أخشى أن تغتال التأتأة مستقبلي وأحلامي، فكيف أتخلص منها؟

2012-06-28 11:33:54 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالبة في السنة الأولى من الجامعة، انتهيت من هذه السنة بمعدل مرتفع جداً، -ولله الحمد- وأنا إنسانة طموحة، ولدي أحلام أريد تحقيقها، ولدي جميع المقومات لتحقيقها، إلا أنني أعاني من التأتأة في أغلب الأحيان، أخشى أن تكون هي الحاجز أمام مستقبلي، أو في حياتي عامة.

مع العلم أن شخصيتي ليست اجتماعية، ولا انطوائية، أي تميل للتوسط بينها، وهادئة جداً، أتحدث أمام مجموعة من الناس، وكثيرا ما تكون تأتأتي في بداية كلامي، أو وسطه وشديدة وواضحة، أما إذا استمررت في التحدث فستختفي، ولا أعاني من نبضات قلبي بزيادتها، أو سرعتها، ولكن وجهي يحمر أحيانا.

بدأت معي هذه الحالة في السنة السادسة من عمري بدون أي سبب أو حادثة جعلتني أعاني منها.




الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.

التأتأة والتلعثم في الكلام الذي لديك يظهر أنه مرتبط ارتباطاً مباشراً بما نسميه بقلق الأداء، ويقصد بذلك أن الإنسان حين يقدم على أي فعل، أو قول لابد أن يكون الجسم بكل مكوناته، وكذلك العقل في حالة من التحفز، وذلك من أجل أن يكون أداؤك أداءً حسناً.

قلق الناس من الأداء معظمه إيجابي، لكن بعض الناس قد ينعكس عليهم سلباً، والتأتأة المرتبطة بالقلق هي أحد هذه الحالات التي تنشأ من هذا النوع من القلق.

هنالك أمور مهمة جداً يجب أن تدركينها:

أولاً: أن التأتأة والتلعثم لن ينقصك شيئاً -إن شاء الله تعالى-.

ثانياً: أنت على إدراك تام أن التأتأة تأتيك في بداية الكلام، فلذا حاولي بقدر المستطاع أن تكوني في وضع استرخائي، لا أقول لك حقري من يستمعون إلى كلامك، لكن أنظري إليهم كبشر عاديين مهما كانت أوضاعهم، أو مناصبهم، وعليك أن تتدربي تدريبا جيداً على تمارين الاسترخاء، ومقابلة أخصائي التخاطب سوف تكون مفيدة جداً لك؛ لأن الربط ما بين التنفس شهيقاً وزفيراً، وبداية الكلام دائمًا يساعد الناس في تقليل التأتأة الناشئة عن القلق في الأداء.

تواصلك أيضا مع أحد مراكز تحفيظ القرآن الكريم، والإنصات إلى المعلم في كيفية إخراج الحروف، ومداخل الحروف، هذا سوف يكون له إضافة إيجابية.

بالنسبة لاحمرار الوجه يجب أن لا يكون شاغلاً لك؛ لأنه جزء من التحفيز الفسيولوجي الذي يحدث في بداية المواجهات، كما أن إحساسك، وأفكارك حول هذا الاحمرار هي أقل بكثير من حقيقته وحجمه الحقيقي.

من أهم الأشياء أيضا هي أن لا تراقب نفسك، وحاولي بقدر المستطاع أن لا تراقبي أدائك، من الواضح أن أدائك ممتاز، وأنك جيدة، ولديك مقدرات ومهارات، وهذا شيء مقدر، فلا تفرضي على نفسك رقابة صارمة في أثناء الكلام، لاشك أن الكلام ببطء مفيد، والإنسان دائماً حين يبدأ بما يعرف، ويجيد يجعله أكثر انطلاقاً وأقل قلقاً.

هنالك أدوية مضادة للقلق تساعد في هذا النوع من التأتأة إن شئت أن تتناولين أحدها فلا بأس في ذلك، العقار الذي يعرف باسم زيروكسات سوف يكون جيداً في حالتك، واسمه العلمي هو باروكستين، وأنت محتاجة إلى هذا الدواء بجرعة نصف حبة فقط (10) مليجرام تناوليه يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو سليم، وممتاز، وغير إدماني وغير تعودي، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

هنالك أدوية أخرى يذكر أنها تفيد، ولكن أعتقد أن حالتك لا تتطلب علاجا دوائيا رئيسيا، إنما مجرد اتباع الإرشادات السابقة التي ذكرتها لك.

هنالك دراسات أشارت إلى أن التعريض في الخيال يفيد في بعض حالات التأتأة خاصة في مثل هذا النوع، والتعريض في الخيال نقصد به أن يرسم الإنسان في مخيلته موقفا معينا يكون فيه في مجابهة عدد كبير جداً من الناس، تصوري نفسك، وأنت أمام مجموعة كبيرة جداً من الحاضرين، وقد طلب منك أن تقدمي عرضًا معيناً في موضوع ليس بالسهل، وفترة التحضير التي أعطيت لك كانت قصيرة نسبيا،ً فعيشي هذا الوضع بكل تفاصيله، والخيال لابد أن ينزله الإنسان إلى الواقع بقدر المستطاع، يعني تطبيق هذه التمرين إذا تم بصورة صحيحة يجب أن يستغرق ( 20 -25) دقيقة على الأقل، هنالك من جربوا مثل هذه التمارين، وأحسوا بنوع من القلق على إجادتهم للتطبيق، وهذا يعود على الإنسان بنفع وفائدة كبيرة.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول علاج التلعثم والتأتأة سلوكيا: 265295 - 266962 - 280701 - 2102145.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

www.islamweb.net