الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أثير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأؤكد لك أن حالتك هي وساوس قهرية، وأرجو ألا تستغربي لتعدد جزئيات الوساوس وتحولها، فهذا من طبيعتها، حتى إن بعض علماء السلوك وصف الوسواس القهري بأنه من الأمراض الذكية، يبدّل ويُغيّر ويتحول وتغلق عليه من هنا يفتح عليك باب من هناك – وهكذا –، لكن في نهاية الأمر الوسواس يُهزم ويُغلق عليه وينتهي - إن شاء الله تعالى –.
هنالك مراحل عمرية تعتبر حلقات ضعيفة في حياة الإنسان، قد تأتيه هذه النوبات من القلق وكذلك الوساوس، وفترة اليفاعة التي تمرين بها هي أحد الحلقات العمرية الضعيفة، وأنت تطبقين حقيقة التدريبات السلوكية بصورة جيدة، وفكرة تحقير الوساوس وعدم مناقشتها والإصرار على ذلك مهم. تجاربك كما ذكرت لك إيجابية جدًّا مع التمرينات السلوكية، لكنها تتطلب الاستمرار.
بالنسبة لموقفك من النفور من الوسواس وكرهها ومن ثم أصبحت لا تخافين منها وأتتك الخشية أن هذا يمكن نوع من التقبل لها؟ .. لا، هذا تحقير لها، ونحن دائمًا نقول أن الوسواس يجب أن تحقر، والتحقير هو مرحلة أعلى من الرفض، تحقر الشيء أن تهينه، وما هو مهان لا يود الإنسان أن يكون جزءاً منه أو جزءاً من حياته، وهذا قمة التنفير للوساوس.
بالنسبة لوساوس الطهارة: يجب أن تبني على اليقين، وألا تعيدي الصلاة ولا تكرريها، سوف تواجهك معاناة في الأيام الأولى، لكن إذا أصررت على منهج عدم الإعادة وسجود السهو، ففي خلال أربعة أيام سوف يقل القلق والتوتر لديك، والحمد لله تعالى الوساوس تستجيب للأدوية استجابة عالية جدًّا.
أنت طرحت الموضوع مع الفاضلة والدتك، وأعتقد أنه يجب أن تتحدثي معها بخصوص الجوانب العلاجية الأخرى، وهو جانب الدواء، وهنالك أدوية ممتازة جدًّا منها عقار ( بروزاك ) يعتبر دواءً سليمًا وفاعلاً ويقلع هذه الوساوس بشكل فعال جدًّا، ومدة العلاج يجب أن تكون ثلاثة إلى ستة أشهر، والجرعة تُرفع بالتدريج، قد تصل إلى ثلاث كبسولات في اليوم.
لا تحرمي نفسك أبدًا من نعمة العلاج، ناقشي هذا الموضوع مع والدتك، وأنا متأكد أن الدواء سوف يساعدك كثيرًا في تحسين التركيز وإزالة القلق والتوتر، وإضعاف الوساوس، ومن ثم انتهائها تمامًا - إن شاء الله تعالى -.
من المهم جدًّا أن تصرفي انتباهك عن الوساوس، وذلك بأن تقومي بالأنشطة الحياتية الأخرى، على العكس تمامًا حاولي أن تستفيدي من وقتك أقصى درجات الاستفادة، وعددي أنشطتك: القراءة، الرياضة، التواصل الاجتماعي، المشاركة في أعمال المنزل، التواصل مع الصديقات والأخوات ... هذه كلها وسائل جيدة جدًّا لإدارة الوقت وتصرف الانتباه عن الوساوس.
تمارين الاسترخاء أيضًا وُجد أنها مفيدة جدًّا لتقليل وطأة المخاوف، وذلك لسبب بسيط، هو أن تمارين الاسترخاء هي في الأصل مضادات للقلق، والوسواس مكون رئيسي جدًّا يتمثل في القلق، وإليك استشارة لدينا توضح كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء، وهي برقم (
2136015 ).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.