أصبت بالانطوائية والخوف من الرجال.. فأنقذوني
2012-07-03 11:00:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا طالبة عمري 17, تعرضت للتحرش الجنسي عن طريق اللمس, وأنا بعمر 8, لم أدافع عن نفسي, ولم أكن أفهم ماذا يعمل؟ الرجل لحقني وأنا خارجة من الدكان, وبعد 3 سنوات من هذه الحادثة صرت أمارس العادة السرية - وأنا لا أعرف أنها محرمة - مدة سنتين, وتركتها وقت بلوغي, ولم أرجع لها إلى الآن.
سؤالي الأول: هل هذا الشيء يؤثر عليّ مستقبلاً؟
ومن بعد هذه الحادثة صرت انطوائية, لا أحب أن أختلط بالناس كثيرًا, ومرة فكرت أن أنتحر, لكن الحادثة لا أحد يعلم بها من أهلي, وأيضًا كرهت الرجال, وأخاف منهم خوفًا غير طبيعي؛ حتى أني لا أجلس مع أبي وإخواني كثيرًا, أحب الوحدة أكثر من أي شيء, وكل ما أردت أن أنسى أشعر أن الأمر يزداد ثباتًا بعقلي أكثر, ودائمًا أدعو على الرجل, سواء كان حيًّا أم ميتًا, لا أنام مثل الناس, ولا آكل إلا وجبة واحدة باليوم, فشهيتي مسدودة, محتاجة لحلول حتى أخرج من هذه الحالة.
أنا شخصيًا لا يعجبني حالي, لكني لا أعلم ماذا أفعل؟
ساعدوني، جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أماني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
إن التحرش الجنسي أثناء الطفولة, خاصة بعد عمر السابعة, له تأثيرات نفسية سلبية على الإنسان، وهذه التأثيرات تعتمد أيضًا على شخصية الطفل، وكذلك طريقة المعتدي في التحرش.
أنت مررت بهذه الصعوبة – صعوبة التحرش – والحمد لله تعالى أن الأمر كان عند هذا الحد، ويظهر أن لديك إدراكًا ووعيًا حقيقيًا بسوء التحرش الجنسي؛ لذا أصبحت الآن تعانين من التبعات التي ظهرت في شكل خوف وقلق وكراهية للرجال.
ممارستك للعادة السرية لا أقول: إنها إفراز طبيعي للحالة، وقد لا توجد علاقة بين الاثنين، لكن لا شك أنه سلوك خاطئ، والمهم في الأمر أنك الآن قد أقلعت وابتعدت عن هذه الممارسة.
التحرش الجنسي قد يؤدي إلى ما يعرف بعصاب ما بعد الصدمة، أو عصاب ما بعد الحدث الكارثي، إن كان الحدث قد بلغ درجة كارثية، وهذا يعتمد أيضًا على معايير الناس ومفاهيمهم, وما يقبله وما يرفضه المجتمع من سلوك.
الذي سوف يساعدك للخروج من هذه الحالة هو أولاً: أن تتفهمي أن المعتدي هو المسؤول عن هذا التحرش, ولست أنت، بل أنت الضحية, فهذا مهم جدًّا، والرجال يوجد فيهم السيئ, وكذلك فيهم الخيِّر، وكذلك النساء، والتعميم ليس صحيحًا, هذا ثانيًا.
ثالثًا: أنت - والحمد لله تعالى - لم تتفاعلي مع حدث التحرش في وقته بانفعال شديد، والحمد لله تعالى أستطيع أن أقول: إن الأمر قد انتهى بسلام، وهذا يجب أن يقودك إلى تفكير إيجابي، ولا تنظري إلى الحياة بسلبية.
رابعًا: هنالك من تعرضن إلى تحرشات جنسية, وكانت نتائجها عليهنَّ واسعة جدًّا, وقد أجبرن في الدخول في ممارسات جنسية خاطئة, وأنت - بفضل الله تعالى -لست من هذه الفئة، وهذا يجب أن يكون بشرى كبيرة لك، وأمر يبعث في نفسك الأمل والسرور.
خامسًا: لا أحد اطلع على هذا الفعل من الناس، وهذا في حد ذاته أمر طيب، وتعاملك مع الأمر بالستر هذا أيضًا موقف جيد من جانبك، فاستمري على هذا المنهج، ولا تحدثي أحدًا حول هذا الموضوع أبدًا، وأنا أيضًا أقول لك: إن نسبة التحرش الجنسي عالية جدًّا، ثلاثين إلى أربعين بالمائة من الأطفال يتعرضون إلى تحرش جنسي، وفي زمننا هذا أصبح التحرش الالكتروني من خلال الرسائل وخلافها، وهذا يرفع النسبة كثيرًا، وبكل أسف معظم المتحرشين والمعتدين هم من معارف الضحية، فأنت - والحمد لله تعالى - وإن كان وقع لك هذا الأمر لكن أكرر أنه انتهى بسلام وسلام كبير، وهذا يجب أن يحفزك, ويجعلك تخرجين من هذا التفكير السلبي.
سادسًا: غيّري نمط حياتك, وتغيير نمط الحياة بأن تجتهدي في دراستك، وأن تكوِّني صحبة طيبة، وأن تشاركي في أنشطة وقرارات أسرتك، وتسعي لبر الوالدين، فهذه دعائم مهمة وضرورية جدًّا.
سابعًا: ترتيب الوقت وتنظيمه بصورة صحيحة, والاستفادة من الوقت وملء الفراغ، هذا أيضًا أمر إيجابي ومطلوب.
أخيرًا: ربما لم أوصل لك الرسالة بصورة واضحة وقوية، ولكن الذي أؤكده لك أنك يجب أن تعتبري نفسك من السعداء؛ لأن هذا الأمر انتهى وانتهى بسلام، والحمد لله أنت الآن في مرحلة النضوج والإدراك، ولن يصيبك أي مكروه - إن شاء الله – ويجب أن تفكري حول الرجال بصورة إيجابية، والرجال فيهم الخيرون، فالرجل هو الأب, وهو الخال, وهو العم, وهو الأخ، وليس كل الرجال سيئين.
لا أعتقد أنك في حاجة إلى علاج دوائي، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء, والتوفيق والسداد.