكون هنالك بعض التصرفات السلبية من الآخرين حيالك، لكن الإنسان حتى يسعد نفسه ويكون في وضع طيب من الناحية النفسية، يجب أن يفكر دائماً أن العلاقات مع الناس إن كانت من الأقرباء أو من البعيدة من الناس، هي علاقات إنسانية تقوم على التبادل والمساهمة من الطرفين، والعلاقات التي يشوبها الاحترام والتقدير دائماً تكون مرضية، ولكن العلاقات التي لا تقوم على هذا الأساس تكون فيها إشكاليات كبيرة.
والإنسان إذا لاحظ أن هنالك اعتداء أو تجنيا أو مواقف سلبية من الآخرين حياله؛ يجب ألا يبالي بنفس التصرفات وهذه المواقف، بل يكون حسنا في معاملته معهم ويحاول أن يجد لهم العذر، وبذلك يكون الإنسان قد أراح نفسه وكتب له الأجر إن شاء الله تعالى، وفي ذات الوقت هذه التصرفات الجميلة والنبيلة تنعكس انعكاساً طيباً على الطرف الآخر؛ مما يعطيه رسائل قوية جداً أن السلوك الإنساني يجب أن يكون رفيعاً راقياً وخلوقاً.
بناءً على ذلك نصيحتي لك أن لا تحملي على الأخرين كثيراً مهما كان! هذا لا يعني أبداً أنني أقلل من درجة المعاناة والمتاعب النفسية التي تحدثت عنها، ولكن الإنسان كيان اجتماعي، الإنسان لا مفر له من التعامل مع الآخرين خاصة إنه توجد علاقات نسميها بالعلاقات المفروضة، العلاقات مع الأهل، والعلاقات مع الوالدين، ومع الإخوان، ومع الأخوات، ومع الأقرباء، وهذه علاقات لا مناص ولا فكاك منها أبداً.
أنصحك أن تبني مفاهيم جديدة على ما ذكرته لك وأن يكون هنالك في نفسك شيء من التسامح، وأن تنظري إلى الأشياء الطيبة والإيجابية في الناس، لا تبحثي فقط عن سلبياتهم وهذا يريحك كثيراً مهما كانت درجة الأخطاء من جانبهم، ولكن حتى وإن وجدت عندهم أمور إيجابية، وحتى ولو كانت بسيطة ذات جدوى، أرجو أن تتذكريها وتعطيها قيمة وتبدئي في التعامل من خلالها مع الآخرين.
هنالك علاقة مهمة لا تحكمها القوانين غير قوانين الرضا والبر، وهي علاقتك بوالديك، وعلاقتك مع والدك يجب أن تكون علاقة حسنة، ومحترمة، ومتميزة تقوم على الطاعة، وعلى الذوق، والتقدير، وعلى البر، وإن بدأت هذه البداية الحسنة سوف تجدي ترحاب كبيرا من جانب والدك ورضى مهما كان منهجه التربوي، وهذه تفتح لك آفاقا جديدة للتعامل مع الآخرين، وأن يزول هذا التوتر وهذا القلق، مهما كانت علاقتك طيبة بخطيبك إن لم تكون علاقتك أفضل مع والديك فلا أعتقد أبداً أنك سوف تتمتعين بأي نوع من الاستقرار النفسي أو الاجتماعي، فكوني حريصة على ذلك، إن شاء الله تعالى تتبدل الأمور بصورة إيجابية جدًا.
أنصحك أيضاً في أن تقضي وقتك بصورة إيجابية وشاركي في أعمال المنزل، وأقرئي قراءات مفيدة، شاهدي البرامج التلفزيونية الجيدة والخالية من المحرمات، أذهبي إلى أحد مراكز التحفيظ ، انخرطي في عمل اجتماعي أو دعوي أو خيري، وهذه بدائل عظيمة جدًا تطور المهارات وتقوي شخصية الإنسان وتساعده كثيراً، فكري دائماً تفكيرا إيجابياً وتخلي عن الفكر السلبي، واحرصي على أن تكون لك علاقات طيبة وقدوة صالحة مع الفاضلات والصالحات من الفتيات، وسوف تجدي المؤازرة، وتجدي القبول، وتجدي راحة نفسية كبيرة إن شاء الله تعالى.
بالنسبة للعلاج الدوائي؛ أنا أعتقد أي مضاد بسيط للقلق سوف يساعدك، هنالك مركب يعرف باسم فلوناكسول وهذا هو اسمه العلمي واسمه فلوبتكسول تناوليه بجرعة حبة واحدة في اليوم وقوة الحبة نصف مليجرام لمدة أسبوع، وبعد ذلك اجعليها حبة صباح ومساء لمدة شهرين، ثم حبة واحدة مساء لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله، وهو دواء طبيب وفاعل وسليم وغير إدماني، وإن ذهبت إلى الطبيب النفسي يمكن أن يختار لك دواء أخر أو نفس هذا الدواء، وكله إن شاء الله فيه الخير الكثير.
وإليك بعض التمارين الخاصة بالاسترخاء، تجدينها في هذه الاستشارة: (
2136015 ).
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.